إحسان عبدالقدوس إلى شباب ثورة يناير 2011 هذه الأبيات لشاعر الأطلال إبراهيم ناجى.. يقول ناجى يا شباب الثورة.. أجل إن ذا يوم لمن يفتدى مصرا فمصر هى المحراب والجنة الكبرى حلفنا نولى وجهنا شطر حبها ننفذ فيه الصبر والجهد والعمرا نبث بها روح الحياة قوية ونقتل فيها الضنك والذل والفقرا سلاما شباب النيل فى كل موقف على الدهر يجنى المجد أو يجلب الفخرا تعالوا لنمحو الجهل والعلل التى أحاطت بنا كالسيل تغمرنا غمرا تعالوا فقد حانت أمور عظمة فلا كان منا غافل يصم العصرا رحم الله شهداء ميدان التحرير وتوابعها.. أدعو كل من يمر فى ميدان التحرير الشاهد على استشهاد شباب التحرير من أجل الحرية والشرف والكرامة.. المسلم يقرأ الفاتحة والمسيحى يقرأ الله فى السماوات على أرواح هؤلاء الشهداء الذين عند ربهم أحياء يرزقون.. على الجميع رحمة الله وغفرانه وفى الجنة بإذن الله مع شهداء جيش مصر المجيد فى أرض فلسطين دفاعا عن أرضها فى «1948» حتى شهداء حرب أكتوبر المجيدة وما بينهم العدوان الثلاثى «1956» وحرب «1967» الوكسة. وائل غنيم أما هذه فكلمة إلى الشاب وائل غنيم الشاب المثقف الذكى والذى أصبح بعقليته الواعية يمثل بالنسبة للعقلاء وجه الثورة الذى لعب دورا رئيسيا بها.. يا وائل أخاف على الثورة النظيفة الشريفة يا زعيم أن تنقلب إلى ثورة المتسلقين والحرامية والعياذ بالله - يا ريت تحاول مع زملائك مساعدة الجيش والشرطة لمنع بلطجة المتسلقين والانتهازيين والسجناء الهاربين.. يا شباب مصر الثائر بدأت طوائف المتسلقين من الأحزاب والانتهازيين من زعمائها ينتشرون يسرقون أحلامكم بعد أن تحولت إلى حقائق وحققتم المعجزة لسلبها وتشويه صورتها علاوة على انتشار الشغب والإضراب فى جميع الهيئات والإدارات والشركات والنقابات يطالبون بحق فى الوقت غير المناسب وقبل أن نجنى ثمار الثورة البيضاء الشريفة تعطيلاً لاستكمال المسيرة الوطنية وتعطيلا لمسيرة الجيش للإصلاح والنظام الديمقراطى والهدوء لمصر ومن أجل مصر عاشت مصر فى حماية الجيش والشرطة وشعبها يا ولاد مصر. أراد رب العالمين أن أعيش ثورة 1952 حتى ثورة يناير 2011 وما بينهما من الكثير من الأزمات وأنواع من المظاهرات.. بدأت بحريق القاهرة فى يناير 1952 استمر يوما واحدا بعد نزول الجيش وكانت الخسائر والحريق لا يتعدى القاهرة وفى وسط البلد ويشاء رب العالمين أن تتعرض القاهرة بل ومصر كلها إلى الحريق فى يناير 2011 أى بعد ستين «60» سنة ويختفى الأمن وتفتح السجون وتشتعل النيران فى بلاد مصر جمعاء.وعاصرت ثورة يوليو 1952 ثورة من شباب الجيش لم نكن نحن تلاميذ المدارس نعرف تماما هل كنا فعلا لا نريد الملك ولا الباشاوات ولا الأحزاب التى كانت معروفة للجميع ولم تحدث أى مظاهرات إلا بعد أن تنازل الملك عن العرش لابنه الطفل تحت وصاية لجنة من بعض المسئولين ثم حضرنا مظاهرات الفرح والمحبة لإعلان الجمهورية وإعلان محمد نجيب رئيسا للجمهورية.. ثم ثورة مارس 1954 وكان أبطالها السيد خالد محيى الدين وأستاذنا العزيز إحسان عبدالقدوس والأستاذ أحمد أبوالفتح رئيس تحرير جريدة المصرى وأحد أصحابها.. وكانوا يطالبون مجلس قيادة الثورة بالديمقراطية والحكم المدنى والحرية. كتب إحسان أشهر ثلاث مقالات يطالبهم إما أن يخلعوا الملابس العسكرية أو يعودوا إلى الجيش ويتركوا الحكم المدنى.. وكانت النتيجة أن مجلس قيادة الثورة اجتمع وقرر القبض على إحسان عبدالقدوس وخلع محمد نجيب وعزل السيد خالد محيى الدين وسافر الأخ أحمد أبوالفتح خارج مصر وكان جمال سالم رئيسا لهيئة السكة الحديد وبترتيب وتنظيم حسين الشافعى خرجت مظاهرة من عمال السكة الحديد يهتفون: تسقط الحرية مش عايزين دستور ولاديمقراطية.. ووصلت المظاهرة شارع محمد سعيد أمام مجلة روزاليوسف وبدأت قذف الطوب وتهتف: تسقط الحرية يومها صممت السيدة فاطمة اليوسف أن تنزل لهم بنفسها وقالت لهم اقذفونى بالطوب أنا الحرية ومجلتى وكل من فيها حر وإحسان اعتقلوه ثمنا للحرية. أما عمال وبعض موظفى جريدة المصرى فنزلوا وانضموا للمظاهرة وهتفوا: تسقط الحرية ويحيى مجلس الثورة وكانت النتيجة أن مجلس قيادة الثورة قرر غلق جريدة المصرى وطرد عمالها وموظفيها عقابا للعمال لأنهم ليس عندهم وفاء لأصحاب الجريدة إذ لا يثق فيهم وأغلق المصرى إلى اليوم. وعاشت مصر وإليكم الحب كله وتصبحون على حب.