كشف أن قرب الشبه بينه وبين المرشد السابق لجماعة الإخوان المحظورة «محمد مهدي عاكف» زاد من صعوبة أداء الشخصية.. نافياً وقوعه في فخ التقليد.. إنه الفنان سامي مغاوري الذي يعيش سعادة غامرة بسبب ردود الفعل التي يتلقاها بعد تجسيده شخصية «مرشد الإخوان» في مسلسل «الجماعة».. سألناه عن كيفية التحضير لهذه الشخصية وأصعب مشاهده وهل يري أن هناك حيادية في وجهة النظر المقدمة في المسلسل وهل يعتبر أن الهجوم علي المسلسل يؤثر عليه بالسلب أم بالإيجاب وغيرها من الأسئلة الساخنة التي أجاب عنها بصراحة متناهية. • ما موقفك عند عرض السيناريو عليك لتجسيد شخصية «مرشد الإخوان»؟ - الحقيقة أنه تم اختياري من خلال الشركة المنتجة للعمل «الباتروس» لإجراء مقابلة مع مخرج المسلسل محمد ياسين الذي عرض علي سيناريو المسلسل الذي كتبه المؤلف وحيد حامد، ولا أخفي عليك سرا أن الثقة المطلقة في أعمال هذا المؤلف والتي شاركت في بطولتها مثل مسلسل «البشاير» و«الجوارح» و«الدم والنار» وفيلم «دم الغزال» كانت وراء قبولي «بلا تردد» تقديم هذه شخصية «مرشد الإخوان» التي رسمها المؤلف وحيد حامد بإتقان وبراعة كما أن الشخصية في حد ذاتها قوية للغاية من الناحية الفنية والعمل ككل له قيمته العالية، والحق يقال إن جميع الأعمال التي قدمتها مع هذا المؤلف المتميز محترمة ومثيرة للجدل العقلي كما أنني تميزت فيها للغاية وأحقق خلالها نسبة كبيرة من النجاح الفني والجماهيري. • تجسد شخصية «الكبير» كإسقاط لشخصية المرشد السابق لجماعة الإخوان المحظورة «محمد مهدي عاكف».. ألم تخش من تجسيد شخصيته خاصة أنه لا يزال علي قيد الحياة؟ - لا أعتقد ذلك، لأن مهنتي كممثل تتطلب مني أن أقدم أي شخصية سواء موجودة علي قيد الحياة أم لا، وبصرف النظر عن كونها شخصية مرشد الإخوان أو غيره طالما أنني لا أسيء، إضافة إلي أننا نقدم من خلال هذا العمل أحداثاً وقعت بالفعل وسجلت في التاريخ ثم تحولت إلي شكل درامي للحدث المسجل تاريخيا، وبالتالي لم يكن هناك أي مجال للخوف لدي عند تجسيد هذه الشخصية التي لم أتعرض لأي إساءة بعد تجسيدها حتي هذه اللحظة. • المصداقية • لكن قرب الشبه بينك وبين عاكف هل سهل تجسيد الشخصية أم زاد من صعوبتها بسبب المقارنة؟ - رغم أن قرب الشبه بيني وبين المرشد السابق الذي زاد من صعوبة تجسيد الشخصية إلا أنني قدمت شخصية «الكبير» كنموذج فني لشخصية مرشد الإخوان من خلال التركيز علي إظهار روحها أكثر من تفاصيلها الخارجية، إضافة إلي أنني حرصت كثيرا كفنان يحترم فنه علي تقديم شخصية «المرشد» بشكل صادق وغير مبالغ فيه وبقيمة هذه الشخصية الموجودة في المجتمع حتي تصل إلي المشاهدين بنفس المصداقية. • وكيف تم التحضير للشخصية؟ وما شعورك مع بدء تصوير أول مشهد من مشاهدك في المسلسل؟ - لا أخفي عليك سرا أن الشخصية المكتوبة في سيناريو العمل كانت مرجعي الأساسي في تجسيد شخصية «مرشد الإخوان» إضافة إلي وجود عناصر مساعدة منها الماكياج الذي ظهرت به الشخصية أما عن شعوري مع بدء تصوير أول مشهد من مشاهدي في المسلسل فلم أعان من أي توتر بدليل أنني وغيري من أبطال العمل كنا نعمل في حالة نفسية جيدة لدرجة أن جميع الممثلين تميزوا للغاية في أدوارهم حسبما يري النقاد. • عاطفة الحب والكره • هل كنت تضع المرشد السابق في ذهنك أثناء تجسيد شخصية المرشد في المسلسل؟ وهل شاهدت لقاءات تليفزيونية له؟ - لا .. لكنني استدعيت خبرتي التمثيلية في التعامل مع مثل هذه الشخصيات كما استدعيت ما أخزنه في ذاكرتي من تفاصيل عن مجموعة من المرشدين الذين شاهدتهم في لقاءات تليفزيونية أو قرأت عنهم في الصحف المصرية، إضافة إلي أنني حاولت أن أكون محايدا في التعامل مع شخصية «مرشد الإخوان» بحيث لا أتعامل معها بعاطفة الحب أو عاطفة الكره بصرف النظر عن الانتماءات الشخصية. وأضاف: شاهدت بالفعل لقاءات تليفزيونية لمرشدين سابقين من بينهم محمد مهدي عاكف والتلمساني ومحمد بديع وقرأت كثيرا عن أفكارهم وتوجهاتهم لكنني لم أسترشد بمراجع سابقة لأن الدور الذي كتبه المؤلف وحيد حامد كان مرجعي الأساسي حتي لا أقع في فخ التقليد. • هل تعاملت مع شخصية المرشد كما رسمها المؤلف وحيد حامد علي الورق دون إضافات فنية منك؟ وهل كان لك وجهة نظر في تفاصيل الشخصية؟ - الموقف الدرامي المكتوب في السيناريو هو الذي يوحي لي بشكل الأداء أي أنك عندما تجسد شخصية ''مرشد عام'' للإخوان في أي فترة زمنية فالصفات الأساسية المرجح توافرها فيها هي الحسم الشديد والعقلانية الشديدة والانفعال المنضبط وتفكيره الذي يسبق تصرفه، وكانت هذه العناصر الفعلية التي كنت أتلمسها أثناء تجسيدي لهذه الشخصية، وذلك بالتعاون مع مخرج العمل. • لو أن قناعتك الشخصية علي خلاف مع شخصية «مرشد الإخوان» هل يؤثر ذلك عليك أثناء تجسيدها؟ وما المحاذير التي فرضتها علي نفسك عند تجسيد هذه الشخصية حتي لا تتأثر بشخصية المرشد الحقيقية؟ - تعاملت مع شخصية «مرشد الإخوان» بعقل بارد وقلب ساخن حتي أكون متوقدا في حماسي أثناء الأداء ولا أكون منحازا لها أو ضدها، وعلي كل حال أحاول أن أجنب عاطفة الحب والكره للشخصيات التي أجسدها بدليل أنني لا أستطيع أن أتعامل مثلا مع شخصية أرفضها سياسياً لأنني عند تجسيدها سأكون ضدها والعكس لو أنني أحب هذه الشخصية سأكون غير أمين علي مهنتي كممثل عند تجسيدها. • وأي من المشاهد التي أرهقتك أثناء تصويرها؟ - أصعب المشاهد التي جسدتها في المسلسل واستغرقت يومين تصويراً كان المشهد الذي جمعني بالفنان صلاح عبد الله عندما كان يخبرني بأن ابنه تم اعتقاله ضمن مجموعة سياسية، حيث أخذني إحساسي كأب حقيقي تخيلت وقتها أن ابني في هذا الموقف لكن كان لابد أن أتخلص من هذا الإحساس وأسيطر علي مشاعري المفترض أنها مشاعر شخصية «مرشد الإخوان». • الخروج عن المألوف • هل تتوقع أن يثير دور المرشد جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والسياسية أيضا رغم أنه يظهر في خمس حلقات فقط في المسلسل؟ - للأسف الشديد هناك اتهامات غير معقولة لجميع العاملين في المسلسل علي صفحات «الفيس بوك» لكنني لم أتلق أي تهديدات مثلما أشيع ولم يحدثني أحدهم بأنني أساءت لأحد من خلال دوري في المسلسل، وأعتقد أن ذلك لأنني لم أجسد الشخصية التي أقدمها في مسلسل «الجماعة» بطريقة كاريكاتيرية تسيء لهذه الشخصية. • هل تري أن الهجوم علي مسلسل «الجماعة» يؤثر عليه بالسلب أم بالإيجاب؟ - أدرك تماماً أن المسلسل سيثير جدلاً في المجتمع المصري ما بين مؤيد ومعارض لكن لا يمكن التأكيد بأن نسبة الهجوم علي المسلسل أكبر من نسبة الدفاع عنه فأنصار هذا العمل كثيرون لأنهم يجدونه عملاً مختلفاً ويعتبر خروجا عن المألوف في الدراما المصرية مقارنة بالأعمال الدرامية الاجتماعية الأخري التي تعرض في رمضان هذا العام. • هل تري أنه من حق جماعة الإخوان المحظورة الرد فيما يعتبرونه هجوما عليهم من خلال اللجوء إلي القضاء لإثبات حقهم؟ - أولاً المسلسل لم يهاجم جماعة الإخوان بالصورة البشعة التي يصورها البعض بدليل أن الطفل الذي جسد شخصية «حسن البنا» في صغره لاقي استحسان الكثير من المشاهدين والنقاد مما يجعله نقطة إيجابية في صالح الإخوان وليس ضدهم إلي غير ذلك من الأحداث التي تم تناولها بموضوعية شديدة، وعلي كل حال فإن القضاء المصري عادل ومحترم وللإخوان الحرية فيما يفعلون. • أخيرا .. هل تتوقع جائزة عن دورك في مسلسل «الجماعة» في استفتاء رمضان هذا العام؟ - أتمني الحصول علي جائزة من خلال دوري في هذا المسلسل الذي يعد بالفعل مسلسلا مختلفا بكل المقاييس وإضافة كبيرة في مشواري الفني.