تاهت ولقيناها.. ولو أراد حزب الحرية والعدالة أن يضرب عشرين عصفورا بحجر واحد.. فعليه أن يختار الدكتورة صباح رئيسة للحزب.. وعلى الحزب أن يقنع باقى المرشحين المتنافسين بالتنازل للدكتورة صباح لتصبح هى الرئيسة الجديدة لحزب الغالبية فى مصر. ورب ضارة نافعة.. وربما كان ترشح الدكتورة صباح السقارى لمنصب رئيسة الحزب هو الحل العبقرى حتى لا يشتعل الصراع المكتوم داخل أروقة الحزب بين الكتاتنى والعريان.. صحيح أن الديمقراطية تشجع الجميع على الترشح.. لكن فى ظروف الحزب الوليد.. علينا أن نلجأ إلى التوافق لا المنافسة.. ونزول الدكتورة صباح للانتخابات الداخلية هو الحل المثالى.. ولا تنس أن حزب الحرية والعدالة متهم على طول الخط بأنه معاد للمرأة.. وأن قياداته كلها من المتشددين الرجال.. وأنهم يتحيزون ضد الجنس الناعم واللطيف.. بحجة أن المرأة لا تصلح للقيادة.. ويستطيع حزب الحرية والعدالة أن ينسف تلك الاتهامات بدعمه للدكتورة صباح.. وهى رسالة للداخل والخارج أيضا أنه لا يفرق بين الرجل والمرأة.
∎ الدكتورة صباح السقارى مؤهلة علميا على أعلى المستويات الأكاديمية.. يعنى على المستوى العلمى هى مثل العريان والكتاتنى.. وعندها ميزة إضافية أنها تعمل بالشارع كصيدلانية وتعرف الناس وتختلط بهم.. ولاحظ أنها شجاعة بامتياز.. أعلنت أنها سوف تخوض انتخابات الرئاسة القادمة لو قرر الحزب ترشيحها.. وأكدت أنها ستولى اهتماما خاصا بقضايا المرأة التى هى ترمومتر المجتمع.. وأن كل المشاكل تصب عند المرأة.. بداية من مشكلة البطالة إلى رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز وغيرها.. ∎ المشكلة أن الحزب لن يدعمها وأقطع ذراعى.. لأن حساباته معقدة.. والحزب يتحالف مع السلفيين الذين يرفضون المرأة تماما.. ويرون أن مكانها هو البيت لا تغادره أبدا..
∎ خسارة وألف خسارة.. المرأة فى بلادى لم ترتق أبدا لأكثر من منصب السفيرة والوزيرة وخلاص..!
∎ منذ سنوات بعيدة.. كانت حواء تحكم وتتحكم فى عدد من بلدان العالم.. فتولت منصب الرئيس والحاكم بأمره.. تعين الوزراء وتستقبل السفراء وتفتى فى شئون الحكم.. وتحدد مستقبل البلاد.. وتعزف لها المارشات العسكرية.. وتفرش لها السجادة الحمراء فى المطارات والزيارات الخارجية.. وقد هجرت المطبخ والطبيخ والكنس والمسح وغسل الصحون وتربية الأولاد.. وتفرغت تماما للمسائل العسكرية والاستراتيجية.. بما هدد مكانة الرجل الذى رضى بمنصب المواطن المسالم الذى يؤدى فروض الطاعة والولاء !!
قبل سنوات شهد العالم بزوغ نجم أنديرا غاندى فى الهند وبنازير بوتو فى باكستان وتاتشر الحديدية فى بريطانيا وتشيللر المفترية فى تركيا والشيخة حسيبة فى بنجلاديش ومسز بندرانيكة فى سيريلانكا..
∎ الآن غابت المرأة تماما عن حكم العالم بفعل الاعتزال أو الاغتيال والانقلابات العسكرية.. ومن صنف النساء الحاكمات لا تلمح سوى أنجيلا ميركل فى ألمانيا.. مع عدد ضئيل من الحاكمات فى بعض البلدان الصغيرة !!
∎ راحت على المرأة يا حرام.. لم تعد موضة كأيام زمان.. وها هى الدكتورة صباح تحاول أن تعيد السيرة.. ونؤيدها ونقف وراءها.. لكن يا خسارة لن يقف معها حزبها حزب الحرية والعدالة.. الذى يفضل دعم الرجال.. مع أنه يستطيع بتأييدها أن يضرب عشرين عصفورا بحجر واحد..!