مشروع معبد الملك أمنحتب الثالث أكمل موسمه الثالث عشر والذى يهدف إلى حماية بقايا المعبد وإعادة تركيب وترميم قطعه إلى أماكنها الأصلية وإظهارها لزوار المنطقة ويشترك فى المشروع نحو 30 متخصصا من 15 دولة و300 عامل وأثناء هذه العملية يكتشف الكثير من الأسرار للمعبد وصاحب المعبد. الملك أمنحتب الثالث أمنحتب الثالث هو تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وهو من أم أجنبية ومن أعظم حكام مصر على مر التاريخ.. ظل فى الحكم لمدة 37 عاما وتوفى فى عامه الخمسين وتميزت فترة حكمه بالاستقرار... والملك أمنحتب الثالث له أكثر من زوجة ولكن أفضلهم كانت «الملكة تى» التى أحبها وفضلها عن بقية زوجاته رغم أنها لم تكن من أصول ملكية.. وهى والدة إخناتون أول من نادى بالتوحيد، وجدة الملك توت عنخ آمون. الكشف الجديد: اكتشفت البعثة المصرية الأوروبية برئاسة د.هوريج سوروزيان تمثالا ضخما للملك أمنحتب الثالث «1390-1352 ق.م»، وذلك أثناء أعمال الحفر الأثرى لمنطقة المعبد الجنائزى للملك أمنحتب الثالث بمنطقة كوم الحيتان بالبر الغربى بالأقصر، والتمثال منحوت من الألباستر ويصور الملك جالساً ومرتدياً غطاء الرأس الملكى «النمس»، كما زينت ذقنه باللحية الملكية، وقد عثرت البعثة على جسم التمثال مفصولا عن الرأس أثناء أعمال الحفر الأثرى داخل الممر المؤدى إلى الصرح الثالث للمعبد. ويقول د.زاهى حواس وزير الدولة لشئون الآثار إن هذا التمثال يعتبر أحد تمثالين صرحيين كانا يزينان مدخل الصرح الثالث لمعبد أمنحتب الثالث الذى يبعد 200 متر عن تمثالى ممنون، ولكنهما تهدما أثناء الزلزال المدمر الذى اجتاح البلاد خلال العصر الرومانى ودمر المعبد بالكامل ما عدا تمثالى ممنون. وهذا الكشف يعد من أهم الاكتشافات الأثرية لأنه يوضح أساليب الفن المختلفة فى مصر القديمة، وخاصة فن النحت، حيث إن هذا التمثال نحت من الألباستر الموجود فى مناجم هاتنوب فى مصر الوسطى، والذى نحت بها عدد قليل جداً من التماثيل الضخمة خلال العصور المصرية القديمة. والبعثة عثرت أيضا هذا الموسم على رأس لمعبود منحوت من حجر الجرانوديوريت، وذلك أثناء أعمال التنظيف والتوثيق الأثرى للمنطقة المركزية للفناء المفتوح والذى اكتشفت فيه أجزاء من الرصيف الأصلى له ويبلغ ارتفاع الرأس حوالى 5,28 سم وهى تصور معبوداً يرتدى باروكة ومازال جزء من اللحية موجوداً وفى حالة جيدة من الحفظ وقد تم نقل هذه الرأس إلى المخازن حيث تم لصق جزء من الأذن اليسرى الخاصة به والتى اكتشفتها البعثة فى مواسم سابقة. وقال محمد عبدالفتاح رئيس قطاع الآثار المصرية إن البعثة قامت بترميم وتجميع أجزاء من لوحة موجودة بالفناء العظيم للمعبد والتى نحتت من حجر الكوارتيزيت الأحمر الموجود بمناجم الجبل الأحمر فى هيليوبوليس. وكانت البعثة قد عثرت على 160 قطعة من هذه اللوحة ملقاة على الأرض حيث قامت بتنظيفها وتسجيلها تسجيلاً علمياً وترميمها وإعادة تجميعها مرة أخرى إلى شكلها الأصلى، وقد استطاع الخبراء ترميم غالبية أجزاء اللوحة والتى بلغ ارتفاعها 40,7م من أصل 9 م ، ويحتوى هذا الجزء على 25 سطراً من نص هيروغليفى يسرد أسماء وعدد المعابد التى بناها الملك أمنحتب الثالث وأهداها لأرباب طيبة. كما تم إعادة تركيب اللحية الملكية لرأس تمثال الملك أمنحتب الثالث المنحوت من الجرانيت الأحمر والمعروض الآن بمتحف الأقصر. أسطورة ممنون هما تمثالان للملك أمنحتب الثالث وهما جزء من المعبد الجنائزى الذى بناه أمنحتب الثالث فى طيبة الغربية، ونقرأ فى اللوحة التى أقامها الفرعون لتخليد بناء هذا المعبد «ما يعرف بلوح إسرائيل» وصفاً خيالياً له، حيث يقال إنه كان مبنياً من الحجر الجيرى الأبيض المغطى بالذهب وأن رقعته مغطاة بالفضة، ثم زال المعبد تماماً ولم يتبق منه إلا هذان التمثالان فما قصتهما؟ ظل التمثالان «اللذان يمثلان أمنحتب الثالث» سليمين حتى مجىء الاحتلال البطلمى لمصر، وفى عام 27 ق.م حدث زلزال أطاح بالنصف العلوى للتمثال الشمالى مما تسبب فى حدوث صوت موسيقى عذب ينتج من احتكاك الرياح ببقايا التمثال المكسور وقد حبك الخيال الإغريقى حول هذا الصوت أسطورة ملخصها أن هذا الصوت هو صوت ممنون المقاتل الإغريقى الذى قتل فى حرب طروادة والذى تشتاق أمه «إيوس» إلى رؤيته فتنساب دموعها الرقيقة والتى تتمثل فى قطرات الندى التى تنزل بعيد الفجر، وكان هذا سبباً فى تسمية التمثالين، وبالتالى فقد أصبح التمثالان كعبةً للزوار من أنحاء العالم لدرجة أن اثنين من الأباطرة الرومان قاما بزيارتهما وهما «هادريانوس» و«سبتيموس سيفروس» وقد قام الأخير بإصلاح التلف الحادث للتمثال الشمالى مما أدى إلى نتيجة سلبية وهى اختفاء الصوت الأسطورى لممنون مما أدى إلى انفضاض الناس عنهما للأبد.