كتب: نادية خليفة طارق رضوان زين إبراهيم محمد عاشور و..ألفت جعفر ريشة: جمال هلال تصوير: شريف الليثى شاعر العامية كامل عيد وجه بورسعيدى معروف فى كل أحياء بورسعيد لدوره المهم فى استخدام الشعر كسلاح فى معارك الوطنى ضد الاحتلال، وهو شاعر عامية تلقائى أصيل كتب - ولايزال - أشعاره من معاناة حقيقية صور فيها عشقه لوطنه الأكبر مصر ووطنه الأصغر بورسعيد ومجد أبطاله وامتزجت أشعاره بآلة السمسمية لتقدم أغلى لحن فى حب الوطن. حكاية عم كامل - كما ينادونه - بدأت بمولده عام 2391 فى مدينة بورسعيد وتعرض للظلم هو وأهالى البلد من قبل الإنجليز والذين هاجوا وماجوا بعد تأميم قناة السويس وهو القرار الذى أتاح له العمل فى القناة هو وغيره من المصريين، ويتذكر كيف تحولت البلد فى يوم وليلة إلى قصف وضرب متواصل، وبقينا فى الموت كما يصف الحال وكان قدرنا أن نقاوم فحصل على بندقية و9طلقات وعلقها على كتفيه ليدافع عن حى العرب الذى يسكنه مع غيره من سكان الحى. ويضيف: عندما اشتدت المقاومة قبض الإنجليز على عدد كبير من الأهالى ورموا من الطائرات منشورات تهاجم عبدالناصر وعرضوا علينا العمل معهم مقابل عشرة جنيهات، ولكن الشعب البورسعيدى رفض وقاوم ولم يفعل مثل شعوب أخرى أخذت الاحتلال بالأحضان، ولما قبض عليه رفض أن يقول أى شىء وعندما سيطر الإنجليز على البلد طلبوا من الأهالى تسليم الأسلحة التى بحوزتهم وإلا سيتعرضوا للإيذاء والقتل وقام بمساعدة شقيقه وعمه بإخفاء البنادق على سطح المنزل وعندما غادر الإنجليز البلد أخرجنا البنادق وعملنا فرح عمدة فى ليلة خروجهم من بورسعيد. وأوضح عم كامل أنه فى هذه الأيام كان بداخله إرهاصات كتابة للشعر أخرجت الأغانى الوطنية التى كانت تبث فى الراديو وأبرزها أغنية "دع سمائى فسمائى محرقة.. دع قناتى فقناتى مغرقة" حيث كانت هذه الأغنيات تحرك الكتابة بداخله وبالفعل أنتج عدداً كبيراً من القصائد وأشعار العامية الوطنية ليس فى عدوان 6591، بل فى حروب النكسة والاستنزاف وأكتوبر.. وأصبح مشهورا فى بورسعيد بأنه شاعر الوطنيات ومنها من بورسعيد إلى مصر الأم، وله رصيد خمسين أغنية وطنية مجد فيها أبطال مصر من عبدالمنعم رياض إلى محمد مهران والسيد عسران الذى قتل القائد الإنجليزى وليامز، واصطبغت أشعاره بالمقاومة التى تتسلح بالكلمة فى مواجهة أعداء الوطن. وقال إنه لم يكتف بالكلمة، بل لحن أكثر من أغنية وتعاون مع مبدعى آلة السمسمية فى تأسيس فرقة شباب النصر للسمسمية والتى جابت مدن القناة عقب النكسة وكانت تجمع من حولها من بقى فى بورسعيد وكانت لها دور فى شحذ الهمم ورفع الروح المعنوية، وقامت أيضا الفرقة بزيارات لمعسكرات التهجير لبث روح المقاومة وإشاعة الأمل حتى زالت الغمة فى حرب 3791. ولنترك عم كامل لنستمع إلى جزء من قصيدته الأهم "من بورسعيد إلى مصر الأم"، والتى يقول فيها "واسمى أصبح بورسعيد".. شعلة كفاحى ما انطفت.. ولا العزيمة استسلمت.. واتمردت روحى على طول المدى.. ونزعت وجه الأجنبى عن وجهتى.. ووقفت أطل على السفن بإرادتى ومصرين.. أحمى الحدود.. أحمى العلم.. أحمى ابتسامة نلتها بعد الألم.. داللى ينول حريته أحسن يموت.. ولا أنه يرجع للمذلة والقيود.. والكل قال: هاتوا البارود، حتى الصغار كانوا جنود، كانوا رجال.. وحاربت جيش الاحتلال.. وأنا فى الحصار.. ورفعت راية الانتصار.