حرص المخرج الكبير محمد فاضل هو وزوجته الفنانة فردوس عبدالحميد على حجز مقعدين على أول طائرة قادمة من سوريا إلى القاهرة لحضور عزاء الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة خاصة أن وجود محمد فاضل فى سوريا لتصوير مسلسله الجديد (السائرون نياما) منعه من حضور الجنازة وإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على واحد من رفقاء دربه. قال لنا محمد فاضل: أسامة أنور عكاشة صنع ما يمكن أن نسميه بالأدب التليفزيونى، فقبله كان المسلسل مجرد سيناريو وحوار لكنه تجاوز ذلك إلى تقديم سيناريوهات تكون بمثابة أدب تليفزيونى حقيقى، بالإضافة إلى أن أعماله لم تكن تعترف أبدا بالاعتماد على نجم واحد مهما كان قدره وإنما كانت تعتمد على وجود شخصيات وأحداث يقدمها العديد من الممثلين باقتدار ولهذا فأنت تجد فى كل عمل العديد من الممثلين المتألقين. ويعتبر محمد فاضل من المخرجين الذين عملوا مع أسامة أنور عكاشة كثيرا ويقول: كنت مرتبطا به أشد الارتباط قدمنا عشرات الأعمال الناجحة والمتميزة التى صنعت نجومية معظم الفنانين والتى حققت لى وله مشوارا فنيا ناجحا ومتميزا، فقدمت من تأليفه مسلسلات كبيرة ومهمة فى حياتى مثل «الرايا البيضا» و«قال البحر» و«أبوالعلا 90» و«ومازال النيل يجرى» و«عصفور النار» و«النوة» و«أنا وأنت وبابا فى المشمش» وكانت هناك سهرة من أهم السهرات التليفزيونية ولعب بطولتها محمود مرسى وليلى طاهر وهى «سكة رجوع» التى كانت من أهم الأعمال والتجارب التليفزيونية المهمة، ولكن لم يلتفت لها كثيرا، كما أننى كنت بصدد إخراج آخر مسلسل من تأليفه والذى تعاقدنا عليه معا لحساب مدينة الإنتاج الإعلامى وهو مسلسل «حارث الجنة»، لكن لا أعلم إذا كان قد انتهى تماما من كتابته أم مازال لم يكتمل بعد.. وأضاف المخرج الكبير: أسامة أنور عكاشة كان نقطة تحول كبيرة فى الدراما التليفزيونية المصرية مع تقديرى واحترامى للكتاب الآخرين، فهو المؤلف الأول الذى جعل من الدراما التليفزيونية دراما شعبية وليس دراما الخاصة، وإن كان لم يتنازل أبدا فى يوم من الأيام ويقدم أعمالا يتقرب بها للجمهور العادى، لأن ميزته أنه مؤلف لجميع الفئات من الشعب العربى سواء كانوا مثقفين أو من الطبقات الشعبية، ولو قمنا بتحليل أعماله نجده قد جمع بين العنصرين، وكان نقطة تحول كبرى فى الدراما المصرية، كما استطاع أن يعمل لنفسه ركنا أساسيا ومتفردا وقيمة فنية كبيرة لا يجاريه فيها أحد وذلك من خلال أعماله ومشواره مع الإبداع الدرامى الذى كان فيه متألقا إلى أبعد مدى.