بايدن يؤكد للرئيس السيسى تقديره لجهود مصر للتوصل لوقف إطلاق النار فى غزة    الأهلى يهزم الزمالك 27 - 21 ويحسم لقب محترفى اليد    عيار 21 بالمصنعية بعد الانخفاض.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 24 مايو 2024 للبيع والشراء    مصر تُرحِب بقرار "العدل الدولية" فرض تدابير مؤقتة إضافية على إسرائيل    الصين تحذر: رئيسة تايوان تدفع باتجاه الحرب    تزامنا مع كلمة ل نصر الله.. حزب الله يستهدف موقعا إسرائيليا بصاروخين ثقيلين    "بولتيكو": إجراءات روسيا ضد إستونيا تدق جرس الإنذار في دول البلطيق    «العمل» تكشف تفاصيل توفير وظائف زراعية للمصريين باليونان وقبرص دون وسطاء    الأهلي يبدأ مرانه الختامي لمواجهة الترجي في نهائي دوري أبطال إفريقيا غدا    «تجاوز وعدم أدب».. بيان ناري لرابطة النقاد الرياضيين ردًا على تصريحات محمد الشناوي ضد الصحافة المصرية    الدبلومات الفنية 2024.. "تعليم القاهرة": تجهيز أعمال الكنترول وتعقيم اللجان    المخرج أشرف فايق: توقعت فوز الفيلم المصري "رفعت عيني للسما" بذهبية مهرجان كان    تحديث بيانات منتسبي جامعة الإسكندرية (صور)    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن هضبة الأهرام بالجيزة اليوم    الأمم المتحدة تحذر من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة    الترقب لعيد الأضحى المبارك: البحث عن الأيام المتبقية    سكرتير عام البحر الأحمر يتفقد حلقة السمك بالميناء ومجمع خدمات الدهار    بعد جائزة «كان».. طارق الشناوي يوجه رسالة لأسرة فيلم «رفعت عيني للسما»    بعد تلقيه الكيماوي.. محمد عبده يوجه رسالة لجمهوره    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع والتسليم لله    «الرعاية الصحية» تشارك بمحاضرات علمية بالتعاون مع دول عربية ودول حوض البحر المتوسط (تفاصيل)    قوافل جامعة المنوفية تفحص 1153 مريضا بقريتي شرانيس ومنيل جويدة    «العدل الدولية» تحذر: الأوضاع الميدانية تدهورت في قطاع غزة    فيلم "شقو" يواصل الحفاظ على تصدره المركز الثاني في شباك التذاكر    بعد ظهورها بالشال الفلسطيني.. من هي بيلا حديد المتصدرة التريند؟    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    مبابي يختتم مسيرته مع باريس سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    الأزهر للفتوى يوضح أسماء الكعبة المُشرَّفة وأصل التسمية    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    الأهلى يكشف حقيقة حضور إنفانتينو نهائى أفريقيا أمام الترجى بالقاهرة    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في الأبقار.. تحذيرات وتحديات    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    بالأسماء.. إصابة 10 عمال في حريق مطعم بالشرقية    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    الإسكان تتابع جهود قطاع المرافق لتعظيم الاستفادة من الحماة المنتجة من محطات معالجة الصرف الصحي    11 مليون جنيه.. الأمن يضبط مرتكبي جرائم الاتجار بالنقد الأجنبي    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    مران صباحي ل«سلة الأهلي» قبل مواجهة الفتح المغربي في بطولة ال«BAL»    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    "التروسيكل وقع في المخر".. 9 مصابين إثر حادث بالصف    "تائه وكأنه ناشئ".. إبراهيم سعيد ينتقد أداء عبدالله السعيد في لقاء فيوتشر    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    مدرب الزمالك السابق.. يكشف نقاط القوة والضعف لدى الأهلي والترجي التونسي قبل نهائي دوري أبطال إفريقيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب «المحظورة» الفاسد
نشر في صباح الخير يوم 09 - 11 - 2010


أشرف على الملف : مها عمران
اعد الملف :محمد عبد الرحمن - زين ابراهيم - مى كرم - هايدى عبد الوهاب
امانى زيان - محمد عاشور - نهى العليمى - لميس سامى
ما الذي يدفع إلي رفع الشعار الديني واستخدامه في الدعاية الانتخابية من جانب من يطلقون علي أنفسهم صفة المستقلين، ولكنهم يعلنون انتماءهم الواضح لجماعة ظلامية.. جماعة الإخوان المحظورة.. بغض النظر عن الحظر القانوني لاستخدام الدين في الدعايات السياسية والحظر الدستوري للنشاط السياسي علي أساس المرجعية الدينية؟
سألنا السياسيين والمثقفين والفنانين من النخبة فأجابوا بأنه خداع للناس وتدليس باسم الدين من أجل السياسة.
الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس وزراء مصر الأسبق يقول: «مثل هذه الشعارات الدينية تدعو لتقسيم المجتمع لأكثر من فئة وليست من مصلحته إطلاقًا.. فالشريعة الإسلامية هي التي تحكم النظام المصري ولكن عندما تتقدم مجموعة أو حزب، فيجب أن يوضحوا هذا المنهج من النواحي الاقتصادية والثقافية والاجتماعية كإطار لهذا الحزب أو الجماعة، فإذا كانوا يريدون منهجا إسلاميا فلماذا لا يقدمون البرنامج نفسه؟! هم عندهم برنامج المفروض أن يركزوا عليه وليس علي الشعار وإلا فليتقدم الأقباط بشعار «الإنجيل هو الحل»، ويجب أن يقدم الإخوان ماذا سيفعلون لتعظيم الناتج القومي أو لخدمة النواحي الاجتماعية الخاصة بالمجتمع، أو كيف ستتم مواجهة الفقر ومساعدة الفقراء وتصبح هذه هي الشعارات التي يتقدمون بها «لنعظم الإنتاج» و«لنستثمر الأموال» وليقدموا القواعد التي يضمنها منهجهم، فالعقائد لا مناقشة فيها لأن لها قواعد في النقاش، أما المناهج فتختلف من رأسمالي لاشتراكي لإسلامي.. وهناك قواعد مشتركة في جميع الأديان من عدل اجتماعي واحترام للعمل وتسامح.
وأضاف الدكتور عبدالعزيز: «عندما رُفع من انتخابات نقابة التجاريين شعار «الإسلام هو الحل» سألتهم هل معني ذلك أن الأقباط يمشوا؟! أم أحجر علي الأقباط وأدفعهم للاعتراف بمقومات الشريعة الإسلامية.. هناك تناقض ونحن في مجتمع يحترم كل الطوائف الموجودة.. وأنا عندما دعيت للمنهج الإسلامي في الاقتصاد عندما حدثت الأزمة المالية، وكانت المؤسسات المالية والبنوك الإسلامية أقل تضررًا بأحداث الأزمة دعيت إلي قواعد وطرق متعلقة بالمنهج الإسلامي الاقتصادي لحماية مصالح البنوك حتي أن البابا قال: «انظروا للمنهج الإسلامي في البنوك وادرسوه فالحديث عن المنهج شيء، وفرض شعار «الإسلام هو الحل» علي الناس شيء آخر تمامًا، ولكن «كلٌ يغني علي ليلاه».

د. عبد العزيز حجازى
موقف غير مفهوم
تؤكد الدكتورة زينب رضوان أستاذ الفلسفة الإسلامية وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية ووكيل مجلس الشعب وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان أن شعار «الإسلام هو الحل» غير مقبول في دولة إسلامية، وأن يتصور إنسان أو جماعة احتكار الإسلام لنفسها فهذا أمر مرفوض، ثم إن هذه الفكرة وهذا الشعار يأتي من مواجهة دولة إسلامية دستورها ينص في المادة الثانية منه أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر والأساس التشريعي!! هذا كلام مغلوط ولا يرفع ضد شعب كله أو الأغلبية العظمي منه مسلم، ويُعد منارة للإسلام بما يضمه من الأزهر الشريف وعلمائه وأعضاء الجماعة.. تصوروا أنفسهم يملكون الإسلام بمفردهم كأنهم أمام غير مسلمين. وأضافت: إن الإخوان سموا أنفسهم بالإخوان المسلمين أيام حسن البنا علي أساس أننا متفقون في فكر كأخوة مصريين ثم يجمعنا الإسلام ويميزنا عن سائر المجموعة الكبيرة المنتشرة في الإسماعيلية.
