فى محاولة جادة وربما نادرة للبحث والتنقيب فى تفاصيل ونتائج اللقاء التاريخى المهم الذى جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «يرحمه الله» بالملك فاروق بن أحمد فؤاد الأول «يرحمه الله» على أرض خليج رضوى بينبع فى شهر صفر من عام 1364ه الموافق يناير 1954م، قدم المؤلف الإعلامى عاطف القاضى كتاباً جديداً أسماه «قمة رضوى» - الملك عبدالعزيز والملك فاروق فى ينبع وبداية وضع حجر أساس جامعة الدول العربية - حفل بالكثير من عبق التاريخ وزخم التوثيق.
عرض الفصل الأول سيرة ونشأة الملك عبدالعزيز، مستعرضاً مسيرة حياته المليئة بالجهاد والبطولات وتحقيق الإنجازات التاريخية المباركة ورفع راية التوحيد وبناء الدولة وتأسيسها على ركائز راسخة، ليسجل التاريخ ميلاد دولة فتية ذات سيادة وقوة ومهابة على أرض الجزيرة العربية، ودولة مترامية الأطراف تأخذ بكل أسباب الرقى والتقدم وتجعل من كتاب الله وسنة رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام دستوراً ومنهجاً لها فى الحياة.
وفى الفصل الثانى يقدم المؤلف رصداً لنشأة وسيرة الملك فاروق ابن الملك أحمد فؤاد الأول ملك مصر والسودان مبيناً أنه الفرع الأخير فى أسرة محمد على التى كانت تحظى باهتمام الشعب المصرى، موضحاً أنه خلف والده على العرش ولم يبلغ السن التى تؤهله للحكم فتشكل مجلس وصاية إلى أن تسلم سلطاته الدستورية كاملة فى يوليو 1937م، وهكذا حكم مصر والسودان إلى أن أرغمته ثورة مصر فى 1952م التنازل عن العرش لابنه الطفل «أحمد فؤاد الثانى» الذى ما لبث أن خلع، بتحويل مصر إلى جمهورية. ودخل الكتاب فى فصله الثالث المعنون «الملك عبدالعزيز والملك فاروق فى رضوى ينبع» إلى صلب موضوعه، مقدماً عرضاً توثيقياً كبيراً للمكان والناس والزيارة وأجوائها وأهم ما تمخض عنها، وبذل المؤلف الذى أبرز إمكاناته وخبراته الإعلامية جهداً وافراً فى لقاء وحوار الأعيان والأشخاص الذين عاصروا هذه الزيارة وعاشوا أحداثها.
وأشار الكتاب فى هذا الفصل إلى الأجواء الأخوية التى طغت على اللقاء، وعززت شعور جلالة الملك عبدالعزيز «طيب الله ثراه» بأهمية إقامة سياسة ثابتة بين البلدين تقوم على أسس من التفاهم والتعاون كما تناولت الزيارة التى استمرت ثلاثة أيام، البت فى أمر إنشاء جامعة الدول العربية، وتم فيها تبادل الأوسمة والعلمين السعودى والمصرى فى احتفال عسكرى على أرض خليج رضوى اشتركت فيه ثلة من الجيش السعودى وثلة من جيش البحرية المصرية.
واستعرض الفصل الرابع تفاصيل الزيارة الرسمية للملك عبدالعزيز لمصر فى يناير 1946م، رداً على زيارة الملك فاروق للمملكة، متناولاً أثرها فى دعم وتمتين العلاقات السعودية - المصرية، وصداها فى الصحافة العربية والعالمية، لافتاً إلى أن مصر الرسمية والشعبية احتفت بالضيف العظيم أيما احتفاء، وأن زيارة العاهل السعودى جاءت فى أوانها متجاوبة مع الأصداء فى جميع الأنحاء بجامعة الدول العربية الناشئة الفتية.
وتناول الفصل الخامس مراحل تأسيس جامعة الدول العربية منذ نشوء فكرتها الأولى فى خطابات ودعوات أنتونى إيدن وزير خارجية بريطانيا فى مطلع الأربعينيات من القرن المنصرم، مروراً ببروتوكول الإسكندرية إلى ميثاق الجامعة مستعرضاً القمم العربية المختلفة وأهم ما تمخض عنها.
فى الفصل السادس الذى عرض بعضاً من مواقف وملامح السياسة الخارجية للملك عبدالعزيز، أن أهم الأدلة التى لا يمكن إغفالها عن اهتمام الملك عبدالعزيز بالسياسة الخارجية كون «وزارة الخارجية» هى أول وزارة يتم إنشاؤها فى المملكة، وارتكزت على استقلالية الموقف من الأحداث المختلفة ودعم الوحدة العربية والتعاون الدولى بما يخدم احتياجات المجتمع التنموية.
وجاء الفصل السابع عن «ينبع: لمحة تاريخية»، مبيناً اعتماده وبشكل موسع على دراسة أعدها الباحث التاريخى والمشرف التربوى الشريف محمد بن حسين الحارثى، مستعرضاً الموقع الجغرافى، علماء ينبع، تاريخ ينبع فى مختلف العهود والعصور وصولاً للعهد السعودى العامر، مستعيناً ببعض الأشعار والقصص عن ينبع.
أما الفصل الثامن فقد خصصه لمدينة ينبع الصناعية، متناولاً أسباب وظروف اختيارها كمحور للتنمية الصناعية، وأهم مراحل نموها وتطورها، مستعرضاً تجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع فى تحويلها من صحراء قاحلة إلى مدينة حديثة يتوفر فيها جميع مقومات الحياة العصرية.