نادية حليم إعلامية مصرية عاشت قرابة خمسة وثلاثين عاماً فى دهاليز الإعلام المصرى. تقلدت خلالها العديد من المسئوليات والمناصب الإعلامية مما أهلها لمنصبها القيادى فى رئاسة التليفزيون المصرى، آملة أن تعيد إليه زمن الريادة الإعلامية. وخلال هذا المشوار الإعلامى والذى بدأت فيه من مذيعة ربط ومجموعة من البرامج ثم تقلدت منصب مدير عام البرامج السياحية على القناة الأولى ومنها نائباً لرئيس القناة الفضائية ثم نائباً لرئيس القناة الثانية ثم رئيس القناة الثانية وبعد ذلك رئيس القناة الأولى، حتى وصلت لرئيس قطاع التليفزيون. ما تقييمك لمستوى التليفزيون المصرى الآن؟ لاشك أن التليفزيون المصرى له وجود حقيقى على الساحة الإعلامية ومازال له مشاهدوه رغم وجود الفضائيات والنت وهذا ما يعكس نوعاً من الانتماء لدى مواطنيه كما أنه أصبح لدينا الآن قدر كبير من الحريات فى مناقشة مختلف القضايا. وقد أثبتت دراسات سابقة لاستطلاع الرأى أن قنوات التليفزيون المصرى تصدرت المراكز الأولى من حيث المشاهدة وحققت القناتان الأولى والثانية نسبة مشاهدة كبيرة، حيث إنهما يخاطبان المجتمع المصرى والجاليات الأجنبية بمصر وأيضاً الفضائية المصرية التى احتلت مركزاً جيداً بالقياس بالقنوات الفضائية بالمنطقة العربية، وقد حصل التليفزيون المصرى على العديد من الجوائز الذهبية ما بين عالمية وعربية مما يثبت انفراده وتميزه. هل أنت راضية عن البرامج التى يقدمها التليفزيون حاليا؟ هناك باقة مختلفة من البرامج على شاشة التليفزيون المصرى والتى حازت على إقبال جماهيرى ونسبة مشاهدة كبيرة، خاصة لدورها فى خدمة المجتمع ومنها مصر النهارده وصباح الخير وسيدتى ويسعد صباحك وغيرها من البرامج التى يطلب الكثير من مشاهديها إعادة عرضها. إلى جانب البرامج الخاصة بالشباب والتى يتم من خلالها طرح مشكلاتهم ومساعدتهم فى البحث عن فرص عمل جديدة مثل برنامج «طبعاً ممكن» والذى يلقى الضوء على الشباب الناجح فى جميع نواحى الحياة وأهم الأفكار والمشاريع التى توصلوا إليها. أما عن برامج المسابقات والتى قد تبدو للبعض متشابهة، إلا أنها عكس ذلك وهى الأكثر مشاهدة وجذباً للجمهور لذلك تحرص كل قناة على وجود برنامج أو أكثر من نوعية هذه البرامج ولعل أكبر دليل على نجاحها أنه تم تصوير مواسم جديدة منها مثل برنامج «العمر» و «فاكر ولا لأ» والذى أدى دوره فى اكتشاف أصوات جديدة يعطى لها فرصة الاكتشاف والظهور. وأيضاً برنامج «الفائز أبى» الذى حقق نجاحات وجلب إعلانات كثيرة إضافة إلى رسالته الاجتماعية فى تدعيم فكرة المشاركة والتواصل الأسرى بين الآباء والأبناء، فهذا جانب آخر إلى جانب دوره التثقيفى. كيف يتم اختيار المذيعين والمذيعات؟ إن اختيار مذيعى البرامج يتم على أسس لا يمكن تجاوزها أهمها القبول والحضور أمام الكاميرا، بالإضافة إلى الأخلاق والسمعة الطيبة التى يجب أن يتمتع بها كل من يعمل فى الحقل الإعلامى. وتتم هذه الاختبارات للمذيعين والمذيعات الجدد متضمنة هذه الشروط متمثلة فى اللياقة والثقافة العامة والمظهر وطريقة النطق حتى يكون الاختيار ثم البقاء للأفضل والأكفأ. ماتعليقك على احتفالية التليفزيون بمرور 50 عاما على إنشائه وما الجديد الذى تقدمينه لتطوير التليفزيون؟ نعم أنا فعلاً محظوظة لأشهد هذه الاحتفالية العظيمة وأنا فى رئاسة التليفزيون. رغم أنه فى بداية توليتى لمنصب رئاسة القطاع كانت هناك بعض المشكلات التى تواجه أى هيئة أو مؤسسة، إلا أن محاولات حلها والتغلب عليها هو الطريق الأمثل نحو الخروج منها وبداية مرحلة جديدة من التطوير. وهذا بالفعل ما قمنا به فى عمل نهضة كبيرة فى كل أفرع وبرامج التليفزيون المصرى، سواء فى التليفزيون أو القنوات المتخصصة، حيث أصبحت كل الجهود متكتلة لرفع مستوى أداء التليفزيون المصرى فقد طورنا عدداً كبيراً من الاستديوهات وأجهزة المونتاج وغيرها، إضافة إلى التطوير فى مكتبة التليفزيون حيث تم تخصيص مكتبة جديدة للأفلام الوثائقية والروائية والتراثية على طراز حديث بتقنية تكنولوجية جديدة. وجار التجهيز لحفلات فى معظم المحافظات المصرية، وحتى الآن تلقينا دعوة من حوالى ثمانى محافظات لإقامة الحفلات فيها، وسيتم فيها تقديم أصوات جديدة ليعود للتليفزيون تعاونه فى تقديم الأصوات الجديدة والتى كانت نقطة انطلاق لهم فى أغلبها من حفلات ليالى التليفزيون.