بنات كثيرات يرددن نفس المقولة «حاسة إني مش مبسوطة»!!! البعض ممن يقلن هذا الكلام ويشعرن به قد لا يعانين من مشكلة بعينها أو بمعني أدق فإن المشكلات التي يتعرضن لها ليست قاتلة وليست مختلفة أو قاسية عن كثير من المشكلات التي يتعرض لها سائر البشر في كل انحاء الأرض، ولا أحب أن يفهم من جملتي هذه أنني أقلل من أية مشكلة يشعر بها إنسان، ولكنني أريد أن أقول إن المشكلة تأخذ الحجم وتتأزم وتكبر أو تصغر بنفس القدر الذي نتحدث به عن المشكلة ووفق الإحساس الذي ننسجه بداخلنا تجاه هذه المشكلة وأيضاً وفق أفكارنا وما نقوله لأنفسنا سواء بالإيجاب أو بالسلب تجاه هذه المشكلة. دعونا نتفق أساساً أن «البني آدمين» عادة يقعون في هذا الفخ الذي ينصبونه بأنفسهم لأنفسهم وهو فخ: «مشكلتي أصعب مشكلة في الوجود»، حيث يتمركز الكون حول هذه المشكلة وتدور كل الحياة حول الكلام عن المشكلة وحكيها والتعبير عن المشاعر الكامنة المصاحبة لهذه المشكلة و.... و..... وفي النهاية.. نجد أنفسنا محاصرين داخل المشاكل.. حيث إن المشكلة تنسج وتفرز مشكلة أخري، وسرعان ما نقول لأنفسنا بمنتهي اليقين والثقة جملا من نوع: «أصل أنا دايماً نصيبي كده»، «أنا منحوسة»، «مش مكتوب لي أتبسط ابداً»، «أنا حظي قليل في الدنيا».. كل هذه الجمل التي نقولها لأنفسنا عندما يضيق بنا الحال قليلاً تساهم مساهمة عظيمة في أن نجذب كل طاقة الحظ السيئ والنصيب القليل والمشاكل الكثيرة والتعاسة والحياة الصعبة إلي مركز طاقتنا وتتحول بالفعل حياتنا إلي سلسلة لا تنتهي من المآسي والمشاكل باختلاف أنواعها وأنماطها. ببساطة نحن ننسي أن نعيش وفق قانون الجذب.. واحد من أهم قوانين الحياة: Law of attraction هذا القانون ليس مهماً فحسب بل هو (السر).. السر الذي أفني علماء ومتخصصون أعمارهم في فهمه، السر الذي نجده في أدياننا، السر الذي يتحلي به المؤمنون بالفعل. السر الذي يؤكد أن طاقتنا الداخلية هي التي تنادي علي الطاقات الأخري في الحياة. إذا كانت طاقتي إيجابية وصادقة سأجذب إلي مجالي وإلي حياتي كل ما هو إيجابي، والعكس بالعكس. أي قانون في الحياة له بنود ومواصفات ومواد لابد من أن أتبعها حتي نضمن أننا نسير وفق القانون وسنكون دائماً في الكفة الراجحة الفائزة: أولي هذه المواد التي يتضمنها قانون الجذب هي : 1- دع عقلك وقلبك مستعدين ولهما رؤية واضحة لما تحلم به وتتمناه. (بمعني أننا ومن المؤكد نحلم بأشياء كثيرة نتمني تحقيقها: نجاح في عمل وزواج ناجح وثروة وسفر و..) عليك أن ترتب أولوياتك جيداً وتركز علي حلم تريد تحقيقه وتعمل من أجله وتسير في مسار ورحلة تحقيقه بالفعل. 2- التركيز وتسليط الضوء علي ما تحلم به بصدق. (الفرق كبير بين فتاة تحلم بنجاح ما في عملها، لكنها فقط تحلم دون حتي أن تتخيل ما هو شكل ذلك النجاح وما مواصفاته، وماذا تريد أن تفعل عندما تكون ناجحة وماذا ستقدم لهذا العمل وكيف ستطوره وتنهض به). 