في الساعة العاشرة صباحا يزداد الشارع ضوضاء ليصل للقمة الساعة الثانية ظهرا، حيث يتحول الشارع الهادئ الراقي المسمي بشارع وزارة الزراعة المؤدي إلي نادي الصيد في منطقة الدقي إلي سويقة كبيرة لا تجرؤ أن تمر به بسيارتك، حيث يفترش الأرض خلال هذه الساعات عشرات الباعة الجائلين بكل ما تتخيل وقد يصل له تفكيرك، فالأجهزة الكهربائية والملابس والإيشاربات وحقائب الأطفال وأحذيتهم بأسعار بسيطة، أمامك علي هذا الرصيف المواجه لوزارة الزراعة والهيئات التابعة لها رغم وجود منافذ بيع لوزارة الزراعة وهناك ستجد مئات الموظفات أمام هذه المنافذ لشراء منتجاتها في طريق عودتهن لبيوتهن لذا فزبون هذه المنطقة هو الموظفة أو الموظف الذي يبحث عن السعر المنخفض ويبحث عن توفير الوقت لذا فهم يشترون الطلبات في طريق عودتهم في الثالثة لبيوتهم. - مرحلة انتقالية علي ملاءة علي الرصيف افترش أشرف دبلوم زراعي الرصيف والتفت حوله موظفات وزارة الزراعة يبيع الإيشاربات الحريمي بأسعار منخفضة للغاية وكذلك الجلاليب الحريمي والقمصان الرجالي. يقول أشرف: لي عام أقف هنا بعد ما حاولت مرارا أن أعمل في أي وظيفة، ولكن للأسف لم أجد ما أستطيع أن أبني به مستقبلي حتي أتزوج وأفتح بيتاً وأنا أسكن في بولاق قريب من هذه المنطقة الراقية ووجدت كمية الزبائن تصطف أمام منافذ بيع وزارة الزراعة ويشترون ممن يفترشون الأرض فقلت ولما لا؟! - الانصراف مع الموظفين هناء معروفة عند كل موظفة في وزارة الزراعة فهي تقوم بتجهيز الباذنجان والكوسة للحشو وتقطيع الخضار لتساعد كل موظفة وهي عائدة لبيتها فتشتري منها الخضار وتوفر وقتها. وتقول هناء: لا أذكر متي جئت لهذه المنطقة، ولكني منذ فترة طويلة وأنا أقوم بهذا وكل الموظفات يعرفنني وكل منهن يوصيني علي ما يحتجنه من المحشي فأعده لهن أو يشترين مني وهن عائدات من عملهن، فأنا متزوجة عامل (أرزقي) والحال هذه الأيام (ضنك) ولولا بعض الجنيهات التي أكسبها من تقطيع الخضار، لا أعلم كيف كنا سنعيش، وهو أفضل من الخدمة في البيوت، ونحن هنا مستقرون ، ولنا زبائنا والساعة 4 عصرا لا تجد أحداً يجلس منا فنحن نمشي مع مواعيد الموظفين.. - أم البائعين كذلك أم محمد تأتي بحلة كبيرة بها جبن قريش تبيعها وبيض بلدي تقول أم محمد : (تعودت منذ فترة طويلة أن آتي من البراجيل، حيث أسكن بهذه المنطقة وأبيع الجبن الذي أصنعه والبيض الذي تنتجه الفراخ البلدي التي أربيها وأبيعه هنا بالبيضة فالموظفات هنا يحبون هذه المنتجات ويشترونها وأنا هنا بمثابة أم لكل الباعة، فأنا أكبرهم وبيننا عشرة والحمد لله منذ فترة لم تأت (الإشغالات) لتطلب منا المغادرة أو تجري وراءنا فالحال مستقر والموظفات سعيدات بنا.