حفظ الله الفن التشكيلي في مصر، فهو من ضمن الأشياء القليلة الإيجابية التي تحض علي الجمال والتأمل وسط الظروف السياسية القاتمة، ورغم الظروف الصعبة المادية التي تمر بها قاعات الفن التشكيلي إلا أنه يحسب لها المقاومة والاستمرار في إقامة المعارض، وهذا الأسبوع لدينا معرضان مهمان الأول للفنان الطبيب فريد فاضل بعنوان «سلفاتور موندي» وفيه يقدم رسوما وتصويرا عن إبداعات ليوناردو دافنشي ويكتشف ويحتفل مع العالم بأعمال الفنان الكبير الذي عاود فريد رسم أعماله مرة أخري والمعرض الآخر تقدمه قاعة «دروب» من خلال عرض أعمال ستين فنانا وفنانة يحاولون اكتشاف مصر بعد ثورة 25 يناير وضيف شرف المعرض الفنان شاكر المعداوي الذي رحل مؤخرا. - «اكتشاف دافنشي» ولنبدأ بمعرض فريد فاضل الذي احتضنته قاعة الفن التشكيلي بدار الأوبرا ويمثل احتفالية كبري عن عملاق عصر النهضة ليوناردو دافنشي والمعرض يمثل حوارا شيقا مع إبداعات دافنشي وبصفة خاصة أعماله غير الكاملة والمفقودة التي أعاد رسمها فريد فاضل الذي يري أن أعمال المعرض تتويج لأبحاثه عن مثاليات ليوناردو الجمالية والعملية منذ عام 1999 وحتي الآن من خلال السفر إلي متاحف العالم لفحص الأعمال الأصلية لدافنشي حتي اكتملت تلك الرحلة بهذه المجموعة الفريدة من اللوحات المسماة «سلفاتور موندي» أي مخلص العالم، ويعرض فريد نسختين من تلك اللوحة التي يحتفل بها العالم هذه الأيام، الأولي بمثابة إعادة صياغة للفكرة الأصلية معتمدا علي رسوم دافنشي التحضيرية، والأخري نسخة معدلة من العمل الأصلي المكتشف حديثا، كما يقدم فريد في معرضه لوحات كثيرة شهيرة لدافنشي منها لوحة «عبادة المجوس» والتي تضم 60 شخصا وتعتبر ثورة في فن عصر النهضة وهناك قسم كامل بالمعرض عن تطور فكرة العذراء والطفل عند دافنشي، كما يضم المعرض إعادة صياغة بورتريهات ليوناردو الشهيرة مثل الموناليزا، بالإضافة إلي عدد كبير من رسوم تشريح الحصان ودراسة النباتات والجسد الإنساني، وكلها موضوعات تطرق إليها دافنشي في أعماله. - اكتشاف مصر ومن اكتشاف عالم دافنشي ولوحاته إلي محاولة اكتشاف مصر بعد ثورة يناير تدور مضامين أعمال معرض الأعمال الفنية الصغيرة 2011 بقاعة دروب، حيث يقدم ما يقرب من 60 فنانا وفنانا إبداعاتهم الفنية في مجالات التصوير والرسم والنحت والخزف والخط العربي والحلي والعرائس، وضيف شرف المعرض هو الفنان الراحل مؤخرا شاكر المعداوي أحد أهم رموز فناني الألوان المائية في مصر، وتتألق رسومات محمد الطراوي وجلال الحسيني وحسن راشد وسمير فؤاد وفرحات زكي، كما تتألق أعمال الفنانين الذين يهتمون بالجانب التراثي مثل طاهر عبدالعظيم ومحمد يوسف وعطية مصطفي ومرفت رفعت وهناك قسم خاص لأعمال الخط العربي لفناني الخط مثل يسري المملوك ومحمد حسن وصلاح عبدالخالق وهناك أعمال نحتية مهمة لعمار شيخة وأيمن سعداوي. ومعظم أعمال المعرض تحتفي بالأماكن والبشر وتفاصيل الحياة في مصر عام 2011 وتحاول التأكيد علي تلك التفاصيل التي تميز مصر والتي ينبغي أن نحافظ عليها لأنها تعبر عن ذلك البلد الذي يمتاز بالوسطية والاعتدال دون أن تميل إلي التطرف. وعلي نفس المنوال تميزت أعمال شاكر المعداوي الذي رصد في أعماله مظاهر الحياة والبيئة الريفية بأسلوب رمزي وحرفية عالية في استخدام الألوان المائية.