لا حول ولا قوة إلا بالله، هم الناس دول حيفضلوا قاعدين فى الخيم دى لغاية إمتى؟ - ربنا يكون فى عونهم، شوف كمان البرد شديد عندهم إزاى. صعبانين عليا قوى. - طب وهى الحكاية دى حتعدى كده من غير ماحد يتحاسب؟! يتحاسب على إيه؟! دى سيول، يعنى كارثة طبيعية، الإنسان مالوش دخل فيها. - لأ بقى، أوعى تقول زيهم. قصدك مين؟ - الحكومة بتاعتنا، ما هم بيقولوا برضه مالهومش دخل فى السيول وده مش حقيقى. ؟ عاوزة تقولى إيه؟ إنهم كانوا عارفين وإن أجهزة الأرصاد الجوية حذرتهم من الأول. طب وإيه يعنى، ما هو مافيش فى إيديهم حاجة يعملوها عشان يوقفوا السيول دى. - ماحدش بيطلب منهم يوقفوها، لكن اللى إتقال كمان إن السيول بتحصل فى موسم معروف، والمفروض يكونوا مستعدين. يعملوا إيه يعنى؟ - هم عارفين كويس المفروض يعملوا إيه، من زمان. مش بس سابوا الناس تبنى بيوتها على مجرى السيول، لأ، دول هم كمان عملوا كده. - هم مين؟! الحكومة!! بجد؟! الحكومة نفسها عملت مبانى على مجرى السيول؟! - أيوه.. غير بقى أنهم ماحاولوش يعملوا أى صيانة على المعدات وماكينات شفط الميه، ولا أمّنوا على كابلات الكهرباء، ولا عملوا أماكن لإيواء الناس اللى بيوتها حتتهد، أنت عارف أنهم المفروض يستفيدوا من السيول دى؟! يستفيدوا إزاى يعنى؟ - المجرى بتاع السيول ده بيسموه المخرات، معمولة عشان الميه بتاعة السيل والمطر تمشى فيها وتبعد عن المبانى والزراعات، وتتحوش عشان نرجع نستفيد منها بعد كده، لكن إحنا حتى ما بنعملش صيانة للمخرات دى. صيانة إيه بقى؟ إذا كان زى ما بتقولى الحكومة نفسها بانية عليها، هى بانية إيه بالضبط؟ - عندك فى العريش عملوا مدينة شبابية تكلفتها عشرين مليون جنيه. استنى بس، أنا قريت حاجة زى كده، بس اللى فاكره أنهم قالوا إن ده مش صحيح، وأن القرية مش مبنية فى مجرى السيول، وأن التلفيات بسيطة. كل واحد يقول اللى هو عاوزه، أنا كمان قريت إنهم عملوا سوق للبياعين المتجولين جوه مجرى الوادى، والسوق دى ادمرت بالكامل، والبياعين بيشتكوا وعملوا إضراب عن الطعام. ومين بقى اللى حيدفع كل ده؟! - يعنى حيكون مين؟! إحنا طبعا، حندفعه ضرايب، وقلة خدمات بعد ما يروح جزء كبير من الموازنة للإصلاحات. لأ.. اللى بيحصل ده غلط.. يعنى لما يقولوا إن خساير السيول أكتر من ربعميت مليون، ماينفعش يحملونا كل ده. - ربعميت مليون راحوا، وزيهم حيتصرف عشان يرجعوا اللى راح. يا خبر أسود، طب حد يتحاسب، يتعاقب، أى حاجة تشفى غليل الناس. - من إمتى بيفكروا فى الناس؟! وحنفضل كده لحد إمتى؟! المرة دى المبلغ مش بسيط. - المرة دى زى غيرها، كل مرة الحكومة تغلط، ويكون الغلط ده نتيجته إن فلوس تضيع، الموضوع يعدى، ولا حد يقف أو يسأل. ولا حتى أعضاء مجلس الشعب؟! - أصلها ماتفرقش، إفرض مثلا يعنى، إن واحد من الأعضاء قدم سؤال أو استجواب أو طلب إحاطة، ضد غلط عملته الحكومة، إيه اللى حيحصل؟ حيتنقلوا لجدول الأعمال. - طب ما إنت عارف أهو، ريح دماغك بقى. مش قادر، المرة دى الحكاية أصعب من إن الواحد يريح دماغه. - طب والمرة اللى فاتت؟! أنهى مرة فيهم؟! - عندك مثلا القضية بتاعة وجيه سياج، فاكرها. شوية، ما هى لسه جديدة، الحكومة دفعت له تعويض كبير، مش كده؟ - كده، بس عارف الحكومة دفعت كام؟ مش فاكر.. - طب عارف ليه اضطرت إنها تدفع؟ ما تقولى على طول. - التفاصيل دلوقتى مش مهمة، لكن المهم إن حصل نزاع بين الراجل وبين الحكومة، الراجل رفع قضايا واتحكم لصالحه، هنا فى مصر، قامت الحكومة رفضت تنفذ أحكام القضاء. يا خبر أسود.. الحكومة ماتنفذش الأحكام!! دى لوحدها مصيبة. - الراجل بقى عشان عنده جنسية إيطالية، رفع قضية دولية واتحكم له بأربعة وتلاتين مليون دولار تعويض، يعنى أكتر من سبعميت مليون جنيه. إيه؟!! كام؟!! وأخدهم؟! - أخد أربعة وسبعين مليون دولار زائد الفوائد بتاعتهم. برضه كتير.. كتير قوى. - ده غير بقى خمسة مليون دولار مصاريف للقضية. لأ.. ماينفعش اللى بيحصل ده، يعنى الحكومة تغلط واحنا اللى ندفع التمن. - اللى قريته كمان أننا بنخسر كل القضايا بتاعة منازعات الاستثمار، يعنى فلوسنا بتتنهب وتخرج من البلد. واضح إنها مش فارقة، ما هى الحكومة بتاعتنا دى بتعمل حاجات تحرق الدم.. يعملوا مشاريع ويفضلوا يوجعوا دماغنا بالخير اللى حيعم والمجهود اللى حيتبذل، يصرفوا ملايين ومليارات وفى الآخر على مافيش. - بتتكلم عن مشروع إيه؟ مش مشروع معين.. بس زمان فاكر كده إن كان فيه مشروع.. اللى هو أبوطرطور للفوسفات وفاكر إنه من تلات أربع سنين كده، الجهاز المركزى للمحاسبات كان عمل تقرير فيه بلاوى، صحيح إن المشروع ده معمول من زمان، يعنى من أكثر من تلاتين سنة لكن اللى اتكتب فى التقرير أنه رغم أننا مش بنستفيد من المشروع إلا أن الحكومة صرفت مليارات -أكثر من خمسة مليارات- على مشروعات تكميلية وكل مرة يقولواإحنا فى مرحلة تجريبية، لغاية ما خسرنا الجلد والسقط. فاكر جراج رمسيس؟! - أهو ده لوحده دليل على اللى بأقوله.. لما واحد من الحكومة يخرج يعترف علنى كده إن قرار إقامته كان غلط ويهده بعد ما اتصرف عليه سبعة وأربعين مليون جنيه، وبعدين ولا حد يتحاسب. -ده غير أن تكاليف الهدم لوحدها ستة ملايين جنيه. أنا لو مسئول فى البلد كنت أعتبر القضية دى اختلاس، واللى اتسبب فى بناء الجراج وهده،لازم ادفعه الملايين دى. - تعرف إن دى أحسن فكرة بتاعة الاختلاس؟! - آه ، لأ.. قصدى بتاعة أى واحد فى الحكومة دى يغلط، لازم يرجع الفلوس. طب خدى شوفى الجرنال ده..أهو الخبر ده -ألف وربعميت شقه لمحدودى الدخل، وزارة الإسكان امتنعت عن تسليمها من خمستاشر سنة!! ياخبر.. ليه؟! مش مهم ليه..ولو إنها حلوة.. قال إيه يا ستى الشقق دى فى القاهرةالجديدة، وبتبص على سكان حته اسمها جولف القطامية، بتاعة ناس «هاى» -وبعدين؟! بس.. - أأه... السكان «الهاى» رفضوا إن الغلابة يبصوا عليهم، فعلا حاجة مش مهمة.. المهم اتكلفت كام الشقق دى؟! مش مكتوب كام، بس احسبيها إنتى، ألف وربعميت شقة حتتبنى بكام، حتلاقيها ملايين برضه. -مش حرام عليهم، مش الشباب اللى بيدوروا على شقق يتجوزوا فيها أولى. الموضوع ده أصله مش فلوس وبس. عندك حق . - أصل أنا بأشوف الحكاية دى كتير،مشاريع، عمارات واقفة هياكل كده، لا الحكومة بتخلصها ولا الشباب بيتجوزوا. - طب خلينا فى الناس بتوع السيول دول. - أصل الحكاية دى صعبة قوى، حتجيب منين واحد فى الحكومة عنده تمنميت مليون جنيه عشان يخدوها منه. - هم عندهم اللى معاه، بس عمره ما يعمل كده. -ليه، هم مش أصحاب وحبايب. - ماحدش بيحب إلا نفسه. - طب وإحنا، وحقنا اللى بيضيع!! - عليه العوض ومنه العوض.