خمسة أيام عاشتها مجلة «صباح الخير» مع أول مهرجان سينمائى يقام على أرض مصر بعد ثورة 25 يناير، واستقبلتها عروس البحر الأبيض المتوسط، فى دورته 27 والذى انتهى يوم الأحد الماضى وشارك فيه 10 أفلام من 10 دول فى المسابقة الرسمية للمهرجان و49 فيلما روائيا قصيرا. يحسب لإدارة المهرجان هذا العام التصميم على إقامة المهرجان بالرغم من قلة الإمكانيات وموافقة وزارة الثقافة على دعم المهرجان قبل شهر من انطلاقه، وكان للدكتور عصام الشماع نائب رئيس جمعية نقاد السينما والمستشار الفنى للمهرجان والناقد الفنى نادر عدلى رئيس المهرجان، ومدير المهرجان أمير أباظة، وسمير شحاتة الأمين العام للمهرجان أدوار بطولية خاضوا فيها حربا خلف الكواليس لإقامة المهرجان، حيث أثنى العديد من النقاد والوفود المشاركة على المستوى الفنى العالى للأفلام المشاركة فى دورة هذا العام. بالرغم من ذلك غاب التنظيم عن المهرجان وسقط لا أدرى عمدًا أم سهوًا، حيث عانى الصحفيون والوفود المشاركة فى جميع الندوات والعروض بسبب ضغط جدول المهرجان وإقامة أكثر من ندوة وعرض فى وقت واحد، الأمر الذى تسبب فى إلغاء ندوة تكريم الكاتب الراحل نجيب محفوظ احتفالا بمائة عام على ميلاده لغياب الحضور عن الندوة واعتذار أسامة هيكل وزير الإعلام عن هذا الاحتفال، بالإضافة إلى غياب جماهيرى واضح عن العروض لقلة الدعاية وعدم الإعلان عن مواعيد وأماكن والعروض، كما غاب نجوم مصر غيابًا تامًا عن المهرجان باستثناء مشاركة بعض نجوم فيلم كف القمر وحضورهم حفل الافتتاح وندوة الفيلم وختام المهرجان. حكى عرض الافتتاح تاريخ الثورات المصرية ونضال الشعب منذ اندلاع ثورة 1919 وحتى ثورة 25 يناير، من خلال عرض العديد من الافلام التى وثقت تلك الأفلام بداية من فيلم شىء من الخوف ومصطفى كامل ومرورا بفيلم سيد درويش وبين القصريين وفيلم الفاجومى، والذى نال تصفيقا حاداً واستقبالاً حارًا، وهو فكرة وسيناريو عصام الشماع ومخرج منفذ محمد بدير وإخراج الدكتور عادل عبده. شهد المهرجان هذا العام غياباً واضحاً للأعمال المصرية باستثناء فيلمى كف القمر والحاوى فى المسابقة، واتخذت الأعمال العربية المشاركة فى المهرجان حلم الربيع العربى وثورات الوطن منهجا وإسقاطا على أغلب أفلامها. * قال الفخرانى إن تاريخ الفنان ليس بالعمل السينمائى أو التليفزيونى، ولكن بجودة العمل وأنه كثيرا ما جلس بمنزله فى انتظار العمل الذى يحترم الجمهور، مؤكدا أن إقناع الجمهور يحتاج إلى جهد شديد حتى يصل إليهم بسهولة. ويرى الفخرانى أن جميع أعماله الدرامية كان البطل فيها هو الكاتب، وأن المسلسل بدون مجموعة عناصر فنية جيدة لن يكتمل بالشكل الذى يقبله الجمهور. * أكدت كارمن لُبس والتى تم تكريمها فى المهرجان عن مجمل أعمالها أن لبنان بها العديد من الفنانين الموهوبين ولديهم قدرات فنية عالية، إلا أن صناعة السينما فى لبنان فقيرة جدا، الأمر الذى يؤدى الى عدم انتشارهم بشكل كبير، مشيرة إلى أن التجارب اللبنانية للممثلات فى مصر خلال الفترة الأخيرة كانت ضعيفة وأغلبها لممثلات الإعلانات وعارضات الأزياء باستثناء تجارب فنية حقيقية مثل نور وسيرين عبد النور فهما موهبتان حقيقيتان. * وفى ندوة فيلم «كف القمر» أوضح خالد يوسف أنه فى حاجة إلى النجوم الكبار فى أعماله، لأن السينما تحتاج إلى جمهور هؤلاء النجوم للارتقاء بالعمل وزيادة إيرادات شباك التذاكر، ولكنه ضد التخديم على مشروع النجم، بالإضافة إلى أنه لا يحب العمل مع الفنان الذى لديه عقدة النجم الأوحد، وأهدى خالد الفيلم خلال المؤتمر لمهندس الديكور الراحل حامد حمدان، واعتبر «يوسف حمدان» شهيدا للسينما لأنه توفى أثناء عمله. وأشار خالد إلى أنه لا يهتم بالاشتراك بهذا العمل فى أى مهرجان آخر، حيث إن اهتمامه الأول بالجمهور المصرى أكثر من عرضه داخل المهرجانات العالمية. * بينما كانت ندوة الفيلم السورى «دمشق مع حبى» مثار جدل النقاد، حيث يستند العمل إلى قصة واقعية، فهو يناقش مشاكل الأقليات