احتجاجات.. وتذمر فى مطار جدة، واعتصامات فى الطائرات فى القاهرة.. ومحاضر شركة، أزمة حقائب.. هى حصيلة العمرة خلال العشرة أيام الأخيرة فى رمضان، هذا ما رصدته صباح الخير منذ أوائل أغسطس الماضى، وحذرت من خطورة ما يحدث، المسئولون طنشوا، ومصر للطيران نفت وجود أزمات فى رد مكتوب، ودفع المعتمرون الثمن بالبقاء أكثر من ثلاثة أو وأربعة أيام فى مطار جدة بسبب قرار مفاجئ وغير مبرر وغريب بإلغاء الرحلات المتجهة للقاهرة رغم حصول المعتمرين على تأكيد للحجوزات، هذا غير المعاملة غير الإنسانية التى لاقها المصريون هناك أثناء المطالبة بحقوقهم التى أهدرتها الخطوط الجوية السعودية وهو ما حدث مع المعتمرين التوانسة، ومما زاد الطين بلة، أن الحكومة المصرية اضطرت لإقامة جسر جوى من السعودية إلى مصر، مما أدى إلى تخبط جدول رحلات مصر للطيران المخصصة لنقل المعتمرين للقاهرة، فاختلط الحابل بالنابل!! وأصبح كل المعتمرين يعانون سواء الحاجزين على الخطوط السعودية أو مصر للطيران، واكتفت السعودية بتسريب أخبار صحفية بدون قرارات واضحة ربما لتهدئة الرأى العام فقط بأن ( النية ) تتجه إلى فرض عقوبات مالية وصارمة تجاه الخطوط الجوية السعودية وشركات الطيران المخالفة للائحة نقل الحجاج والمعتمرين، أما فى مصر.. فالكل صامت سواء وزارة السياحة أو الحكومة المصرية، فلم نسمع عن أى قرار أو تحرك إيجابى لاسترداد حقوق المصريين التى أهدرت، وهو نفس الموقف الذى كان النظام السابق يتخذه عندما تحدث مواقف مشابهة، حيث كان الطناش والصمت هما الموقف الدائم، والسؤال من يدافع عن حقوق المصريين المهدرة؟! ومن يعوض المعتمرين عما حدث لهم فى رحلة العودة إلى القاهرة أسئلة نوجهها لوزارة السياحة المصرية والحكومة المصرية برئاسة د. عصام شرف، وننتظر إجابة واضحة !! إهانة ! وأدت حالة الارتباك والتوتر والمشاحنات بسبب المعاملة السيئة للمعتمرين المصريين إلى مطالبة بعض المعتمرين برفع دعوى قضائية على الخطوط الجوية السعودية بالإضافة إلى دعوة على الموقع الاجتماعى ( الفيس بوك ) بتنظيم وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية لاستعادة كرامة المواطن المصرى بعد حالة الإهانة وسوء المعاملة وتعرضهم للسب والقذف من قبل موظفى الخطوط الجوية السعودية بمطار جدة إلى جانب تأخر الرحلات لأكثر من 48 ساعة، وأيضا لم يرحمهم مطار القاهرة الدولى فبعد وصولهم إلى أرض الوطن بدأت رحلة البحث عن الحقائب والتى استمرت لأكثر من يومين على التوالى. حيث بدأت الأزمة بارتباك فى حالة السفر بمطار الملك عبدالعزيز بعد إلغاء حوالى 12 رحلة طيران تابعة للخطوط الجوية السعودية فجأة وزاد الارتباك ليصل إلى حد الأزمة، وتكدس آلاف المصريين عند تزامن إلغاء باقى رحلات الخطوط السعودية مع تعطل سيور نقل الحقائب بصالة المطار. والمشهد الثانى زاد المطار تكدسا وارتباكا، خاصة بعد إعاقة وصول ركاب طائرات مصر للطيران إلى داخل صالة السفر بمطار الملك عبدالعزيز مما أدى إلى تأخير إقلاع رحلات مصر الطيران من مكة. ولكن بعد هذه المشاهد هناك مشهد خفى، وهو ما سبب تعمد سوء معاملة المعتمرين المصريين ؟ ماذا تريد السلطات السعودية من مصر ؟!! شتائم!! وأكد طارق يوسف - 48 سنة - نائب مدير أحد البنوك الحكومية أن موسم العمرة هذا العام من أسوأ المواسم فهذه هى المرة الثالثة التى يؤدى فيها فريضة العمرة، فضلا عن فريضة الحج. فطوال هذه السنوات لم ير ما رآه هذا الموسم بسبب سوء المعاملة وإهانة لكرامة المصريين. ويقول طارق إنه تواجد منذ يوم السبت الساعة 4 فجرا على اعتبار أن الطائرة سوف تقلع فى تمام السابعة صباحا، ولكن منذ اللحظة الأولى ومطار جدة فى حالة تكدس غير عادية والمعتمرون فى حالة عصبية شديدة بسبب تأخر طائراتهم