بعد أن ظهرت نتيجة الثانوية العامة.. أصبح الشاغل الأكبر لطلابها وأولياء أمورهم هو تحديد الكلية، والقبلة التي سيتجهون إليها. فهل سيدخلون كلية عسكرية خاصة بعدما برزت القوات المسلحة علي الساحة؟ أم سيدخلون كلية مدنية أو ملكية كما يطلق عليها. فما بين مؤيد وراغب تختلف الآراء. لذلك تحدثنا مع الطلاب لنري أحلامهم، واختياراتهم تحدثت مع ضياء الدين أحمد - الصف الثالث بمدرسة الأورمان الثانوية والذي قال: لم يخطر ببالي أبداً أن أدخل في يوم من الأيام كلية عسكرية لكن بعد ما حدث في الثورة، وأنا كنت أحد المشاركين بها أعجبت كثيراً بموقف القوات المسلحة وأعجبت أكثر بطريقة معاملة ضباطها وجنودها مع الشعب، وتمنيت وقتها أن أصبح فرداً منها لما لمسته بنفسي من ثقة وحب متبادلين بينهم وبين الشعب المصري كله بعكس رجال الشرطة. لذلك فقد ذهبت إلي أحد فروع مكاتب تنسيق الكليات العسكرية، وسحبت ملف قبول وأنتظر الآن النتيجة حتي أحدد أية كلية عسكرية سأقدم باسمها. الكل سواسية أما شهاب عبدالرحمن فيري أن دخول كلية مدنية أفضل بالنسبة له من الالتحاق بكلية عسكرية لأنه عندما يختار التخصص الذي يريده ويفضله ويدخله ثم يجتهد فيه ويتقنه فهو بذلك يخدم وطنه ويساعد في بنائه وتنميته. ويقول شهاب: الحقيقة أن بناء مصر في وقت السلم لايقل أهمية عن مهمة الدفاع عنها في وقت الحرب، والكلية المدنية أيضاً لاتقل أهمية عن الكلية العسكرية فكلهم سواسية لكنها تختلف من ميول طالب لآخر. وأنا عن نفسي أريد أن أدخل كلية العلوم قسم كيمياء حتي أصبح عالماً وأفيد بلدي بكل ما سأتوصل إليه، ولن أكون مثل علمائنا الذين سافروا للخارج وتركوا البلد. وبذلك سأخدم بلدي مثلما سيخدمها الطالب الذي سيتخرج من الكلية العسكرية وسيصبح ضابطاً. وظيفة مضمونة يقول حسام صلاح الدين - 3 ثانوي: منذ أن كنت صغيراً وأنا أتمني أن ألتحق بكلية من الكليات العسكرية لأنها مضمونة ومستقبلها واضح غير مبهم كباقي الكليات التي يتخرج منها سنوياً آلاف الطلاب وينضمون لزملائهم علي قهوة العاطلين ففي الكليات العسكرية بمجرد أن يتخرج الطالب برتبة ملازم يعمل علي الفور في وظيفة مرموقة وبراتب مغر، كما أن لقب ضابط الجيش يجعل صاحبه يشعر بالفخر وأيضاً المسئولية تجاه وطنه. لكن للأسف اختباراتها صعبة وذكية للغاية لاينجح فيها سوي المتميزين فقط بالإضافة إلي الكشف الطبي الذي يحتاج إلي جسم سليم 100%، لكني وبالرغم من كل ذلك، فأنا ذهبت وسحبت ملف التقديم، وفي انتظار استكمال باقي الأوراق حتي أتقدم للكشف الطبي. مشكلتي هي كوني فتاة نسمة صلاح هي طالبة بالصف الثالث الثانوي متفوقة في دراستها حصلت علي 98% في الصف الثاني الثانوي كانت تتمني أن تصبح ضابطة في الحربية لكن مشكلتها أنها فتاة. تقول نسمة: وأنا صغيرة كنت دائماً أشاهد الأفلام التي تتحدث عن البطولات المصرية منذ حرب 56، وحتي حرب 73 وكنت أتمني أن أكون واحدة من الأبطال الذين شاركوا في هذه الملاحم لكن للأسف أنا فتاة ولاتوجد فتيات يدخلن أي كليات عسكرية إلا عندما يفتح المشير باب الالتحاق للفتيات لمدة سنة لكن في مجالات محددة كالإعلام والطب