أقام صندوق التنمية الثقافية بمركز طلعت حرب احتفالية تحت عنوان «مشوار حياة» للفنانة القديرة سميحة أيوب وتكريمها وافتتحت الاحتفالية بفيلم تسجيلى عن قصة حياة سيدة المسرح العربى منذ بداياتها ونشأتها فى حى شبرا والأعمال التى قدمتها وما حصدته من جوائز طوال هذا المشوار والمناصب الإدارية التى شغلتها. بدأت سميحة أيوب الندوة بالحديث عن بداياتها وأن رغبتها الأساسية كانت أن تصبح راقصة باليه وكيفية دخولها إلى عالم الفن مصادفة، وكان هذا أثناء مصاحبتها لصديقة لها ذهبت لأداء اختبارات القبول لمعهد الفنون المسرحية، فتقدمت هى أيضا للمعهد، لكن كطالبة مستمعة إلى أن تبلغ ال 16 عاما لتنتظم فى الدراسة، وكان أستاذها المخرج زكى طليمات هو أول المشجعين لها، حيث رأى فيها مشروع نجمة وتبنى موهبتها، وكان أهلها يرفضون عملها بالفن فاضطرت إلى تغيير اسمها الفنى ليكون «سميحة سامى» ليسمحوا لها بالاستمرار، وكان ذلك أثناء مشاركتها للفنانة زوزو نبيل فى أوبريت عذراء الربيع، إلى أن استاءت من تغييرها لاسمها وأعادته مرة أخرى ليكون اسمها الفنى سميحة أيوب وعن رفض أهلها لعملها فى البداية بررت ذلك بطبيعة العصر الذى كان عدد العاملين فى الوسط الفنى قليلا والفنانون عددهم يحصى على أصابع اليد الواحدة، أما الآن فالأمر اختلف تماما فأصبح الفن كأى مهنة أخرى وأصبح الأهالى لا يشعرون بالخوف أو عدم الأمان لعمل بناتهم وأبنائهم فى الفن. كما بررت عدم حبها للسينما بأنها لم تشعر بها ولم تجد متعتها فيها مثل المسرح الذى يعد عشقها الأوحد، وعندما كانت الدولة متدخلة فى الإنتاج السينمائى قدمت «البوسطجى والسمان والخريف والزوجة الثانية»، وهذا قبل أن يتجه الإنتاج السينمائى للتجار، وليس المبدعين الذين يتعاملون معها كسلعة ومكسب مادى، ومن الأفلام الحديثة أحبت فيلم «احكى يا شهرزاد»، و«سهر الليالى». أيضا تحدثت عن الإذاعة وشغفها بالعمل الإذاعى وأنها أحيانا تسمع صوتها فتصيبها سعادة بالغة خاصة عندما يرتبط هذا بلحظة جيدة وكتابة جيدة مقترنة بصوتها فحينها تستمتع جيدا بهذا الصوت. وتخللت الندوة عدة أسئلة للفنانة سميحة أيوب كسؤالها عن رأيها فى برامج «التوك شو» التى أبدت عدم حبها لها خاصة أنها تشعر بأنها تقليد للبرامج الحوارية الأجنبية وهى لا تحبها سواء المصرية أو الأجنبية. وبسؤالها عن مشاكل المسرح قالت: المسرح يعانى الآن لأنه ابن المناخ العام لسيادة عملية الخلق الفكرية فهناك عدوى للاستسهال وقلة الإبداع كالحال نفسه فى التليفزيون عند نجاح عمل صعيدى على سبيل المثال نجد كل الأعمال تتجه لهذا اللون وهذه مشكلة لابد لها من حل. كما تخلل الندوة حديثها عن الفنان الراحل محمود مرسى ومدى عظمته على المستوى الفنى والإنسانى ووصفته بالفلتة فى زمنه. وعلاقتها بزوجها الراحل الأستاذ سعد الدين وهبة ورأيها فيه كفنان وسياسى عظيم كان مهموما بمصر وأحوالها ولم تشغله المناصب ولم يقدمها على اتجاهاته ومبادئه.