لكن أسمع اليوم «الإسلام هو الحل»!! أمام من؟! أمام مسلمين؟! أمام علماء الأزهر؟! أمام هذه الدولة الإسلامية العظيمة!! إنه كلام غير مقنع.. وإذا كان عندهم حل.. لماذا لا نعرفه لماذا لا يقدمونه لنا لنستمد منه قوانينا للمصلحة العامة لنا؟! كلامهم لا معني له وأرفض أي جماعة تحت أي مسمي تعلن أن الإسلام حكر عليهم أو هي الجماعة المسلمة فماذا نحن؟! وكيف يصنفوننا؟!
وتضيف الدكتورة زينب قائلة: ليس هناك أفضل مما هو مطبق الآن من تشريعات وليس هناك فضل وإذا كان عندهم فليبرزوه.
وعن الناس الذين تتم مغازلة شعورهم تحت هذا الشعار الديني.. تقول الدكتور زينب رضوان: «أقول لهؤلاء الناس الذين يعتقدون أن من يحمل هذا الشعار هو «بتاع ربنا» هل أنت «بتاع الشيطان»؟! كلنا مسلمون والإسلام ليس حكرًا علي أحد».
وتؤكد الدكتورة زينب رضوان: موقف من يحملون هذا الشعار أيضًا غير مفهوم وغير واضح سواء مع غير المسلمين أو بالنسبة للمرأة الذين يؤكدون أنه لا مكان لها سوي البيت ثم يرشحونها لتدخل الانتخابات فهم يفعلون شيئا ويضمرون شيئا آخر، وفي اللحظة التي سيجدون عندهم القوة سيخرجون ما بداخلهم من رفض للآخر الذي علي غير دين الإسلام حتي عندما تناقشهم يحولون النقاش إلي نقاش في العقيدة، وهو نوع من التناقض والسفسطة.

د . زينب رضوان
إهانة لكل المصريين
وتري الدكتورة زينب رضوان أستاذ الفلسفة الإسلامية أن ما يفعله الإخوان المسلمين من اتخاذ شعار «الإسلام هو الحل» إهانة لكل الشعب المصري لأننا جميعًا مسلمون، وتقول: «نرد عليه نحن مسلمون مثلك ونعلم أكثر منك ولكن إذا كان عندك شيء من الحل كبرنامج قدمه وعرفه لنا وإذا عندك كان مخالفًا لما نطبقه لا مانع من تطبيقه، ولكن أين هذا البرنامج؟ وأين الحل الذي تملكه ولا نعرفه، وإذا كان عند هؤلاء الجماعة شيء كانوا قدموه ونجحوا فيه، ولكن الواضح جدًا أنهم لا يملكون شيئًا سوي التشبت بالشعار دون أي حلول يستطيعون تقديمها للمناقشة».
ويؤكد الدكتور مصطفي الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشوري أنه لا يملك أي مسلم احتكار شعار دين واحد، فالإسلام له ولي ولغيرنا من المسلمين وعندما نقول إن الإسلام هو الحل معني ذلك أنه إذا استعصت الحلول فهل هذا يعني أن نرجع الفشل للإسلام، ويري الفقي أن الزج بالدين الإسلامي الحنيف في معترك الحياة السياسية هو إساءة كبري للدين، فضلاً عن أن استخدام الشعارات الدينية يفتح الباب للأديان الأخري، فنتوقع في يوم أن نري شعار اليهودية هي الحل أو المسيحية هي الحل ففتح الباب سيحول المعركة من سياسية تنافسية لمعركة دينية، فالشعارات الدينية شعارات استبعادية تؤدي إلي استبعاد مجموعة من المواطنين بسبب الدين، ومن هنا تكمن الخطورة فعندما يسمع مواطن مسيحي شعار الإسلام هو الحل، فهذا سيؤدي إلي استنفار مشاعره، فالدين كالماء النقي والسياسة كالزيت الملوث وخلطهما إساءة كبيرة للدين وتقليل من عظمته وقدسيته.
ويشير الفقي إلي أن إصرار الجماعة علي استخدام الشعارات الدينية علي الرغم من قرارات اللجنة العليا للانتخابات هو دليل واضح علي عدم وجود برنامج لهم، حيث تري الجماعة أن الشعارات الدينية براقة تخدع المواطن البسيط وتسرق مشاعره الروحية، فالشعب المصري معروف بتدينه الفطري وطيبته.

د مصطفى الفقى
وهو مجرد توظيف سهل للوصول لقلوب الناس ولو أنهم يمتلكون برنامجًا حقيقيا ما كانوا لجأوا لهذه الشعارات.