والتمريض. لذلك فقد قررت أن أدخل كلية الإعلام، وبعدها أدخل دورة لمدة ستة أشهر في القوات المسلحة لأصبح ضابطة فيها وأخدم بلدي بصورة أخري. شروط صعبة (للمتميزين فقط).. بهذه ا لجملة بدأ معي خالد صالح الطالب بالصف الثالث الثانوي، والذي يري أن الكليات العسكرية للمتميزين فقط، حيث إن شروط الالتحاق صعبة للغاية، وتحتاج إلي مجموع محدد في مواد بعينها مثل كلية الدفاع الجوي التي تشترط 70% في مادة الفيزياء. هذا بالإضافة إلي الكشف الطبي الذي نادراً ما يمر أحد منه، وأيضاً اختبارات اللياقة البدنية التي تحتاج لطالب رياضي يمارس إحدي الألعاب الرياضية، ولاننسي اختيار كشف الهيئة. وحتي لو نجح الطالب في كل ذلك، والتحق بأي كلية عسكرية، فسيعيش حياة عسكرية صعبة لايستطيع أن يتحملها إلا الشخص المعتاد عليها.. يكفي أن الطالب لن يحصل علي أية إجازة إلا يومين في الأسبوع، وحتي بعد التخرج لن يستطيع أن يعيش حياته كما يريد. دفعة جديدة قابلت اللواء مراد عصمت - مدير الكلية الحربية، والذي قال لي: إن المشير حسين طنطاوي - القائد العام رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد صدق بالفعل علي الإعلان عن قبول دفعة جديدة بالكليات والمعاهد العسكرية (حربية - بحرية - جوية - فنية عسكرية - دفاع جوي - معهد فني - معهد فني تمريض إناث) دفعة أكتوبر 2011، وذلك من الطلاب حملة الثانوية العامة والثانوية الأزهرية، والشهادات المعادلة وحملة الشهادات الثانوية الصناعية، وما يعادلها. كما أن هناك شروطاً عامة للقبول، وضعت في كراسة توزع علي كل المتقدمين للكليات، وتحتوي هذه الكراسة علي كافة الشروط التي لابد أن تتوافر في الطلاب الراغبين في الالتحاق بأي كلية من الكليات العسكرية. وقد بدأ بالفعل تقديم طلبات الالتحاق منذ يوم 25/6/2011، لذلك تم توفير مكتب رئيسي بالكلية الحربية لأخذ الطلبات وثلاثة مكاتب فرعية بالإسكندرية وأسيوط، والمنيا حتي تغطي جميع أرجاء الجمهورية، وحتي لايضطر أي طالب يقطن خارج القاهرة أن يأتي إليها لكي يقدم طلب الالتحاق بالكلية التي يرغب بها. وهنا سألت اللواء عصمت عن حجم الإقبال علي الكليات العسكرية هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، فأجابني قائلاً: بالفعل لقد لاحظنا زيادة الإقبال علي الكليات العسكرية هذا العام، وبناء علي ذلك فقد قمنا بزيادة فترة سحب ملفات القبول حتي يوم الخميس الموافق 4/8/2011 لكي يتمكن كل الراغبين في التقدم من سحب الملفات، وأيضاً تم تخصيص خطوط تليفونية للاستعلام الصوتي، وخدمة الطلاب. وعن الجديد هذا العام يقول اللواء مراد عصمت: لقد لاحظنا في السنوات السابقة أثناء اختبارات الطلاب الراغبين في الالتحاق بالكليات العسكرية انخفاض الحد الأدني من المعلومات عن مصر، ومن هنا فكرنا كيف يكون هناك ضابط لايعرف حداً أدني من معلومات عن بلده؟ هذا بالإضافة إلي الأحداث التي تعيشها مصر الآن، فوضعنا شرطاً من ضمن الشروط وهو عمل اختبار تحريري وشفوي لكل المتقدمين بالإضافة إلي اختبار في اللغة العربية لأن ضابط القوات المسلحة من المفترض أن يتحدث بلغة عربية صحيحة للجنود.