في الخيم الرمضانية، وفي المقاهي، تختفي الوجوه خلف دخان الشيشة، وتختلط الأصوات مع الضوضاء والصخب وصوت الموسيقي، عند بعض الشباب، تحول رمضان من الروحانيات إلي سهر وتخمة طعام وراحة وشيشة. علاء مجدي- 22 سنة: أحب القهاوي التي تتميز بإعطائي الطابع الشرقي الذي يتميز ديكوره بالبساطة والأشخاص فيه شرقيون من الدرجة الأولي لاختيارهم مثل هذه القهاوي التي يأتي فيها البعض ليغنوا علي العود الأغاني القديمة الأصيلة، فأنا أعشق الأغاني القديمة لأم كلثوم وعبدالوهاب، وعندما أسمعها في قهوة وأري جميع الناس أما "يدندنوا" مع المغني أو مبتسمين ومنشغلين بالتصفيق مع كلمات الأغنية، هذا الطابع يمثل لي رمضان.. أعشق الجلوس في قهوة بها زينة رمضانية فانوس و"قدرة فول"، وهذه الأجواء غالباً أحاط بها في منطقة الحسين فهو أكثر الأماكن التي أشعر بأنها تحتفل بالفعل بشهر رمضان ويكون واضحا في كل ركن فيها هذا الاحتفال. ويقول محمد السيد- 62 سنة: أنا رمضان يمثل لي ثلاثة أشياء حلويات أكثر، طاولة وكوتشينة علي قهوة من قهاوي الحسين وشيشة وكده يكون "أحلي رمضان"، فهذه الأشياء الثلاثة إذا لم أقم بواحدة منها أشعر أن رمضان أصبح أي شهر آخر، بعد التراويح اذهب إلي الحسين لأن هناك أحسن شيشة معترف بيها وموثقة من القهاوي، فأنا لا أعترف بالشيشة المقدمة في الكافيهات، فأنا إذا لم أدخن "حجرين بعد الفطار وفي الحسين أشعر بنقصان في شيء ما"، وأحياناً أذهب هناك بمفردي حتي إذا لم أجد أصدقاء معي، فهناك القهوة كفيلة بأن تجعلني أتعرف علي المترددين عليها كما أنني أصبحت زبونا معروفا في بعض القهاوي كالفيشاوي ونجيب محفوظ، وهناك أتعرف علي الأشخاص الذين يميلون للعبة الطاولة واللعبة تعطي مجالاً للتعرف، فأنا في يوم من الأيام تعرفت علي فتاة عن طريق الطاولة!! رمضان يعني قطايف وشيشة تفاح وطاولة. يقول شريف عادل- 63 عاماً- مهندس أنه يفضل السهر في الحُسين أو بيت الهراوي أو بيت العود لأنه يشعر هناك بالأجواء الرمضانية كما يتردد بكثرة علي قهوة خان الخليلي، ويكمل: فأنا لا أحب مشاهدة المسلسلات لأنها لا تشعرني بوجود رمضان. أما أميرة علام- 03 عاماً فينقسم يومها في رمضان إلي جزءين الجزء الأول تقضيه في عملها كمحاسبة، أما الجزء الثاني فتكرسه للتنزه في أي من مطاعم مصر الجديدة، فهي لا تحب الخيم الرمضانية لأنها دائماً ما تفضل الخروج في الأماكن المفتوحة، لذلك أصرت هذا العام علي الذهاب للحسين، فكانت هي المرة الأولي التي تزور فيها مثل هذا المكان وكانت هي المرة الوحيدة أيضاً التي تشعر فيها بالأجواء الرمضانية لذلك قررت أن تكون هذه الزيارة كل عام. يقول محمود أيمن- 42 عاماً- أنه يقضي نهار رمضان في عمله، وفور عودته إلي المنزل ينام بعض الوقت ثم يستيقظ لقراءة بعض الآيات القرآنية قبل موعد الإفطار، أما بعد الإفطار فمن الممكن أن يخرج مع أصدقائه للتنزه في أي مكان يشعر فيه بجو رمضان وروحانياته مثل الحُسين. أما هبة- 42 عاماً- طالبة بكلية الإعلام فوضعها مختلف في رمضان، فأول شيء تقوم به فور استيقاظها من النوم هو أن تتحدث إلي حبيبها في التليفون، فهي لا تشاهد المسلسلات ولا تقرأ القرآن ولا تؤدي صلاة التراويح ولا تتنزه ولا تمارس الأعمال المنزلية.. فقط تتحدث مع حبيبها!؟