ويري الدكتور وحيد عبدالمجيد أن موضوع الشعارات الدينية محاولة لتأكيد الإخوان علي أنهم مازلوا قادرين علي خوض الانتخابات وهي دلالة صريحة علي عدم قدرتهم علي تقديم رؤية واضحة للمستقبل، حيث يتم اختزال الموقف في مجرد شعارات تخاطب عواطف المواطنين بدون رؤية واضحة أو برنامج واضح.
ويشير عبدالمجيد إلي أن العملية الانتخابية أثبتت أنها لا علاقة لها بالشعارات، فغالبية من يدلي بصوته هم الطبقات الدنيا ويذهبون لمعرفتهم بالأشخاص وليس لمجرد الشعارات، وأكثر ما يعنيهم هو الخدمات، لذلك فالشعارات لم تعد مؤثرة ويلجأ إليها الإخوان لمداعبة مشاعر المواطنين البسطاء.
د. وحيد عبد المجيد
ويضيف عبدالمجيد أن برنامج الإخوان هو مجموعة من برامجهم السابقة، وهي أقرب لإعلان مواقف وكلها تبدأ بكلمة «ينبغي» مشيرًا إلي أن البرنامج الحقيقي لأي مرشح لابد أن يضمن تقديم حلول ومقترحات للمشاكل الموجودة ووضع خطة زمنية لحلها لكنهم يقدمون كلاما عاما، وشعارات براقة بهدف جذب المواطنين لهم.
ويقول «نبيل زكي» المتحدث الرسمي وأمين الشئون السياسية لحزب التجمع.. أن استغلال الإخوان المسلمين لشعار «الإسلام هو الحل» هو خداع للناخبين لأنه محاولة ادعاء أنهم المدافعون عن الدين وهم الذين يحتكرون الفهم الصحيح له.
د نبيل زكى
ومن هنا يتسني لهم الهرب من عمل برامج اقتصادية، واجتماعية، وثقافية.. كما يفعل التاجر الذي يتصور أن «الزبون» يفضل سلعة معينة فيحتكرها ليطرحها في الأسواق ويكون هو الرابح الوحيد.. كما أن هذا الشعار يلغي تكافؤ الفرص بين القوي السياسية والمرشحين.. فعندما نقول أننا نمثل الإسلام فبالطبع هذا يعني أن الآخرين خارج دائرة الإسلام، وهذا إلغاء للآخر ونحن مجتمع تعددي، أي أن به تعددية سياسية، وفكرية وثقافية ودينية أيضاً.. ولذا يجب أن يكون لها احترام لدي الآخرين.
وأضاف نبيل زكي: يجب أن نحافظ علي قدسية الدين ولا نقحمه في المعترك السياسي، وما حصل عليه الإخوان المسلمين باسم الدين حتي الآن هو استغلال لمشاعر المواطنين الدينية وبدون هذا الشعار لن يحصلوا علي شيء.
فأين برنامجهم الانتخابي واهتمامهم مثلاً بعلاقة القطاع العام بالخاص، المجالات المطلوب الاستثمار بها، علاقة العمال بصاحب العمل أو المصنع.. فكل هذا به غموض في موقفهم.. كما أن الدستور حذر من قيام أحزاب علي أساس ديني، وبالتالي وجودهم غير شرعي، لأن المفروض أن المنافسة بين برامج سياسية وليس بين شعارات.. كما أننا لا نتنافس من هو الأقرب إلي الله، أو من هو الأكثر دينا، فهذا لا يحكم به ولا يعرف ما بالصدور إلا الله.
وأكد أن الإسلام دين وليس سياسة والمقصود من المادة، الثانية بالدستور أن الإسلام دين الأغلبية وهذا واقع يجب أن نعتز به، ولكن البرلمان ليست له علاقة بالشعارات.
والمقصود أن نري مصالح الناس ونحل مشاكلهم فإذا استمر الحال علي استخدام هذه الشعارات، غدا ستكون هناك «المسيحية هي الحل» و«اليهودية هي الحل» وستحدث صراعات دينية وينقسم المجتمع وهذا ما تريده الدول الخارجية.
فتكون مثل إسرائيل دولة يهودية، وتعود للقرون الوسطي وعصور الظلام وهم ليسوا أوصياء من عند الله علي الدين فالدين لله والوطن للجميع.

