عرفتها في ثالثة جامعة، ربطتنا قصة حب عنيفة، استمرت عامين، وانتهت نهاية غير منطقية، الزواج طبعا، لأن معظم مشاعر وعلاقات وعواطف الجامعة سرعان ما تنتهي قبل انتهاء الدراسة، ويمضي كل إلي طريق..إما لأن المشاعر التي لم تكن ناضجة بعد قد نضجت، أو لأن البنت تحتاج إلي الزواج السريع، بينما الشباب يحتاجون سنوات لتكوين أنفسهم حسب المصطلح المصري الشائع. أنا شخصيا كنت من القلة النادرة.. وليست المنحرفة، التي تؤمن بالنهايات السعيدة لقصص الحب، كما في الأفلام الرومانسية المصرية من أيام الأبيض والأسود.. نهايته.. تزوجنا منذ عشرين عاما مرت دون غلطة واحدة. كان صديقي يقول لي دائما: العلاقات خارج نطاق الحياة الزوجية تنعش العلاقة الزوجية! وأرد عليه دائما: بالعكس العلاقة خارج الزواج تفضحك.. يعني ببساطة يمكن أن تؤدي إلي نهايات تعيسة لقصص الحب السعيدة.. وأنا أريد الحفاظ علي تجربتي الوحيدة والنادرة. يضحك صديقي وهو يقول: إنت رجل بدون تجارب، مثل البنت لم يسبق لها الزواج، ويبدو أنك ستعيش هكذا دائما.. أضحك من الوصف وأرد: وما الذي يمنع! بعد كل هذه السنوات ضقت زرعا بالحياة المملة الرتيبة، كما قال صديقي: كل رجل يحتاج إلي تجديد في حياته.. غلطة وماذا سيضر لو أخطأت مرة واحدة.. لماذا لا أجرب هذا الإحساس الذي يحكي عنه ويتوصف في جماله ربما تتغير الحياة. المشكلة الحقيقية التي واجهتني أن حتي الغلط لا أستطيعه، لا أعرف كيف أفعله.. حتي الغلط محروم منه.. ماذا أفعل هل أعلق علي صدري لافتة تقول: زوج يبحث عن تجربة علي هامش الزواج تنشط حياته الزوجية؟! أين أبحث عن هذه التجربة هل في النادي الذي لا أطيق الجلوس في أركانه المليئة بالثرثرة والحكايات المملة و«البايخة»؟.. أم في العمل رغم أن مثل هذا الخطأ قد ينهي صورة الرجل الجد المنضبط التي جاهدت سنوات طويلة في رسمها؟! أريد تجربة الغلط.. لكنني لا أعرف الطريق أو الوسيلة.. وحتي هذا الصديق الذي لعب في دماغي وغير أفكاري لا يملك أية نصيحة تساعدني علي الغلط.. ويبدو أنني سأواصل الحياة ملتزما منضبطًا مكتفيا بزوجة واحدة.. وامرأة واحدة.. وتجربة واحدة.. رغم أنفي!!!!