ولا أحد يعرف ما هو السبب وظل السبب غير معلوم حتى وصلنا إلى مطار القاهرة، وكنا فى حالة ذهول من الأحداث الغريبة التى نعيشها وكأننا محبوسون من قبل السلطات الجوية السعودية لا أحد يجيب عن أسئلتنا الجميع فى حالة صمت شائعات تتردد عن أن مطار القاهرة به اعتصامات ولكن أهالينا فى مصر أيضا لا يعلمون شيئا عن تلك الشائعات وبعد نحو 7 ساعات من تواجدنا فى مطار جدة وجدنا أكثر من 200 عسكرى يحملون العصي وبدأت الشتائم والسباب تنطلق علينا وعلى الشعب المصرى بأكمله من قبلهم مع الموظفين فى المطار. ولكننا لم نصبر على هذه الإهانة فبدأنا نصرخ ونهتف بأعلى أصواتنا للرجوع إلى مصر، وبدأ أحد المعتمرين يهدد بقتل نفسه بزجاجة أحد العصائر لو تم التعرض لهم بأى سوء ودخلنا فى اعتصام حتى عودتنا إلى القاهرة. ولكن العاملين بمطار جدة لا يتوقفون عن السب والقذف للمصريين ومحاولة استفزازهم دائما وطوال هذه المدة معظم المحلات والمطاعم فى المطار مغلقة تماما بالإضافة إلى أننا صائمون وكأنهم تعمدوا إغلاق جميع المحلات لإذلالنا ومحاولة استفزازنا بشتى الطرق وكل ما يحدث أننا قمنا باستخدام الميكروفونات حتى يسمعنا أحد أو حتى يجيب عما بداخلنا ولكن حالة الصمت تهيمن على الجميع فى مطار جدة. وفى منتصف اليوم جاء فى المطار أتوبيس كبير بثلاثة أدوار ليحمل عددا من المعتمرين للوصول إلى الطائرة الوحيدة التى سوف تقلع على حد قولهم، ولكن ما حدث هو إهانة كبيرة للمصريين فبعد أن ركب حوالى 5 آلاف معتمر تم إلقاؤهم فى جبل يتواجد أعلى مطار جدة، وكأن الطائرة تقلع من الجبل، وكعادتنا كمصريين نستنجد بأى شىء حتى ولو كان كذبا وادعاء. وطوال اليوم، ونحن فى حالة رعب مما يمكن أن يحدث وأبقينا فى حالة عدم علمنا بأى شىء حتى سمعنا همسات تؤكد أن هناك طائرتين سوف تصلان المطار وبدأنا نستعد بخطوات سريعة حتى نلحق أى واحدة منهما، وبالفعل عندما جاء نظرنا على الطائرة الكل بدأ يهتف (الله أكبر - الله أكبر) بعد معاناة 24 ساعة، ووصلنا إلى أرض الوطن، وبدأت المشقة الأخرى حالة من عدم النظام والترتيب والفوضى فى طريقة وضع الحقائب ولا يوجد أيضا مسئول فالبعض اضطر إلى العودة إلى منزله والمجىء يوم آخر للبحث عن الأمتعة. ويقول طارق، بعد وصولنا إلى مهبط الطائرة وتعمد حوالى 19 معتمرا عدم النزول من الطائرة حتى تتدخل السلطات المصرية لعودة كرامتهم. وأيضا حوالى 18 معتمرا أصروا على تحرير محاضر ضد السلطات السعودية بسبب سوء المعاملة التى تعرضوا لها من قبل موظفى الخطوط الجوية السعودية 27 ساعة!! بينما أكد مصطفى حسنى - أن ما تعرض له المعتمرون هو مهزلة حقيقية يجب تدخل جميع المسئولين محاولة لاستعادة هيبة وكرامة المواطن المصرى فهو عاش نحو 27 ساعة فى مطار جدة وكأنها 27 سنة بدءا من تواجده فى المطار فقالوا له إنه تم تأجيل مواعيد الطائرات حوالى 4 ساعات، فلابد من الانتظار بالإضافة إلى أن إجراءات العودة لم تنته، ومن هنا بدأت رحلة المذلة والعذاب، فهناك سير واحد فقط خاص بمصر هذا السير هو الذى يزن الحقائب فبدأنا الطابور حوالى الساعة 4 فجرا حتى الساعة 7 المغرب لمجرد الانتهاء من إجراءات وزن الأمتعة، خاصة أن هناك عربية واحدة فقط هى التى تنقل الحقائب والناس هى التى بأيديها تنقل الشنط وتضع عليها الأرقام وتربطها حتى ننتهى فى أسرع وقت، وكل هذا ونحن خارج المطار حوالى 15 ساعة فى نقل الأمتعة. وبعد هذه المعاناة بدأت رحلة مشقة دخولنا المطار وختم جوازات العودة، ففى مطار جدة حوالى 5 صالات رحلة للخطوط التركية وأخرى للخطوط التونسية وغيرها، فالكل فى حالة تكدس، ولكن لا توجد خطوط لرحلات عودة المعتمرين إلى مصر، فبدأنا نسأل ولا أحد يجيب حتى تدخل رجل سعودى، وجعلنا نذهب إلى صالة أرضية لا تصلح