د مصطفى علوى
أما الأستاذ الدكتور مصطفي علوي أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشوري فيقول: أن هذا الشعار يتناقض تماماً مع قواعد الدستور، فنحن دولة مدنية ولسنا دولة دينية ومسألة الأصل أو العرق أو الدين أو حتي الإقليم ليس له أي دخل في حياتنا.. فنحن دولة مدنية مواطنوها متساوون في الحقوق والواجبات.. ولا يجب أن نستخدم الشعارات الدينية لعدم خلق صراعات أو فتنة.
أما بالنسبة لما يتردد علي أن الشعار لا يتنافي مع المادة الثانية في الدستور فهذا كلام غير صحيح لأن هذه المادة تتحدث عن المبادئ العامة وأن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع وليس السياسة، كما أن مبادئ الدين الإسلامي لا تتعارض مع مبادئ القانون الدولي العام أو المبادئ الإنسانية عموماً في كل شيء سواء واجبات أو حقوق.
والمبدأ الأعظم في الإسلام وهو «لا إكراه في الدين» فلماذا نتلاعب باسم الدين، ويجب علي الناخب أن يعي تماماً من الذي سيوضع اسمه في صندوق الاقتراع، وأصحاب هذا الشعار حصلوا في الخمس سنوات الماضية علي 88 صوتاً في البرلمان ولم نر لهم أي أثر أو نحس بأداء متميز أو خاص وربما لو كان أداؤهم أفضل لكان وضعهم اختلف، ولكن هذا لم يحدث فلذلك يجب أن يفكر الناخب في هذه المسألة.
كما أن باقي الأحزاب السياسية كحزب الوفد، والتجمع يجب أن يكون وجودهما في الشارع أقوي وأن يقتنع الناس بهما.
وأيضاً الإعلام يجب أن يكون له دور لتوعية المواطنين وحثهم علي الذهاب للتصويت للأحق. كما أن وجود مجموعة كبيرة الآن من الشباب ضمن المرشحين يجب أن يخلق جواً من التغيير. وحذر د. جابر عصفور مدير المركز القومي للترجمة بوزارة الثقافة من خطورة ما يفعله الإخوان المسلمين في المجتمع حيث ينسفون بأفكارهم المتطرفة فكرة الوحدة الوطنية ويتجازون إلي فكرة الدولة الدينية التي تنحاز بدورها إلي فئة معينة علي حساب بقية فئات المجتمع، فضلاً عن إثارة التمييز بين أفراد المجتمع.
د. جابر عصفور
وأضاف أن الإخوان عندما يرفعون شعار «الإسلام هو الحل» في أية انتخابات يخوضونها فأنهم يبغون خداع الناس البسطاء حتي أن تسميتهم بالإخوان المسلمين هي أصلاً عبارة عن شكل من أشكال التمييز فكلنا مسلمون وإخوان، ولهذا فأننا نتساءل لماذا يقصرون علي أنفسهم هذه التسمية ويستبعدون بقية فئات المجتمع.
وطالب عصفور بزيادة الوعي لدي الناس بهذه المفاهيم الخاطئة وأن يلعب المثقفون ورجال الإعلام دوراً في توعية الناس بما يقوم به الإخوان من أخطاء وخطايا في حق المجتمع وأن يتم اتهام الناس البسطاء بأن الدين للجميع وأنه لو وصل الإخوان المسلمين إلي الحكم فمعني ذلك كارثة علي مصر وستصبح وقتها مثل أفغانستان وإيران وبقية البلاد التي يحكمها نظام ديني، مع العلم أن الإخوان لديهم حلم كجماعة وهو أن تصبح وريثة للخلافة الإسلامية وليس حكم مصر فقط، وأفكارهم مبنية علي إلغاء المواطنة والتمييز بين المسلم والمسيحي وأن الإخوة في الدين فقط.
وقال د. جابر عصفور أن وجود الإخوان المسلمين في الحياة السياسية أمر خاطئ وضد الدستور لأن الأخير ينص علي عدم وجود أحزاب دينية، وبهذا فوجودهم باطل وحكاية أنهم جماعة وليس حزبا كلام فارغ لأنهم ببساطة يتصرفون تصرف الأحزاب ويضحكون علي الناس ويتشدقون بأفكار متطرفة ينبغي التصدي لها.
