كنا فى صباح الخير أول من أشار إلى أن الحل المناسب لتقديم الخدمة الطبية للمواطنين المصابين بأنفلونزا الخنازير فى حالة انتشار الفيروس هو علاجهم فى منازلهم وكان ذلك فى عددنا الصادر يوم 5 مايو الماضى بعد انفجار أزمة المرض عالميا.. لذلك لم تكن صدمة لنا عندما أعلنت وزارة الصحة يوم الخميس الماضى عن بدء مرحلة جديدة فى علاج المصابين بعيدا عن المستشفيات والأماكن الصحية المخصصة التى حددتها الوزارة لتقدم الرعاية الصحية للمصابين بأنفلونزا الخنازير فى المنازل وهو اتجاه لا يشير إلى فقدان وزارة الصحة السيطرة على المرض كما قد يتصور البعض للوهلة الأولى. إلى الآن مازالت الوزارة تسيطر على أنفلونزا الخنازير وتأثير المرض مازال محدودا، لكن دخولنا على فصل الخريف وبدء التقلبات الجوية التى تزيد من انتشار العدوى خاصة مع ازدياد الزحام بانتظام أكثر من 02 مليون طالب فى المدارس والجامعات بعد أسابيع قليلة يتطلب بدء مرحلة جديدة فى مواجهة المرض، فإذا كنا نتكلم اليوم عن عدة إصابات من المرض تحدث يوميا بحيث يمكن استيعابهم بسهولة فى مستشفيات الحميات أو مستشفيات الصدر أو حتى فى بعض الأقسام فى المستشفيات العامة فإن قدوم الخريف وبعده الشتاء مع الزحام الشديد قد تصل الإصابات إلى العشرات وربما المئات يوميا وهو ما يفوق قدرة مستشفيات الحميات على الاستيعاب كما أن هناك خطورة كبيرة فى حجز المرضى فى مستشفيات الصدر أو المستشفيات العامة لإمكانية نقل العدوى إلى عدد أكبر من المرضى لذلك لم يكن هناك مفر من اللجوء إلى حل علاج المواطنين الذين يصابون بالفيروس فى منازلهم، وهو إجراء لجأت إليه جميع الدول المتقدمة التى أصيب آلاف المواطنين فيها بالفيروس مثل الولاياتالمتحدة. حيث يتم علاج جميع المصابين فى المنازل وليس فى المستشفيات. ألف إصابة يوميا ويقول د. سعيد عون خبير الطب الوقائى بمنظمة الصحة العالمية: المرحلة القادمة هى مرحلة العلاج فى المنازل للمصابين بأنفلونزا الخنازير لأنه كما أكدت من قبل من خلال مجلة صباح الخير التى تعتبر من أفضل الصحف فى تغطيتها فى أزمة أنفلونزا الخنازير أن الفترة القادمة بداية من أكتوبر ونوفمبر ستبدأ بثلاثة إجراءات أولها زيادة معلات الإصابة إلى الدرجة التى يمكن أن يصبح عندك حوالى 0001 إصابة بالفيروس فى اليوم الواحد، وهو معدل إصابة لا يمكن أن يستوعبه أى عدد من مستشفيات الحميات التى لا تزيد بأى حال عندنا على 0005 سرير، فباستثناء المستشفيات الكبيرة مثل حميات العباسية 0021سرير وحميات إمبابة نحو 0001 سرير فإن طاقة باقى المستشفيات التى يقدر عددها بنحو 211 مستشفى تتراوح بين 03 سريرا و07 سريرا لكل مستشفى وثانيا زيادة معدل المراضة للفيروس.. بمعنى زيادة حدة المضاعفات التى يسببها الفيروس ومن المعروف أن أخطر مضاعفات تسببها فيروسات الأنفلونزا عموما هى الالتهاب الرئوى حيث تحدث 58٪ من حالات الوفاة بسبب هذا الالتهاب وبعدها تأتى المضاعفات الأخرى وأهمها التهاب المخ.. والأمر الثالث هو زيادة معدل الوفيات لأنه مع زيادة الإصابة وخطورة المضاعفات يزيد عدد الوفيات. ويضيف د. سعيد عون: لكن هناك شروطا لعزل المرضى وعلاجهم فى منازلهم أهمها أن نعلم المريض كيف يعزل نفسه فى شقته.. لأنه بدون أن نحقق شروط العزل الصحى فى المنازل فإن المرض سينتقل إلى باقى الموجودين فى الشقة ومنه إلى سكان العمارة ثم الحى بأكمله، لذلك يجب أن يظل الشخص المصاب بالعدوى فى غرفة بمفرده وأن تكون لديه أدواته الخاصة مثل المناشف وأن يذهب إلى الحمام بمفرده على أن ينظف الحمام جيدا بعد استخدامه وطبعا سيفضل أن يكون له حمام مستقل، مع الالتزام بالراحة التامة ومنع الزيارات من الأهل والأصدقاء مع ارتدائه الكمامة أو واقيا للأنف. وببساطة يجب أن نعلم الناس ثقافة مواجهة الأوبئة وهو ما يستلزم تغيير كثير من