لم يعد الاستثمار فى البورصة مجرد محاولة للثراء السريع كما يتخيل البعض خاصة فى هذه الأيام التى تمر فيها البورصة المصرية بأزمات مختلفة جعلت مؤشراتها تتهاوى نتيجة المخاطر المرتفعة التى تحيط بها فكان أكثر الضحايا تأثرا هم صغار المستثمرين الذين اعتقدوا أن البورصة ستكون أفضل حالا لهم فى ظل الأسعار المتدنية للأسهم وإمكانية ارتداد هذه الأسعار لأعلى فى فترة قريبة إلا أن الأسهم تهاوت بشكل مرعب وفقد المستثمرون أغلب رءوس الأموال التى دخلوا بها وأصبحوا بحاجة إلى من يساعدهم على الأقل فى تعويض خسارتهم. أكد فؤاد مختار - 46 سنة - أنه بدأ الدخول فى البورصة عام 2008 وربح وخسر الكثير إلا أنه لم يكن يتوقع أبدا أن تصل أسعار الأسهم إلى مثل هذا المستوى خاصة أن الأحداث العالمية والسياسية دفعت بالبعض للهروب بأى شكل من البورصة والانتظار لحين استقرار الأوضاع ولكنه أكد للأسف أنه لا يمكنه الآن أن يبيع ما اشتراه من أسهم لأنه لو قام بذلك فسوف يخسر 60% على الأقل من رأس ماله وأنه سينتظر لحين انتهاء هذه الأزمة خاصة أن المستثمرين الكبار سيدخلون بقوة إذا وجدوا أن المناخ الاقتصادى جيد ويشجع على الاستثمار. وانتاب هانى حمزة - 34 سنة - الغضب الشديد من تعيين محمد عمران رئيسا للبورصة بسبب الهبوط الشديد الذى أصاب سوق الأوراق المالية عقب مجيئه وعدم تغيير الوضع إلى الأفضل خاصة أنه اشترى بقيمة 64 ألف جنيه أسهماً فى قطاعى العقارات والبنوك وفقد نصف المبلغ تقريبا خاصة أنه يفكر فى الخروج من البورصة الآن قبل أن يفقد كل أمواله بسبب ما يحدث فى البورصة حاليا حيث أكد أنه لا أحد يفهم شيئا وما هى أسباب الهبوط العنيف فى الأسهم بعد الثورة بالرغم من المحاولات المكثفة للقضاء على الفساد داخل الشركات المدرجة فى البورصة. أما أشرف ممدوح - 42 سنة - فقال إنه لن يستطيع بيع أو شراء الأسهم بسبب المديونية التى عليه لصالح شركة السمسرة المتعاقد معها حيث أكد أنه حصل على أسهم بنظام الكريدت والشركة أوقفته عن التعامل فى الأسهم لحين سداد ما عليه أو بيع الأسهم التى بحوزته حتى يقوم بالسداد وأشار أن الشركة لا تزال تعتبره أحد قدامى العملاء ولا تريد أن تبيع الأسهم دون رضاه ولكن فى نفس الوقت لن تسمح له بالشراء من جديد إلا إذا سدد وهو الآن يعانى من أزمة مالية طاحنة نتيجة تردى حال الأسهم وعدم وجود جديد يشجع على الاستثمار فى الساحة السياسية. واعتبر هشام أحمد - 31 سنة - الحكومة هى السبب فى هبوط البورصة وتردى حال صغار المستثمرين وذلك لأنها عندما اكتشفت وجود تلاعبات من جانب كل من جمال وعلاء مبارك إضافة إلى عدد من رجال الأعمال والمسئولين لم تقم بمعالجة ما حدث بالشكل الصحيح واكتفت بالعقاب دون الإصلاح حيث إن مجموعة الفساد عندما ربحت هذا الكم الكبير من الأموال كان فى نفس اللحظة هناك الآلاف من المستثمرين يخسرون الكثير من أموالهم. وقال أحمد مندور - 44 سنة - أنه ظل يعانى من حالة ندم شديد لأنه لم يستمع إلى نصيحة المحلل الفنى بالشركة التى يتعامل معها فى شراء وبيع أسهمه والذى نصحه بضرورة الخروج من السوق وكان ذلك قبل أحداث الثورة بأسبوع ولم يستمع إلى حديثه حيث كان فى ذلك الوقت كان سيخسر 20% من أسهمه ولكن الآن فقد أكثر من 70% حيث كان حائزا على عدد كبير من أسهم شركات عقارات وهذه الشركة كانت تابعة لأحد رجال الأعمال المقربين من النظام البائد وهى الآن تتداول تحت قيمة الجنيه ونصف بعد أن كان سعرها ستة جنيهات.. وكيف للمسئولين عن الدولة أن يسمحوا أن يحدث هذا للمستثمرين داخل البورصة ألم تقم الحكومة بإذاعة الإعلانات التليفزيونية من أجل أن يشارك الشعب فى شراء أسهم الشركات المصرية لضخ أموال إلى السوق؟.. فهل هذا سيكون عقابنا. وأقسم سيد محفوظ - 41 سنة - أنه فى حال حصل على رأس ماله الأساسى من البورصة بعد صعودها فإنه سيتركها دون رجعة ولكنه يعتقد أن مجرد الوصول إلى رأس ماله الذى خسره فقط دون تحقيق مكاسب أمر يكاد يكون مستحيلا فى ظل الأوضاع الحالية وعدم تدخل المسئولين لحل مشكلات صغار المستثمرين.