ساهمت المرأة المصرية فى بناء العديد من الكيانات الناجحة التى شهد لها العالم بقدرتها على التواصل مع النجاح فى أى مجال، ولكن بعد ثورة 25 يناير كانت هناك سيطرة على خطوط تواصل المرأة مع الأحداث، السؤال يطرح نفسه: هل المرأة فى العشوائيات لها تواصل أو تهتم بذلك مثل المرأة التى أصرت على وجودها بالثورة والأحزاب والمشاركة فى السياسة رغم رفض بعض الكيانات لها فى الفترة الماضية؟
«جومانا ميلاد» بائعة أحذية تقول: أنا متعلمة ومعى دبلوم تجارة وأعرف أن للمرأة حقوقا فى أن تدخل أحزابا وتشارك برأيها وأن تدافع عن حريتها فى التعبير مثلها مثل الرجل، لكننى لا أهتم كامرأة بذلك لأننى أواجه حاليا مشاكل أكثر من ذلك، خاصة المرأة المسيحية بعد ثورة 52 يناير فأصبح جميع من حولى ينظرون لى على أننى غير مرتدية للحجاب ولافتة للأنظار، وليس لى الحق فى الخروج بأمان مثل الأول خاصة أننا فى أماكن عشوائية.
فكيف أبحث عن تلك الحقوق ولدى مخاوف من أشياء أخرى لم تكن موجودة قبل الثورة؟ وأنا حاليا لا أهتم إلا بمحل الأحذية وأقلل من خروجى من بيتى حتى لا أتعرض لأى موقف يسوؤنى.
الحاجة فاطمة على الجمال - صعيدية - وتقيم بمقابر اليهود، قالت: أنا سيدة بسيطة ولدى خمسة أولاد منهم ثلاث بنات، كل ما أعرفه عن حقوق المرأة والسياسة أننا ليس لنا أي حقوق.. وإزاى هندور على حقوقنا بعدما شفنا البنات بيتسحلوا فى الشارع؟! بقيت بخاف على بناتى جدا وأنا اللى بامنعهم إنهم يتكلموا فى السياسة ومنعرفش يعنى إيه أحزاب.. كل اللى يهمنا هو لقمة العيش فقط.
سعدية إبراهيم، قالت: سياسة إيه أنا ببيع عيش فى الشارع طول اليوم من أول النار لآخره بعشرة جنيه، وأنا عندى أطفال، أنا عايزة أعيش ومعرفش غير إن فيه ثورة كانت بميدان التحرير معملتش للغلابة حاجة، النور بيقطع علينا والميه كمان، إحنا أكتر ناس اتبهدلنا ومفيش حد بيدور علينا.
معرفش يعنى إيه حقوق مرأة أساسا ولن أهتم ولا أعرف يعنى إيه حزب لأنى جاهلة لكنى إنسانة ولى حق فى الحياة.
هبة سعيد - إحدى فتيات إسطبل عنتر - تقول: أنا مهنتى فكهانى معرفش غير أنواع الفاكهة رغم أن معايا دبلوم، لكن معرفش حاجة عن الثورة غير من أخويا وهو مصدرى الوحيد ومعرفش إن فيه حاجة اسمها حقوق المرأة بس أعرف أن البنات بعد الثورة بتتخطف وفيه عنوسة.
هنا فى إسطبل عنتر الناس متعرفش أى حاجة عن حاجة اسمها أحزاب ولو سألتى الستات كلها هيضحكوا لأنها كلمة مش فى حياتنا ومحدش بيدور علينا.
أم أحمد السيد - صاحبة سوبر ماركت - فقالت: أنا مش متعلمة بس بتابع كويس وعارفة إن فيه حاجة اسمها سياسة وحقوق مرأة بس اختفت، احنا نفسنا نعيش فى أمان، أنا بخاف على بناتى حتى من الكلام فى السياسة وبجوزهم وهما صغيرين عشان محدش يبهدلهم، إحنا فى عشوائيات والثورة معملتش لأى ست فى مصر حاجة لا اللى فى العشوائيات أو اللى فى أعلى المناصب.
والأحزاب السياسية لم تعرض علينا لا قبل الثورة ولا بعدها، لأننا عشوائيات هنموت ونعيش كدا.