فى المجتمع العربى، وأن المواطن اليهودى أو المسيحى أو الكردى وغيرهم من الأقليات العربية لا يمكن فصلهم عن الثقافة العربية، مشيرا إلى أن أحد أهداف الثورات العربية بشكل عام البحث عن حقوق الأقليات من مساواة وعدالة وشرعية قانونية، وشخصية العمل تفصل تماما بين ديانتها كعربية يهودية وبين الصراع العربى الإسرائيلى. * وكانت المفاجأة فى ندوة الفنان هشام عبد الحميد عن فيلمه «لا»، الذى عرض خارج المهرجان، واستطاع فيها عبد الحميد جذب الأنظار نحو فيلمه، حيث قدم حالة فنية جديدة تمزج بين المسرح والسينما، ترجم من خلالها ثورة 25 يناير وبعض الثورات فى العالم ما بين احتلال وعنصرية، كانت فيها الأنظمة الحاكمة المستبدة عاملاً مشتركاً. خرج الحاضرون من عرض الفيلم بحالة فنية جديدة، قائمة على العقل وليس العاطفة، يحتاج فيها المشاهد إلى التأمل والتحليل والربط، بصياغة جديدة قدمها عبدالحميد من خلال فن «البانتوميم» بمحاكاة لكل ما تحويه الأحداث المعاصرة من خلال مشاهد صامتة وحركات وأفعال وإيماءات تجسد وتعبر عما بداخل العمل بأحداث متصلة منفصلة، واعتبرها النقاد خطا فنيا جديداً يحتاج إلى التبنى. * كما أثار الفيلم التونسى «النخيل الجريح» قضية التعتيم على التاريخ العربى وتزوير الحقائق وبالتحديد فى تونس، ويلقى الضوء على مختطفى الثورات وتشكيل التاريخ حسب أغراض البعض. يتحدث الفيلم عن فترة الحرب فى تونس بمدينة بنزرت بعد انتهاء 30 سنة من أحداثها، من خلال فتاة تبحث عن أسباب استشهاد والدها فى هذه الحرب، وتزيف الحقائق التى يكتبها صديق والدها بشكل ناقص ومتعمد. * سادت حالة من السخط والذهول على الجمهور أثناء عرض فيلم «حاوى» لإبراهيم البطوط، حيث ظهر العديد من الأخطاء خلال العمل بداية من المونتاج إلى تتابع الأحداث الممل، وتساءل الحضور عن شخصية العمل التى تؤهله للاشتراك فى هذه المهرجانات، وتدور أحداث العمل داخل مدينة الإسكندرية، ويرصد من خلالها عدة شخصيات مصرية تعيش فى ظروف مختلفة، معتمدا على أبطال يقفون لأول مرة أمام وخلف الكاميرات. * من جانب آخر كان للأفلام الإيطالية تواجد ساحر من خلال ثلاثة أفلام هى: «حياتنا» و«المرأة والتنين» و«زهور كركوك»، تنتمى جميعها إلى الجيل الجديد من صناع السينما، وتتنوع بين الاجتماعية والسياسية، كما شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً من جانب النقاد والصحفيين.؟ * كواليس المهرجان - وصلت غادة عبد الرازق حفل الافتتاح وسط ''بودى جارد''، وصعدت على خشبة المسرح أثناء تحية الجمهور لأبطال الفيلم، دون أن تلقى التحية على أى من أبطال العمل لتفادى الاحتكاك مع مخرج العمل خالد يوسف، على خلفية الحرب الإعلامية التى دارت بينهما حول أحداث الثورة. - تردد داخل قاعة العرض لفيلم «كف القمر» عقب انتهائه، أن هذا العمل سيكون الأخير بين غادة عبد الرازق وخالد يوسف لحذفه العديد من المشاهد لها داخل الفيلم. - قام المخرج خالد يوسف بمفاجأة الحضور فى حفل افتتاح المهرجان، عندما طالب المجلس العسكرى بالإفراج عن المصور السينمائى الشاب فادى السعيد الذى ألقى القبض عليه فى أحداث السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وأثار طلبه مشاعر الحاضرين الذين تفاعلوا مع بشدة. - صعدت المخرجة منال الصيفى نجلة الفنانة القديرة زهرة العلا، لاستلام جائزة تكريم والدتها على مضض، وخرجت من القاعة مسرعة. - أكد الفنان يحيى الفخرانى أثناء ندوة تكريمه، أنه رفض تقديم مسلسل خاتم سليمان الذى جسده خالد الصاوى، لأنه شعر بتشابه العمل بمسلسل أوبرا عايدة الذى قدمه منذ عدة سنوات. - ناصر عبد الرحمن مؤلف فيلم كف القمر غاب عن حفل الافتتاح وعن عرض الفيلم، كما غابت أيضا بطلة العمل الفنانة وفاء عامر لظروف مرض والدتها. - أصيب الفنان صبرى فواز بحالة من الاستياء عندما نسيت مقدمة الافتتاح أن تذكر اسمه مع أبطال فيلم كف القمر، الأمر الذى دعا غادة عبد الرازق للنزول وجذبه من يده للصعود على خشبة المسرح.