ناثان دوس نحات مصرى شاب ابن الصعيد الذى يقيم بالقاهرة منذ سنوات ويصبح واحداً من أهم نحاتيها ومبدعيها بل إنه شارك فى ثورة 25 يناير وكانت لديه أفكار مهمة لعمل مجسم نحتى فى ميدان التحرير وبدأ فى تنفيذه ولكن المشروع توقف لأسباب غير معروفة.. ناثان الذى يشبه وجوه الفيوم وأهل مصر القدامى يفتش فى قلبه عن مصر الوطن الذى يعشقه ويبحث عن مفرداته النحتية المميزة، وفى معرضة الجديد بمركز الجزيرة للفنون يقدم ناثان أكثر من 25 عملاً نحتياً متنوعاً فى المضمون والخامة وتتعجب من قدرة الفنان على إنتاج أعمال قريبة من البسطاء والمهمشين ملح هذه الأرض فنجد أرغفة العيش كأنها طازجة ساخنة ونجد وجوهاً لبشر معروفين كعباس العقاد والمسيح ويوحنا المعمدان والنبى موسى فى مهده ونماذج لطيور وحيوانات كالبط والضفدع والبومة وعدداً من التماثيل كبيرة الحجم لنساء مصريات مميزات الشكل والهوية ونجد هناك أكثر من عمل نحتى لرؤوس حيوانات مقطوعة تحمل دلالات رمزية موحية، وعلى استحياء يعرض ناثان دوس نموذجاً غنياً مصغراً للثورة المصرية فى شكل متظاهرين يصعدون إلى أعلى رافعين الأعلام بحثاً عن النصر والمستقبل وأقول على استحياء لأن الفنان ناثان كان يتمنى أن يرى هذا العمل النحتى المهم مجسداً فى الواقع وفى قلب ميدان التحرير. ويقول ناثان لى: إن المعرض يضم أعمالاً متنوعة الأحجام والمضامين هى حصيلة عمل السنوات الثمانى السابقة بالإضافة إلى الأعمال الجديدة عن الثورة وثلاث قطع رخام تمثل جذعاً عارياً وبورتريه لابنته ورأس يوحنا المعمدان مضيفاً أن التنويع الموجود بالمعرض مقصود لأنه يعبر عن عالمه النحتى فهو يعمل على الطبيعة والجسم الإنسانى والحيوانى والكتاب المقدس وشخصية الأنبياء أو بمعنى أوسع التراث المصرى وبالذات المستوحى من عصور الفراعنة وما بعدها وأكد ناثان أن فكرة العمل هى التى تدفعه للعمل وقد تستغرق منه شهوراً كما أن نفس الفكرة ؟؟؟ على الخامة الخاصة بها ولهذا تتنوع الخامات التى يستخدمها كالجرانيت والبازلت والرخام والكوارتز وهو لا يفضل خامة عن أخرى وإن كان يعيد تشكيل علاقته بخامة الرخام بعد أن ظل يعمل على خامات البازلت والجرانيت لأكثر من عشر سنوات. وأضاف أنه تأثر جداً بنشأته فى الصعيد وكون ذاكرة بصرية عميقة من التراث الموجود هناك وتعتبر إقامته بالمدينة - القاهرة - امتدادا لتلك الذاكرة البصرية فضلاً عن القراءات والاختلاط بالبشر والثقافات المختلفة التى تعينه على العمل وإنتاج إبداعات جديدة. واختتم ناثان حديثه معى بأنه وإن كان سعيداً بالإقبال على المعرض الذى يمتد حتى 21 سبتمبر الجارى إلا أنه حزين على العمل النحتى الخاص بثورة 25 يناير الذى عكف على تصميمه ووضع التصورات النهائية له لوضعه فى ميدان التحرير بحجم 4 أمتار 12 متراً وبارتفاع 2 متر ليبقى شاهداً على الثورة العظيمة ولكن المشروع وئد ولم ير النور لأسباب غير معلومة وما كان منه إلا أن عرض نموذجاً مصغراً له فى المعرض.