واختتم عصفور حديثه قائلاً: إن الحل الوحيد أمامنا هو اللجوء للدولة المدنية التي ينبغي أن نشير إلي أنها تحترم وتحمي حرية العقائد ولا تلغي أحداً، ويقيني أن الدولة المدنية هي وسيلتنا لمناهضة الأفكار المتطرفة التي تضعف المجتمع وتفت من كيانه ولابد أن نتخذ قرارا واضحاً بأننا دولة مدنية وأن نسعي لتغيير المادة الثانية من الدستور ووقتها سنستطيع التعامل مع الأفكار المتطرفة وعلي رأسها أفكار الإخوان المسلمين الأشد خطراً علي المجتمع.
الإسلام هيحل إيه؟!
ويرد مصطفي الطويل الرئيس الشرقي لحزب الوفد علي شعار الإسلام هو الحل قائلا: لا أفهم مغزي هذا الشعار هو احنا لسنا مسلمين.. بالطبع لا نحن مسلمون ولكن لا نلعب علي وتر الإسلام لدي الناس البسطاء لنكسب أصواتهم وثقتهم لتحقيق مكاسب سياسية وكل من يلجأ لهذا الشعار في نظري هو غير أمين أو نزيه لأنه يستغل الدين في تحقيق المكسب ثم إن «الإسلام هو الحل» يبقي شعارا فأين المضمون وما الأشياء التي سيحلها الإسلام هل الإسلام سيقضي علي الغلاء، البطالة، أزمة المواصلات وأزمة الإسكان، «هيحلها إزاي يعني مش فاهم» أنا أري أنها عملية تحايل علي الناس البسطاء بشعار الدين، وللأسف معني ذلك أن الدين «يستغل» بهذا الشعار الذي لن يحل ولن يربط».

د. مصطفى الطويل
ثم إن الدين يهذب الأخلاق والمعاملات ويقوم الناس ولكنه لا يحل مشكلاته وأزمات المشكلة أننا شعب عدده كبير ويحتاج إلي إنتاج، فنحن شعب غير منتج إذا تكافلنا وأنتجنا ستحل جميع مشاكلنا بلا شعارات.
وأضاف إن «الإسلام هو الحل» شعار جذاب تستغله الجماعة المحظورة «الإخوان المسلمين» لكسب ثقة الناس بالناحية الدينية فدائما معروف أنه «الدين أفيونة الشعب» وعندما يتكلم أحد عن الدين أو في الدين أو باسم الدين إذن هذا الفرد «بتاع ربنا» ولازم نضرب له تعظيم سلام.. مفروض ألا نخلط الدين بالسياسة مثلما قالها «مصطفي النحاس» لحسن البنا، فلا سياسة في الدين ولا دين في السياسة، وكفاية تزييف وتزوير باستخدام الدين حتي يتجمع العديد حول هذه الكلمة وفي النهاية لن يحل لهم الإسلام شيئا.. فمن يدخل الانتخابات يدخل ببرنامج قوي يثق أنه من خلاله سيكسب ثقة الناس وليس بالشعارات لأنها قناع سرعان ما يسقط لتظهر الحقيقة وهم أي الإخوان علي دراية بأنهم إذا تخلوا عن هذا الشعار لن يفوزوا.
سياستهم اللف والدوران
وقال حسين عبدالرازق عضو مجلس رئاسة حزب التجمع: لدي رأي واضح وصريح تجاه الشعار وهو أن إدخال الدين في السياسة خطيئة، فالدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه ثم إن الدين وما فيه أمر مسلم به ولا جدال فيه أو عليه، أما السياسة وشئون الحكم والأحزاب فتقوم علي الاختلاف والصراع والموافقة والرفض وإدخال المقدس فيه فيما هو مدني وواقعي أمر يضر بالدين لأنه لا جدال في الدين والأحكام السياسية تحتاج إلي مرونة في اتخاذ القرارات.. أنا ضد قيام حزب ديني وقول الإخوان إنهم لايدعون لدولة دينية به نوع من الخداع لأن في برنامجهم لمبادرة المرشد العام في مارس عام 2004 ثم في برنامج الحزب الذي طرحوه لعمل حزب للإخوان وقاموا بإرساله إلي أكثر من 50 شخصية أنا أحدهم وكانوا يدعون لدولة دينية ولابد أن كل القوانين تتفق مع الشريعة الإسلامية،
حسين عبدالرازق
وأن تكون هناك لجنة كبار العلماء من رجال الدين الفقه السنة والشريعة يسنون التشريعات وإذا لم نتفق مع التشريعات إذن من يطبق القانون «كفره» لأنهم لن يأخذوا منه السنة ثم قالوا لا يجوز تولي المرأة أو القبطي الولاية الكبري وفسروا الولاية الكبري يعني رئاسة الدولة ورئيس الوزراء والوزراء والمحافظين ثم سحبوا كلامهم واختص التفسير علي رئيس الدولة إذن فهم مخادعون ويحاولون «اللف والدوران» لتحويلنا إلي دولة دينية وتبني آرائهم، لكن خداعهم لن يؤثر في المثقفين الذين يعلمون أن كلامهم يتغير بين الحين والآخر وأنهم أكثر من يستخدمون الشعارات بلا أفعال وجزء كبير من قوتهم يستمدونها باللعب علي المشاعر الدينية للإنسان المصري العادي ليلتفوا حولهم.
