- أكتب عن العالم المصري ابن البحيرة أحمد زويل بتجرد تام، فأنا أعرفه قبل نوبل وحاورته، وعرفته بعد نوبل وحاورته برغبته واختياره في استكهولم بالسويد.. قصدت أن أقول إني أعرفه قبل أي بطانة جديدة تتولي الكلام عنه. حيث أعتقد أن العالم الكبير زويل ليس في حاجة إلي مبشرين به.. فقد وصل إلي أعلي القمم يوم اختاره الرئيس الأمريكي مستشارا له في الأمور العلمية وهذا منتهي التكريم لقيمة علمية مصرية. ولا ننسي بالطبع تكريم الرئيس مبارك لزويل عقب عودته من السويد حاملا - بزهو - التقدير العلمي له. أنا مثلا - كمحاور متواضع - لي تاريخي- لم أشعر بالرغبة في محاورة عالمنا العظيم لأنه قال معي أهم محاور النهضة العلمية - الفريضة الغائبة - في هذا البلد، قال: (ماينقصنا هو قاعدة معلومات)، وعندما يصدر هذا الكلام من فم رجل بحجم زويل فلابد أن يصغي له الجميع، إن نبوغ زويل كان مبكرا، حتي أن الصحفية ماجدة الجندي - شفاها الله- ذات يوم اتصلت بي من الشارع علي التليفون الأرضي في مكتبي كرئيس تحرير صباح الخير وقالت بكلمات سريعة: (أعرف عالماً أستاذاً بكلية علوم إسكندرية يستحق الإشادة به)، وقد وافقت ماجدة الجندي علي اقتراحها وكلفتها بالحوار معه ونشرت الحديث وربما كان أول إشارة إلي أحمد زويل. زويل عالم، تشغل ذهنه المعادلات العلمية التي تنشرها الدوريات العلمية عبر العالم. زويل عالم عقله موسوعي وذهنه متقد ومبحر في بطن العلم، وقد سألت د. سلوي مشرفة عن عالمنا العظيم والدها الراحل مصطفي مشرفة - صديق أينشتاين - أكرر الجملة مرة أخري - صديق أينشتاين - عالم النظرية النسبية سألت د. سلوي مشرفة التي سارت في منوال العلم كأستاذة بعلوم القاهرة عن نصيب د. مشرفة من (التورتة الإعلامية) فقالت: عمره ماداقها! واستطردت: والدي العبقري كان كل ثانية من عمره رايحة للعلم. هنا أشعر أن زيارة زويل لمصر تحظي باهتمام (إعلامي)، وهو ما لا أوافقه عليه. زويل ليس عمر الشريف! زويل عالم وعمر الشريف فنان، رغم أن كليهما (عالمي). لا أوافق من يكتبون عن زويل أو يستضيفون زويل في البرامج الليلية علي «لجز» النظام والحكومة علي الماشي.. لاأوافق علي التلميح بدور غائب لزويل في مصر. فالعالم الكبير أكبر من كل الأدوار. لا أوافق علي الزج باسم زويل في ترشيحات الرئاسة القادمة. فالرجل عالم وليس سياسياً، حتي وإن كان مصريا حتي النخاع. لاتعرضوا زويل لما تعرض له البرادعي من أذي نفسي. باختصار: زويل، مطلوب منه النضال لكي يعطي مصر بعضا من ثمرات علمه الذي ناله وحصل عليه من مصر، أول (مشتل)، و(حاضنة) قبل نوبل.