قد يري وزير التربية والتعليم د.أحمد زكي بدر الصمت عن التحدث والامتناع عن التصريح حول امتحانات الثانوية العامة والتي ستجري خلال بضعة أسابيع قليلة قادمة.. مثله قد يري وزير التعليم العالي د.هاني هلال صمتا وامتناعا عن التفسير والتوضيح فيما يتعلق بقواعد القبول في الجامعات وسط الظروف الخاصة بطلاب السنة «الفراغ». وقد يري الوزيران أن في هذا الصمت وهذا الامتناع عن التحدث والتصريح ما يفيد في نزع فتيل الانفجار العصبي المتكرر سنويا ومع كل إجراء لامتحان الثانوية العامة من عناصره والتي تتسبب في معظم الأحوال لإنهيار عصبي يلحق بالطلاب وأولياء الأمور سواسية.. وفي حالات الإغماءات الشهيرة التي نرصدها علي أبواب لجان امتحان الثانوية.. وموجات هيستيرية من البكاء في الشوارع وداخل البيوت المنكوبة بامتحانات الثانوية العامة. وهذا في حد ذاته هدف نبيل.. ولكن حين يتحول هذا الامتناع الإرادي من وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي بقدرة قادر إلي عكس ما يهدف الوزيران أو يتمنيانه من تهدئة المشاعر والخواطر.. ليصبح بيئة خصبة لارتباك يتوالد داخل البيوت المصرية مع تواتر الأخبار غير الموثقة والمنشورة علي صفحات الصحف عن الثانوية العامة وجدولها ولجانها ومراقبيها كمادة صحفية مقروءة ومنتظرة بشدة من الطلاب وأولياء الأمور. يصبح من الضروري أن يتحدث وزيرا التربية والتعليم والتعليم العالي بإفصاح وإسهاب عن امتحان الثانوية وقواعد القبول بالجامعات إخمادا لهذه الأقاويل المنتشرة بين أولياء الأمور والطلاب عن اتجاه وزارة التربية والتعليم في إقرار أسئلة امتحانات أكثر صعوبة تستعصي علي قدرات الطالب المتوسط.. مع اتجاه الوزارة إلي التشدد في لجان الامتحان ولجان تصحيح أوراق الامتحان بهدف الوصول إلي مجاميع منخفضة تعالج معضلة طلاب السنة «الفراغ». وهذا كلام يدور الآن في البيوت وبين الطلاب وأولياء الأمور ونسمعه في تساؤلات مستمرة تربط بين ضغط جدول الامتحان واعتذارات المدرسين عن القيام بالمراقبة في لجان الامتحان والسنة «الفراغ» والانتساب إلي الجامعات.. ككرة ثلج صغيرة قابلة للتعاظم في الحجم وهي تتدحرج كلما اقترب موعد بدء امتحان الثانوية العامة. ولا أظن أن وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي سيكونان أفضل حالا عندما تحدث المفاجأة وتبدأ تداعيات كرة الثلج تلك في الظهور في أول يوم من أيام امتحان الثانوية في شكل صراخ وبكاء وانهيارات عصبية وشكاوي من صعوبة أسئلة الامتحان حتي ولو كانت في مستوي الطالب المتوسط.. فالمزاج النفسي في هذه اللحظة لن يكون موضوعيا.. ولن يتوقف عند درجة ملاءمة أسئلة الامتحان لقدرات الطالب العادي من حيث الصعوبة والسهولة.. ولن يعترف بالمستوي التحصيلي الحقيقي للطلاب وصلاحياتهم للحصول علي هذا المجموع أو غيره.. صغيرا أو كبيرا .. وإنما سيصبح جاهزا لإلقاء اللوم علي الجميع. وسنويا نختبر هذه الضجة وهذا الضجيج مع كل يوم من أيام امتحانات الثانوية العامة ونري هذه المشاهد الهيستيرية علي مدي سنوات طويلة مضت.. بشكل أصبحنا نتوقع فيه سلوك الطلاب وأولياء الأمور في بعض من مواد الامتحان كالرياضيات والكيمياء والفيزياء.. وقد اعتدناها مع اعتياد صدور قرارات بتصحيح عينات عشوائية من أوراق الإجابات تنتهي في معظمها إلي إعادة توزيع درجات الإجابة. ولكن هذا العام تحديدا الأمر مختلف.. ومع ما اختبره أولياء الأمور والطلاب من حزم الدكتور أحمد زكي بدر وزير التربية والتعليم ورغبته الحقيقية الصارمة في إصلاح العملية التعليمية بشكل عام والثانوية العامة بشكل خاص.. فإن الطلاب وأولياء الأمور ينتظرون إجراء لامتحانات الثانوية العامة أكثر دقة وحزما وموضوعية. وقد بدأت البشائر مع ضغط جدول امتحان الثانوية.. مما زاد من حجم التطور العصبي خاصة أن مستويات التحصيل الدراسي في مناهج الثانوية العامة والمعتمدة علي الصم والحفظ والغائب عنها تنمية المهارات والقدرات.. ليست من الأسرار غير المكشوفة للجميع. ومن ثم فإن دعوة وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي إلي التحدث والتصريح عن امتحان الثانوية العامة والقبول في الجامعات وكسر هذا الصمت وهذا الامتناع .. من شأنه أن يخفف من حدة هذا الارتباك العصبي المتصاعد عند أولياء الأمور والطلاب.. ومن شأنه أيضا أن يساعد علي إجراء امتحانات الثانوية العامة في أجواء أكثر ملاءمة نفسياً ومنع تدحرج هذه الكرة من الثلج والتعاظم في حجمها. طمئنوا الطلاب وأولياء الأمور.