ما الذى أضافته قناة ميلودى سبورت الجديدة إلى سوق الفضائيات الرياضية؟ وما الذى أضافته قناة النهار الرياضية أيضا؟ الإجابة.. لا شىء ! فى الحقيقة، ليس هناك أى فارق بين ميلودى سبورت، ومودرن سبورت، الرياضية2، وبرامج دريم الفضائية، والنهار الرياضية.. كل الذى حدث هو أن الاستديوهات التحليلية لمباريات الكرة المصرية بجميع أنواعها، دورى أو كأس، أو مباريات دولية أو أفريقية زادت فى العدد.. أما المضمون، فلا جديد تحت الشمس، وهذه القنوات معذورة، فليس عندها أى جديد يمكن أن تضيفه إلى هذا المجال، خاصة أن مجالها محدود جدا، وهذا الدورى المصرى أو المباريات المصرية، لا أكثر ولا أقل، فهى لم تدخل هذه السوق من أجل المنافسة القوية مع قنوات الجزيرة الرياضية مثلا، أو قنوات أبو ظبى الرياضية المشفرة مثلا، فهذه القنوات أصبحت ذات إمكانيات ضخمة جدا، بحيث لا يمكن أن ينافسها أحد، خاصة إذا كان الهدف هو الربح السريع، فالجزيرة الرياضية لا تهدف إلى الربح، ومن المستحيل أن تربح، وهى تقدم كل هذه الخدمة مقابل هذا المبلغ الزهيد الذى تأخذه كاشتراك شهرى. لكن القنوات المصرية، دخلت السوق، وهى تهدف إلى الربح السريع، ولذلك فإن ما تقدمه يفتقر كثيرا إلى العالم المتقدم من القنوات الرياضية، لا يتعدى الآن، التعاقد مع صحفيين رياضيين، أو لاعبين سابقين، وحكام أيضا سابقين، بالإضافة إلى مذيع غالباً ما يكون لاعب كرة سابق، وتظل هذه المجموعة ترغى وتزيد وتتكلم قبل المباراة بساعة، أو ربما ساعتين، وبين شوطى المباراة تتكلم أيضا، أما بعد المباراة فالمسألة لاتختلف، كلام فى كلام، واتصالات تليفونية تافهة، لا تزيد من الأمر شيئا! الجزيرة الرياضية أعلنت انسحابها من سوق الدورى المصرى، تخيلوا ما هو السبب فى هذا الانسحاب، لقد درست السوق المصرية، وتفهمت طبيعة المشاهد المصرى، واكتشفت أنه لا يكتفى بمشاهدة المباراة فقط، واستديو تحليلى فى المباراة، لا يزيد على النصف ساعة، وهذه هى سياسة الجزيرة الرياضية، وهى لم تبتدعها ولكنه أسلوب جميع استديوهات التحليل فى كل دوريات العالم، أما فى السوق المصرية. فقد اكتشفت أن المشاهد المصرى يحب أن يجلس بعد المباراة يستمع لكل الآراء، ويتفاعل مع المشكلات المفتعلة فى كثير من الأحيان، وما دام هذا الأمر لا يتناسب مع طبيعة الجزيرة الرياضية، فإنها تنسحب بكل طواعية لأنها لا تستطيع أن تلبى احتياجات المشاهد المصرى! لكن الذى نريد أن نخبره للجزيرة الرياضية أن هذا الوضع مؤقت لأن المشاهد المصرى بدأ يمل هذه الاستديوهات التحليلية تماما كما بدأ يمل برامج التوك شو المسائية ولذلك ندعو الجزيرة الرياضية للعودة مرة أخرى للتفاوض لعلها تعطى المشاهد المصرى درسا فى الطرق الصحيحة لمشاهدة المباريات الكروية!