أن يستوقفنى شعر متميز فإن هذا يمثل لى أمرا جديرا بالتسجيل. واقرأوا معى: أخضر كأنى الشجر.. طارح فى ليل أبريل.. كأنى سور الحديد على كوبرى قصر النيل صندوق رسايل بريد شايل جواب أو صورة عصفور كنارية وحيد.. وإشارة مكسورة والليل كأنه سور.. بيعكس الصورة أنا ف مكانى بادور.. وإنتى الحياة تنورة.. صاحب الأبيات هو الشاعر سالم الشهبانى . والقصيدة من ديوانه شبر شبرين، الذى صدر مؤخراً عن دار اكتب للنشر والتوزيع. وديوان شبر شبرين هو الجزء الثانى من مشروعه الشعرى الأبيض كل الألوان، والذى يغزل من مجموعة الألعاب الشعبية المنتشرة فى أقاليم مصر حالة يتداخل فيها اللعب بالجد والبهجة بالحزن، حالة من التأمل واستدعاء الذكريات ومصاحبة أماكن والتحدث مع النفس والتساؤل، مع التشبث بأهداب الإجابات العصية أو التى تبعث بمزيد من التساؤل . من هذه الأبيات قوله عن اللون الأسود : لون يسيبنى كل مرة قدام سؤال إيه اللى ممكن يعمله الشعر لإنسان ضعيف؟ إيه اللى ممكن يعمله الشعر لقصيدة ف الشارع بتعصى ع التصنيف؟ أسوَد ضلى على الأسفلت وبدلة العسكرى السودا اجبرونى على الوقوف صف تانى والكلام عن لون ماحبتهوش لون يساوى خوف من غيب مابعرفهوش أو غياب بيساوى خوف من لون ماحبتهوش الشاعر سالم الشهبانى أصوله بدوية من جنوبسيناء، وبدأت إقامته بالقاهرة منذ عام 1984 ، وسبق أن صدرت له عدة دواوين منها ولد خيبان والملح والبحر والقطة العميا الذى أتوقف معه عند الأبيات التى يقول فيها : معصوب بالبكا وعميان، فارد إيديا.. كأنى طير بالبكا نشوان.. كل امّا ينغُزنى الفرح، أبكى.. أبتسم، وأبكى.. كل الحاجات، خيالات.. وش أمى بيطاردنى فى كل خطوة، فى كل سكة ويعاتبنى ع اللى فات سالم الشهبانى شاعر حروفه السهلة تصحبك إلى دروب لا يجتازها إلا رواد الرحلات الاستكشافية، فتسأل نفسك عما تبعثر ممن استكان بسبب تكرار السير فى الطرق الروتينية، وعن قتامة السكون، ووطأة الخمول، فتكتشف أن كلماته التى تبدو عادية قد اصطحبتك باتجاه رحابة اللجوء إلى الآفاق غير الاعتيادية.