وهم اتخذوا شعارات الإسلام عبادة ليداروا علي ضعفهم وضعف برامجهم ونفسي أفهم الإسلام هيحل إيه؟! فالإخوان ضعفاء ومشتتون لذلك يأخذون قوتهم بالشعارات الدينية وليس بالحق.
ويؤكد حافظ أبوسعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن حظر شعار الإسلام هو الحل ليس مجرد رأي وإنما هو القانون لاعتبارات الوحدة الوطنية ولذلك لابد من منع استخدام هذه الشعارات الدينية بالإضافة إلي الأنشطة السياسية القائمة علي أساس ديني.
ويضيف أنه توجد رسالة مهمة مررها لنا الإخوان في الدورة السابقة وهي أن 88 نائبا نزلوا إلي الشارع المصري بشعارات محددة لم تحقق أي انعكاس في البرلمان والموضوعات التي ناقشوها لم تكن تتعلق بطرح رؤية محددة حول قوانين أو تشريعات تقدم إنجازات علي المستوي الاقتصادي أو الاجتماعي إنما كل مناقشاتهم كانت تخص موضوعات شكلية وليست جوهرية وبالتالي لم يحدث استفادة للناس علي أي مستوي.

حافظ ابو سعدة
بالإضافة إلي أن الشعار دائما تكون له برامج ومدلولات توضح اهتمامات الأحزاب و برامجها لكن شعار ديني يجوز أن يطلق علي أي شيء مثل الحرية هي الحل أو الأديان هي الحل ليصبح في هذه الحالة سطحيا وفاقدا للمضمون.
أعتقد أن نسبة وعي الناخبين أعلي بعد تجربة الخمس سنوات الماضية ولن يحقق الإخوان نفس المكاسب التي حققوها في الدورة السابقة.
يقول د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع
وبدون هذا الشعار والملايين التي تنفقها الجماعة في الانتخابات لن تقدر أن تحقق نصرا سياسيا وإذا طبق الحد الأقصي للإنفاق علي دعايا الانتخابات وتم حظر استخدام هذا الشعار «سنقول علي الجماعة السلام» لأنها تحاول الإتجار بالدين لتحقيق مكسب سياسي وبدونه ستحتفظ فقط بربع الأصوات التي حصلت عليها في الانتخابات الماضية.
فالدين عقيدة سماوية لا يجوز استخدامها في الفعل السياسي وشعار الإسلام هو الحل يسيء للإسلام، لأننا لدينا مئات المشاكل وإذا كان الإسلام هو الحل إذا فهو غير موجود لأنه غير قادر علي حل كل هذه المعضلات وهذا بالتأكيد غير صحيح.
وخلط الدين بالسياسة جريمة في حقهما ووفقا للقول الديني الشهير فإن الدين هو التسليم بالإيمان والرأي تسليم بالخصومة - والرأي يعني السياسة - فمن جعل الدين رأيا أصبح في نطاق الخصومة ومن جعل السياسة دين فستصبح شريعة أي من يخالفها هو مخالف للإسلام.

د. رفعت السعيد
وحسن البنا هو من وضع بذرة هذه الفكرة الخاطئة عندما عقد مؤتمر عام 1936 للجماعة بمناسبة مبايعة الملك فاروق وشرح خلاله برنامجا أسماه منهج الجماعة وقال هذا المنهج كله من الإسلام وأي نقص منه هو نقص في الإسلام ذاته ومن يعيب علي هذا البرنامج يعيب علي الإسلام وهذا معناه أنه وحدّ بين نفسه وجماعته وبين الإسلام في حين أن الإسلام هو كلي الصحة ومعطي مقدس ورأي الجماعة هو مجرد رأي إنساني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.