رغم القائمة السوداء التى ضمت بعض أبطال أفلام المنتج محمد السبكى فإنه لم يعرها أى اهتمام وفضل المغامرة وتنفيذ خطته الإنتاجية التى وضعها مع بدايات عام 1102والمثير أن مقاطعة الجمهور لفيلم «الفيل فى المنديل» لطلعت زكريا لم تجعله يتراجع عن إنتاج فيلم «عمر وسلمى3» لتامر حسنى ويبدو أنه كان يراهن على عدة أشياء أهمها وجود فرق بين موقف تامر حسنى وطلعت زكريا تجاه الثورة والثوار. الأول انصبت تصريحاته على تأييده للنظام السابق ثُم اعتذر للثوار، الثانى استفز الثوار وألصق بهم تُهما تمس أخلاقهم، ثُم صرح بأنه كان يقصد بعض الموجودين فى ميدان التحرير إلا أن الثوار لم يتقبلوا منه أى اعتذار، ثانى شىء اعتمد عليه محمد السبكى هو «جماهيرية تامر حسنى»، وإذا فكرت فى هذا العنصر، فأنت أمام حقيقة لا تقبل التشكيك مهما اختلفت على شخصية تامر نفسه، أما ثالث الأشياء فهو «عامل الزمن ونعمة النسيان»، ويبدو بالفعل أن جمهوره نسى موقفه ضد الثورة والبعض الآخر ليس فى ذهنه الأمر من أساسه إما لعدم اهتمامه بالسياسة أو الانصياع لرغبة أطفالهم، والدليل هو شباك التذاكر، فقد وصلت إيراداته إلى 7 ملايين جنيه فى 3 أسابيع قبل إجازة نصف العام مع مراعاة أن غالبية جمهور تامر حسنى من الأطفال والشباب وهذه الفئة العمرية هى التى يعتمد عليها تامر حسنى، ولذلك من الظلم الحكم على مدى تأثر جماهيرية تامر حسنى السينمائية فى ظل الظروف الحالية لعدة أسباب أهمها أن فيلمه هو الأعلى فى الإيرادات إذا قارناه بالأفلام التى عرضت جماهيريا فى نفس موعد عرض فيلمه، وثانيا توقيت عرض فيلم «عُمر وسلمى3» الجديد مُختلف تماما عن المواعيد التى عرضت بها أفلامه السابقة والتى كان أغلبها يعرض فى الموسم الصيفى. وإذا غامرت لتشاهد فيلمه لن تجد سوى الأطفال الذين اصطحبوا أمهاتهم «عنوة»، وإذا حاولت أن تقنع نفسك بأنك ذاهب لفيلمه ربما تجد ما يرضيك فنيا فبالتأكيد ستكون النتيجة ضد الفيلم وضد صناعه، مبدئيا نحن لا ننكر الجماهيرية السينمائية التى كان يتمتع بها «تامر حسنى» وكان بإمكانه الحفاظ على هذه المكانة لفترة أطول من المطربين الذين سبقوه خاصةً محمد فؤاد ومصطفى قمر، لكن تصريحاته جعلته سيتساوى معهم سواء بالاختفاء النهائى سينمائيا أو تقديم فيلم كل سنتين أو ثلاث فى النهاية لن يفرق مع الجمهور مع الوضع فى الاعتبار أن أسباب عدم الاستمرارية مُختلفة بين بعضهم البعض، فى فيلم «عمر وسلمى3» أنت أمام نفس الشخصية التى سبق أن قدمها تامر فى الجزءين السابقين، ولن تجد أى ملمح يشير لتطور الشخصية فهو لايزال الزوج العاطل الذى يعتمد على ثراء والده، وقد اختار مؤلف الفيلم أحمد عبد الفتاح فكرة «الفتور العاطفى بين الزوجين» لتكون هى موضوع فيلمه، طبعا الفكرة جيدة واتهرت فى كثير من الأعمال من قبل ولسنا ضد أن تُقدم بشكل كوميدى وبتناول مختلف، لكنك تكتشف حرص صناع الفيلم على إهمال الفكرة لصالح توليفة منتج الفيلم التى يحرص على تواجدها فى معظم أفلامه، لذلك ليس غريبا أن يكون المطرب الشعبى هو تامر حسنى ولكى تتواجد راقصة لا مانع من كتابة مشهد يحلم فيه بطل الفيلم أن زوجته «سلمى» تعمل راقصة، أما الكوميديان فهو عبد الله مشرف، والمفروض أنه مطرب شعبى شهير تلازمه فتاة منفلتة أخلاقيا سيقدم خبرته للمطرب الشاب «عمر» وطبعا لابد من وجود صاروخ لبنانى متمثل فى «لاميتا فرنجيه» ولأن الفكرة الأساسية للفيلم اختفت فأنت أمام عدة خطوط درامية أخرى لاعلاقة لها بالفكرة الأصلية أولها أن عُمر - تامر حسنى - لديه إصرار على أن يكون مطربا شعبيا، ثُم نراه ينفذ خطة خايبة لخطف ابنتيه ملك وليلى أحمد زاهر لنكتشف أن الحكاية تقلب «جد» ثُم نكتشف مع نهاية الأحداث أنها خطة من أحد أقاربه الأثرياء بالاتفاق مع والده عزت أبوعوف فى محاولة لإعادة الزوجين لبعضهما. ومشاهده التى جمعته بهما ستجعلك تشعر أنك شاهدت هذه المشاهد فى أفلام سابقة ولا أدرى لماذا لا تستغل موهبة ملك وليلى بشكل أفضل من الكليشيهات التى يضعهما فيها المخرجون دون محاولة بذل مجهود يذكر معهما ومجموعة من الإيفيهات لاعلاقة لها بالكوميديا .. نحن لسنا ضد الدويتو الفنى ولايعنينا تقديم الممثل أكثر من جزء المهم هو مدى جودة العمل، وكيفية صناعته وقيمته الفنية. وأخيرا: علمت أن مى عز الدين وافقت على الجزء الثالث من فيلم «عمر وسلمى»، وكذلك مسلسل «آدم» من منطلق العشرة وصداقتها الأسرية لتامر حسنى وأنها معه على الحلوة والمُرة، طيب بالذمة يا مى بغض النظر عن عدم جودة فيلم «عمر وسلمى» ومدى نجاح مسلسل «آدم» من عدمه هل إذا طلبك تامر حسنى فى عمل فنى مكتوب لك خصيصاً سيضع فى حساباته «العشرة الفنية وأنك وقفت معه فى الحلوة والمُرة» أم سيفكر فى مصلحته؟ ياعزيزتى لن يلومك أحد إذا اعتذرت عن دور سيخصم من رصيدك ولن يضيف لك شيئا! هل ستظلين تلعبين الأدوار اللايت كوميدى؟ لاننكر نجاحك فى هذا اللون، لكن ليس من المنطقى أن تظلى على مدار 21 سنة وهو عمرك الفنى لا تقدمين إلا لونا واحدا فى السينما وأذكر أنك لعبت دورا واحدا بعيدا عن اللون الذى حصرت نفسك فيه وكان من خلال فيلم «خيانة مشروعة»، وأغلب الظن أنك لعبت هذا الدور بالصدفة لأنك لم تكررى التجربة فى السينما على عكس تنوع أدوارك فى الدراما التى أراها أقوى بكثير من أدوارك السينمائية!