لوس أنجلوس : جميل يوسف في الوقت الذي تبرأت فيه الكنيسة المصرية من مطالب «حماية دولية للأقباط المصريين»، شنت مجموعات من أقباط المهجر حملة علي قناتي «الكرامة» و«الرجاء»، متهمينهما بإذكاء روح الفتنة بين المصريين في الولاياتالمتحدة. واتهم أقباط المهجر موريس صادق «رئيس الجمعية القبطية بالولاياتالمتحدة» والقس مرقص عزيز، اللذين وجها دعوة للقس المتطرف «تيري جونز» المطالب بحرق المصحف، لحضور وقفة احتجاجية دعت إليها بعض منظمات الأقباط في الولاياتالمتحدة الجمعة المقبل بوصفه ضيف شرف! دعوة القس «تيري جونز» للاعتصام المفتوح أمام السفارة الأمريكية في واشنطن أدخلت أوساط النشطاء والحقوقيين الأقباط في واشنطن وسان فرانسيسكو وولايات أمريكية أخري في حالة من الجدل الشديد. فرأي كثير من المعتدلين من أقباط المهجر أن التعبير عن الغضب من أحداث الفتنة التي شهدتها مصر مؤخرا بوقفة احتجاجية أمر مشروع، مشيرين في الوقت نفسه إلي أن الوقوف أمام السفارة لا يجب أن يخرج عن كونه تعبيرا عن الرأي، فلا يتعدي لمطالب دعوة لحماية دولية للأقباط، كما لا يجب أن يضم التجمع أية شخصيات متطرفة أو تثير مشاعر المسلمين. في المقابل، ورغم سخونة الأحداث، دخلت قناة «الرجاء» القبطية علي الخط، لتهييج أقباط المهجر، في الوقت الذي بدأ فيه موريس صادق المحامي بالتعاون مع القس مرقس عزيز في تصوير «الدعوة للحماية الأمريكية» بوصفها مطلبا عاما للأقباط في الولاياتالمتحدة. ونظم صادق عدة لقاءات تمهيدية قبل الاعتصام المفتوح أمام السفارة، كما أجري عدة لقاءات مع حقوقيين أمريكيين، حيث نقل لهم ما أسماه «بالإجماع القبطي علي ضرورة تقديم المساعدة والحماية للأقباط المصريين»، ما أثار جمعيات مسيحية أخري، اعتبرت أنها لم توكل صادق بالكلام نيابة عنها، مؤكدة توجههم إلي السفارة الأمريكية الجمعة المقبل للتعبير عن الرأي، لا لتخوين المصريين. واعتبر مصدر بأحد الجمعيات القبطية - رفض ذكر اسمه - أن التصادمات الفكرية مع موريس صادق، تعدت الخلاف في وجهات النظر، إلي محاولة صب مزيد من الزيت علي النار باستضافة قس حرق المصحف، المتطرف تيري جونز. وأضاف المصدر : هناك تعاون ظاهر بين «صادق»، و«جونز»، معتبرا أن رأس مثلث الشر الثالث في هذا التعاون كان الأب مرقس عزيز، راعي كنيسة مصر القديمة السابق والموجود في الولاياتالمتحدة منذ فترة. كان موريس صادق، بالتعاون مع قناة الرجاء، وقناة «إي. بي.سي» الأمريكية، قد مولوا فيلما تسجيليا عن الأقباط في مصر، حوي كثيرا من المعلومات والوقائع غير الحقيقية، حسب مصادر حقوقية قبطية بالولاياتالمتحدة. وحسب المصادر نفسها، فإن بداية التعاون بين ثلاثي الشر ظهرت ملامحه في الحادي عشر من ديسمبر الماضي، عندما ضم صادق وعزيز القس جونز إلي تظاهرة احتجاجية أمام القنصلية المصرية في لوس أنجلوس، وهو ما رأي فيه باقي أقباط المهجر «صورة ليست مرغوبة لأنشطة الحقوقيين الأقباط في أمريكا». صحيح انكشفت صور بعض «الحقوقيين الأقباط» أمام بعض وسائل الإعلام الأمريكية، إلا أن هناك الكثير من قنوات أخري مازالت تعتبر نشاط «ثلاثي الشر» معبرا عن رأي كل أبناء المهجر الأقباط. من جانبهم، قالت مصادر قبطية توصف ضمن المعتدلين بالمهجر أنها تنسق لمظاهرة احتجاجية مضادة لمظاهرة «ثلاثي الشر» في عدة ولايات أمريكية للتأكيد علي أن أزمة الأقباط في مصر أزمة مصرية، في الوقت الذي شنت فيه نفس المنظمات حملة أخري لإرغام قناتي الرجاء عن الكشف عن مصادر تمويلهما بموجب «الشفافية» التي تنص عليها قوانين الإعلام الأمريكية تساؤل أقباط المهجر عن مصادر تمويل قنوات اقباط المهجر نتج من شبهة «التمويل القذر» الذي شاب سمعة عدة منظمات قبطية في المهجر. ربما فتح ملفات تمويل القنوات القبطية كان انعكاسا لإصرار موريس صادق، ومرقس عزيز علي التحرك من خلال المتطرف تيري جونز، فجونز وفق غالبية المسيحيين في العالم، صوت غير مقبول، وصورة مستفزة. بينما اختياره وفق هذا المبدأ، كان اختيارا أحمقا، بدعواته التحريضية علي الإسلام والذي - حسب المعتدلين الأقباط - سوف يزيد الأمور سخونة، وربما يزيد الأمر اشتعالا، حيث إن ردود أفعال السلفيين في مصر لن تكون متوقعة، ولا مقيدة.. وفق ما تشهده الساحة المصرية من صراع بين الليبراليين والأقباط من جانب، وبين المتطرفين السلفيين من جانب آخر.