للاستخدام الآدمى لا يوجد طعام ولا شراب، والغريب أن معظم المطاعم فى المطار مغلقة والموجود بها يباع زجاجة المياه ب 30 ريالا على الرغم من أنها لا تتعدى 2 ريال، وفى هذه الصالة وجدنا كولدير مياه، ولكنها تشبه مياه المجارى، وكأنهم متعمدون إذلالنا والساعة تقترب من ال 8 مساء ولا أحد يعلم متى سوف تنتهى هذه المهزلة والناس بدأت تبدو عليهم حالة الهياج العصبى الكل واقف مكتوف الأيدى لا يجرؤ على التصرف حتى لا يصيب المتواجدين بسوء، وبعد ساعات طويلة تم نقلنا إلى صالة رقم 2 وبدأوا فى توزيع وجبات غير آدمية على الجميع وكأننا سجناء من أكل أكل ومن لا يأكل لا يهم المهم أنها وجبة وبس كده، ثم جاء بعض السيدات وأخذن جميع السيدات الموجودات للتفتيش والبعض الآخر لتفتيش الرجال، ولكن التفتيش كان يتم بطرق غريبة للغاية بل وصل إلى تفتيش السيدات ذاتيا وكأننا نشبه اللصوص وبعد التفتيش وجدنا خارج الصالة الجيش وحوالى 20 عسكريا وبدءوا يتحكمون فينا ويفرضون كلامهم علينا والعساكر واقفة من خارج الزجاج يتبادلون الضحكات على عدم معرفتنا كيف نخرج من المطار وبقينا حتى حوالى الساعة الحادية عشرة صباحا حتى دخل أول أتوبيس ينقلنا إلى الطائرة حتى وصلنا إلى أرض الوطن وحتى وقتنا هذا لا نعلم ما سبب ذلك ؟!! تكدس ومن جانبه أكد وليد العلومى مدير العلاقات العامة فى الخطوط الجوية السعودية أنه دائما العشرة الأواخر من شهر رمضان تفرض علينا حالة من التكدس غير الطبيعية، ولكن هذا العام شهد أمرا غير متوقع يرجع السبب إلى أن معظم متعهدى شركات العمرة السياحية أوصل بعض المعتمرين للمطار قبل مواعيد رحلاتهم الأصلية بمدة وصلت إلى 4 أيام فى بعض الأحيان، مما أدى إلى تكدس مطار جدة بشكل ملحوظ وبالتالى صدرت أوامر من قبل مطار القاهرة الدولى برفض استقبال أى طائرات من جدة حتى ننتهى من أزمة الارتباك فى المطار مما أصاب المعتمرين بحالة من الإصرار على الرحيل فورا، وبالتالى تم تأجيل أكثر من 10 أفواج على الأقل. أما عن سوء معاملة المعتمرين هذا العام فأنكر العلومى كل هذه الشائعات ورفض ربط ما حدث بالأحداث السياسية التى تشهدها ثورة مصر. وأكد أنه لو كان من الممكن أن تتدخل الأمور السياسية فى موسم العمرة فكان من الأفضل عدم تسهيل الإجراءات من البداية، خاصة أن الإقبال على العمرة هذا العام شهد حالة من الرواج بسبب أعداد المصريين الذين يقومون بأداء العمرة حيث وصلت نسبتهم إلى 90% من المعتمرين هذا العام. وأخيرا وجه العلومى مدى استيائه مما حدث للمعتمرين هذا العام. أزمة!! ومن جانبه أعرب ناصر تركى نائب رئيس غرفة شركات السياحة ورئيس لجنة السياحة الدينية عن مدى استيائه الشديد لما شهده موسم العمرة هذا العام، فمنذ بداية الموسم كانت هناك علامات تشير إلي الدخول فى أزمة بدءا من أن شركات السياحة تشكو من نقص فى عدد مقاعد الطائرات. ومن هنا يتسبب فى خلق أعداد كبيرة من المعتمرين المتخلفين مما يخلق حالة من التكدس سواء فى مطار جدة أو فى مطار القاهرة الدولى، وأكد أن هناك العديد من الإجراءات القانونية التى سوف يتم اتخاذها بدون وقفات احتجاجية أو مليونية نحن لا نترك أى دولة تتعمد إهانة المواطن المصرى. بالإضافة إلى أنه سوف يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لأن هذه الأزمة أثرت بشكل ملحوظ وسلبى فى شركات السياحة، وخاصة أنه لابد من محاسبة لكل من له يد فى هذه الأزمة لأن أسعار تذاكر الطيران فى العشرة الأواخر من شهر رمضان ترتفع نسبة كبيرة تصل إلى 80% من سعرها فى بداية الموسم وأكد أن غرفة السياحة فى انتظار نتائج التحقيقات التى تجريها السلطات السعودية وذلك لاتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار الأزمة خاصة أننا فى أعقاب بداية موسم الحج.