3- تحدث مع نفسك بإيجابية وقل لنفسك جمل إرادة. (لا تقولي لنفسك: مش عاوزة أسقط في الامتحان. قولي: عاوزة أنجح في الامتحان بدرجات مرتفعة. لا تحلمي باستخدام كلمة النفي: «أنا مش قادرة أبذل مجهود في الشغل. واستبدلي هذه الجملة بقول: عاوزة يكون عندي طاقة أكبر تعينني علي إنجاز كل الشغل إللي علي»!! إذا استخدمت الجملة بالنفي، فإن مجال الكون حولنا لا يفهم «النفي»، لا يفهم وغير قادر علي ترجمة «لا» «مش».. فإذا قلت: (مش عاوزة أسقط).. ستترجم إلي «عاوزة أسقط» ويتم إلغاء كلمة النفي، لذلك يفضل أن نستخدم جملاً ذات دلالة إيجابية وعملية وفعالة وبها عمل ورغبة في التحقق وليس خوفا أو شكا في عدم التحقق. 4- الكثيرون يحلمون ويتحدثون كثيراً عن أحلامهم ولكن الفرق كبير بين ما تظهره وبين ما تبطنه، والمجال الذي يستهلك طاقتك، يتسلمها من داخلك وليس بما تقوله فحسب، لذلك لابد أن تكون مصدقاً ومؤمناً بالحلم الذي تريد تحقيقه بمنتهي الصدق، وقتها إذا تحدثت عنه، سيظهر هذا الصدق في جملك وكلامك وفي لغة جسدك «فما يخرج من القلب يصل إلي القلب». 5- اصنع صورة حلمك ونجاحك. (إذا حلمت بشيء ما عليك أن تصنع له صورة حقيقية، تراهاوتعيشها وتجسدها لنفسك وكأن الحلم تحقق). إذا كنت تحلم بالثراء فعليك أن تعيش وتتعامل من داخلك بقناعة أنك ثري وأنك لست في احتياج لأحد.. كن قنوعاً وكأنك راض بالثراء الذي حققته. لا تقل لنفسك: «أنا مش غني: ولكن أضف دائماً إلي جملتك: حتي الآن.. لم أصل إلي الثراء الذي أريده».. وقتها أؤكد لك أن الشعور الذي تقول به الجملة باستخدام كلمة حتي الآن سيضيف إلي شعورك نوعا إيجابيا من الطاقة سيحفزك أن تعمل من أجل تحقيق حلم الثراء أو العيش الرغد. 6 - أن تكون شاكراً وممتناً بصدق. الشخص الراضي والشاكر هو الشخص الذي يأتيه المزيد.. كما قال الله تعالي: «لئن شكرتم لأزيدنكم»، كلما شكر الإنسان كلما زاده الله من الخيرات. 7- أطلق حلمك للعنان. 8- تدرب علي أن يكون شعورك الداخلي «سلام، هدوء، راحة، رغبة حقيقية في النجاح، انفتاح علي العالم والحياة وعلي الآخرين». 9- كن صبوراً. لا تعتقد أنك إذا حلمت اليوم بحلم ما، سيتحقق غداً.. انتظر الإشارات.. إشارات النجاح ستأتيك في مواضع واتجاهات مختلفة. 10- لابد أن تعمل وتتخذ خطوات نحو الهدف. (من قال إن السماء تمطر نجاحاً أو ثروة أو). السماء تهب الراغبين، العاملين نحو تحقيق أهدافهم بصدق. إن كل ما سبق مجرد خطوات ومانشيتات عابرة قد تفيدك نحو حياة أكثر نجاحاً، الأهم من اتباع الخطوات هو أن تصدقي أنك تملكين مهارات حقيقية وأن الله وهبك ما تتميزين به عن غيرك، وإيمانك بهذا سينبهك ويجذبك نحو نفسك التي لا تعرفينها. المهم هو أن تؤمني وتصدقي أن السر هو أنت.. السر بداخلك.. السر هو قانون الجذب الذي تصنعينه بنفسك.