هو سفير قراء القرآن الكريم ونقيبهم، آخر جيل العمالقة الشيخ أبوالعينين شعيشع.. ولد فى بيلا بمحافظة كفر الشيخ عام 2291 والتحق بالإذاعة فى سن السابعة عشرة وانتخب نقيبا للقراء عام 8891 خلفا للشيخ عبدالباسط عبد الصمد. تعرض أبو العينين شعيشع لهجوم شديد من قبل شيوخ الأزهر فور دعوته بإلحاق المرأة بالنقابة كقارئة للقرآن الكريم.. يروى أبو العينين شعيشع لصباح الخير المرارة التى شعر بها جراء هذا الهجوم ويعلق على أحداث الفتنة الحالية. من المؤكد أنك تابعت أحداث جريمة نجع حمادى فكيف تراها؟ - إنها فتنة خارجية مفتعلة ينتهزها من يكرهون التقدم لمصر فمنذ زمن ونحن نعيش مسلمين ومسيحيين فى مودة وتآلف وأتذكر عندما كنت اقرأ القرآن فى منزل أكبر مسيحى فى وجه قبلى وهو فخرى عبدالنور زعيم حزب الوفد آنذاك وكان حريصا على إحياء المناسبات الدينية الإسلامية فى منزله حتى أنه فى إحدى المرات استدعانى مخصوص في مرتفع عن الأرض كأنه على مسرح يجلس عليه القراء لتلاوة القرآن ويلتف حولهم أهالى القرية من مسلمين ومسيحيين وقد اعتدت على التلاوة هناك. فكنت أنا القارئ المفضل عند إخواننا المسيحيين. وأتذكر أيضا سجادة الصلاة لم أر روعتها فى حياتى أعدها مخصوص لكى يصلى عليها من يتردد عليه من المسلمين. وليس هذا فقط فمن ألحقنى بالكُتاب منذ صغرى كان رجلا مسيحيا ثريا يدعى فهمى حنا وكان هو ولى أمري فى المدرسة الإنجليزية بعد وفاة والدى ومن اكتشف موهبتى كان صاحب المدرسة وهو رجل مسيحى أيضاً. منذ بدايتك وأنت أول سفير للقرآن الكريم فلماذا تراجع هذا الدور بين شباب القراء؟ - بالفعل كنت أول سفير للقرآن الكريم ودعيت لإحياء ليالى دينية فى العديد من الدول العربية والأوروبية وعلى رأسها فلسطين والعراق والأردن ومازالت الأوقاف تتبع نفس السياسة وتوفد ما يقرب من 002 قارئ سنويا إلى شتى دول العالم. إذن فما سبب ازدياد الإقبال على سماع القراء الخليجيين على حساب القراء المصريين من الشباب؟ - لست معك فى هذا الرأى لأن القرآن المجود قرئ فى مصر فالحكمة تقول نزل بمكة وطبع بأسطنبول وقرئ بمصر، والقراء الخليجيون ينافسوننا فى الترتيل فقط والناس يقبلون على سماعهم للتبرك بحضرة النبى صلى الله عليه وسلم - والأماكن المقدسة هناك. ولكن جيل الشباب من القراء ليس له بريق كما كان جيلكم؟ - نعم هذا صحيح لأننا كنا نعشق القرآن ونبذل مجهودا أكبر فى إتقانه لذلك كنا محبوبين جدا وأنا شخصيا كان ينتظرنى المئات أمام الإذاعة ليحيونى ويسلموا على. بالطبع كان لنا بريق، لأن التنافس بيننا كان شريفا فأنا لا أنسى الحفاوة التى قابلنى بها الشيخ محمد رفعت فى أول لقاء بيننا بالرغم مما كان يقال بأنى أقلده فى طريقة تلاوته. ولكن هذه الأيام للأسف الشديد القراء لا يقرأون القرآن حبا فيه وإنما سعيا وراء المال وقد تقدمت بمشروع قانون أمام مجلس الشعب لتوقيع عقوبة على القارئ الذى لا يحفظ القرآن كاملا. الدعوة التى أطلقتها لعودة القارئة مرة أخرى قوبلت بمواقف متناقضة من قبل شيوخ الأزهر فمن قبلها نسبها إلى نفسه ومن رفضها قال أن عليك أن تعود إلى الله. ما تعليقك؟! - الأزهر تجنى علىَّ، فأنا أعود إلى الله فى كل أمورى ولم أتركه فى أى لحظة وحقيقة لا أفهم ما سبب هذا الهجوم فهؤلاء القارئات لهن وظائف بالفعل فمعظمهن طبيبات ومهندسات وأنا لم أتقدم بطلب للإذاعة لإلحاقهن بها وكيف هذا وأنا عضو لجنة الاختبار بالإذاعة فهذا الهجوم غير منطقى وفيه تجنٍ واضح. هل تم إلحاق القارئات بعضوية النقابة؟ - بالفعل تم اختبار 03 فتاة وسيدة من الحافظات للقرآن واجتزن الاختبار وحصلن على العضوية ولكن ليس كقارئات للمآتم أو فى الإذاعة بل فى كتاتيب لتحفيظ القرآن للفتيات والسيدات ولا يوجد قانون ما يمنع أن تكون المرأة عضوا بالنقابة. لك علاقات دائمة بالمشاهير والمثقفين لكن كانت هناك علاقة مميزة بينك وبين أم كلثوم والموسيقار عبدالوهاب - حدثنا عنها؟ - نعم بالفعل خصوصا أم كلثوم فهى كانت تحب تلاوتى أنا والشيخ محمد رفعت وبدأت علاقتى بها عندما دعتنى لأقرأ القرآن فى مأتم والدتها ومنذ ذلك الوقت لم تنقطع علاقتى بها حتى أنها تدخلت لرفع أجرى بالإذاعة. أما عبدالوهاب فكان يحترم القارئ الجيد ويحرص على التعرف عليه عن قرب وأتذكر حينما قابلت الصحفى الكبير جليل البندارى فى الإذاعة وقال لى أن محمد عبدالوهاب يود مقابلتى فى منزله وبالفعل ذهبت إلى هناك ولقيت منه حفاوة شديدة بالرغم من أنه كان متحفظا فى التعامل مع الناس وبالمناسبة قدم لى عصير ليمون ودار بيننا حوار لمدة نصف ساعة وكان وقتها يقوم بتلحين قصيدة الجندول وطلب منى أن أحضر البروفات وأثناء مغادرتى هرول خلفى أحد أعضاء فرقته وقال لى عندى طلب لدى الأستاذ عبدالوهاب وأنت من يستطيع أن يفاتحه فيه فقلت له كيف هذا فهذه هى أول مرة أقابله فيها فرد قائلا »دا جبلك لموناده«. وحتى الآن مازلت أستمتع بالاستماع إلى هذين العملاقين. بعد 77 عاما من العطاء ماذا تود أن تقدم الآن؟ - ما أسعى إليه الآن هو رفع أجر القارئ حتى يحيا حياة كريمة لأن الآلاف منهم »غلابة«.. ويوجد لدى حوالى 0004 قارئ غير قادرين على دفع جنيه واحد شهريا وهو رسم عضوية النقابة وأنا أحاول الآن أن أرفع معاش القارئ من 51 إلى 53 جنيها وقد اقترحت اللجنة الدينية بمجلس الشعب منذ حوالى الأربعه أعوام أن تصرف للقراء معونة مليون جنيه سنويا لرفع المعاشات ولكن هذا لم يتحقق حتى الآن.