العادات الاجتماعية مثل التقبيل والحرص على الجلوس بجانب المريض لفترة طويلة فهل ننجح فى ذلك خاصة أن فترة حضانة الفيروس وهى الفترة ما بين التقاط العدوى وظهور الأعراض المرضية تكون أشد الفترات فى نقل الإصابة لمزيد من الأشخاص. ويشدد د. سعيد عون على أنه يجب أن يعلم الناس أن الحالات التى ستعالج فى المنازل هى الحالات البسيطة والمتوسطة أو الحالات المستقرة والتى لا تعانى بداية مضاعفات، أما الحالات التى تعانى مضاعفات خطيرة ودرجة حرارة مرتفعة فيجب أن يتم علاجها فى المستشفيات. شروط علاج المنازل وعلمت صباح الخير أن عددا من قيادات وزارة الصحة الوقائية والإعلامية من بينهم د. نصر السيد مساعد الوزير للطب الوقائى ود. عمرو قنديل رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية ود. عبدالرحمن شاهين المستشار الإعلامى للوزارة والمتحدث الرسمى باسمها يعقدون اجتماعات مكثفة حاليا تحت إشراف مباشر من د. حاتم الجبلى وزير الصحة لإعداد دليل التوعية للعلاج فى المنازل الذى يتضمن النصائح والتعليمات للوقاية من الفيروس يتضمن تعليمات حول كيفية انتقال المرض وطرق الوقاية والعلاج، مع عدة نصائح لكيفية تصرف الشخص عند إصابته وعلاجه فى منزله، ولن تخرج نصائح وزارة الصحة لعلاج مرضى أنفلونزا الخنازير فى منازلهم والتى يمكن أن نسميها شروط العلاج الصحيح لعلاج البيوت عن 8 نصائح أو شروط أهمها أن قرار العلاج فى المنزل للمريض المصاب بأنفلونزا الخنازير لن يكون قرارا شخصيا من جانب المريض، لكنه قرار الطبيب والمتخصصين فى المستشفيات التى تشخص حالته فى البداية للتأكد من أن الحالة المرضية لا تستدعى العلاج والعزل فى المستشفى، ويمكن علاجها فى المنزل، كذلك التأكيد على الالتزام بالراحة التامة وعدم مقابلة الأهل والأصدقاء طوال فترة العلاج حتى لا ينقل إليهم العدوى، على أن تكون للمريض أدواته الشخصية التى لا يستعملها أحد غيره، بما فيها أدوات الطعام، أيضا الحرص على التهوية الجيدة لكل غرف المنزل على أن تخصص للمريض حجرة خاصة به لا يشاركه أحد فيها على أن يتولى رعايته شخص واحد إذا كان طفلا أو شخصا كبيرا فى السن، ولا يستطيع أن يخدم نفسه على أن يرتدى الكمامة الواقية مع تعليمات أخرى بحدود بمساحة الاقتراب الآمن من المريض والتى يجب ألا تقل عن مترين بأى حال كذلك اتباع القواعد الصحية السليمة لمريض الأنفلونزا عموما مثل شرب كميات كبيرة من السوائل خاصة المشروبات الدافئة مع العطس أو الكحة فى مناديل ورقية تستخدم مرة واحدة فقط مع التخلص الفورى منها وغسل اليدين بالماء والصابون للمريض والمخالطين له باستمرار. مع التأكيد أن العلاج بالمنزل يكون باستخدام المضادات الحيوية العادية، أما عقار التاميفلو فلا يعطى إلا لمرضى المضاعفات الخطيرة الذين يعالجون فى مستشفيات الحميات أو المرضى الذين يصابون بفيروس أنفلونزا الخنازير مع إصابتهم بأمراض مزمنة سابقة فى القلب أو الصدر أو الكلى والكبد، مثل حالات الفشل الكلوى والكبد الوبائى ومضاعفات فيروس C ومضاعفات مرض السكر أو حالات الحمل. من المعلومات والنصائح الطبية المهمة التى سيتم إعطاؤها للمواطنين أيضا بخصوص الرعاية الصحية المنزلية للمصابين بأنفلونزا الخنازير كيفية مراقبة تطور حالة المريض بإبلاغ الإسعاف أو الذهاب به مباشرة إلى أقرب مستشفى حميات متخصص فى حالة ظهور بعض الأعراض التى توحى بتدهورها مثل دخول المريض فى حالة قىء مستمر مع صعوبة فى التنفس وآلام حادة بالصدر، بالإضافة إلى تغير لون الوجه وتحول الشفاه إلى اللون الأزرق وحدوث تشنجات أو فقدان للوعى. وبعد الاستقرار على هذه النصائح والتعليمات ستتم صياغتها فى وسائل إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية على أن يتولى الإعلامى طارق نور عملية إعداد الرسائل وتوجيهها فى الإذاعة والتليفزيون.