بقاعة بيكاسو بالزمالك يفاجئ الفنان سمير فؤاد الجميع برؤية مختلفة في معرضه الجديد «اللحم» ويؤكد في لوحات معرضه علي المعاني المتضاربة التي تثيرها كلمة «لحم» وتداعياتها المختلفة من الالتهام والافتراس إلي التضحية، ومن الحب إلي الغواية والشهرة ومن الضحك إلي الصراخ ومن الضحية إلي الجلاد، وهو يري أن هذه المعاني يفصل بينها خيط رفيع أو خطوة واحدة وتعبر جميعها عن القلق والتناقضات التي تتصارع داخل الإنسان الذي يمكنه مثلا أن يلعب دور الجلاد ثم دور الضحية في مشاهد متتابعة، وحالة القلق تلك ينقلها الفنان سمير فؤاد إلي لوحاته ليس فقط في الأشكال التي يصورها وإنما في الحالة الانفعالية التي يبدو عليها ملمس السطح المغطي بالخدوش والرضوض وبرغم العناصر الصادمة في معظم لوحات المعرض إلا أن الفنان احتفظ بالحس الجمالي في اللغة البصرية والتقنية التي نفذ بها لوحاته واللتين هما امتداد ذاتي ومعاصر للغة التصوير الكلاسيكي وقال الفنان سمير فؤاد إن الشكل العضوي للحم جذبه بصريا.. لونه.. تكوينه.. العضلات الموجودة به كل ذلك كان يشغله مدة طويلة إلي أن جاء الوقت ليخرج الموضوع للنور في شكل علاقة البشر بفكرة اللحم والعكس ولذلك بعض اللوحات يكون اللحم هو بطل اللوحة وفي لوحات أخري يكون خلفية والمعرض قدم موضوع اللحم من أكثر من زاوية من شخوص سجن أبوغريب الذين تحولوا إلي كوم من اللحم المتداخل إلي لوحات الشخوص المحاطة بالذبائح المعلقة والتي تؤدي دور الخلفية المسرحية لشخوص تلعب أدوارا مختلفة من الانفعالات من العناق إلي الاحتجاج ومن المبالاة إلي تحية جماهير غير مرئية، وكذلك مجموعة تصاوير الوجوه الإنسانية التي صرخ ألما أو تضرعًا.وأكد الفنان سمير فؤاد أن اللون له وظيفة مهمة في أعمال المعرض وإن كان اللون الأحمر هو الغالب في الأعمال وهو ما يعكس حالة الفنان النفسية والوجدانية إلا أن لديه قدرا من التفاؤل من خلال استخدامه للون الأخضر فهو في النهاية يأمل أن يري الواقع أكثر رحابة وجمالا.