أكد الروائي إبراهيم عبد المجيد أن جمعة إنقاذ الثورة ضمت العديد من الشباب والمثقفين فكانت اختبارًا حقيقيا أثبت فيه المصريون أنهم لن يفرطوا في ثورتهم ولن يتركوا ثمارها تقتطف، وأضاف أن بطء محاكمة رموز الفساد يقوي الثورة المضادة واصفا الشرعية القانونية التي تطبق للمحاكمة بأنها بطيئة كالسلحفاة وإلي نص الحوار. • ما هي رؤيتك للمشهد السياسي في مصر؟ - أنا متفائل علي الرغم من عدم تلبية أهداف الثورة سريعا لأنه في الآخر تستطيع أن تحمي الثورة نفسها، وأن تصر علي مطالبها وما حدث يوم الجمعة الماضي «جمعة الإنقاذ» وتظاهر آلاف المصريين من الشباب دون وجود الإخوان هو اختبار مهم جدا، فالثورة لن تضيع بسهولة، ولن يفرط فيها المصريون بسهولة وأنا أتمني أن يكون إيقاع مجلس الوزراء سريعًا، وأن يكون إيقاع المجلس العسكري سريعًا، فلا أرغب في تطبيق الشرعية الثورية بمعني الإدانة بدون أسباب واضحة، فأنا مع الشرعية القانونية ولكن الشرعية القانونية لا يجب أن تزحف كالسلحفاة بدليل أنه تم التأخر بشكل كبير جدًا في التحقيق في قتل المتظاهرين مما أدي لضياع الأدلة، ولا أحد يعرف شيئًا عن القناصة، لذلك فإن التحقيق السريع يضمن الحفاظ علي الأدلة لكن التقاعس يعطي فرصة للقتلة والمجرمين في أن يفوزوا بما فعلوه وهو ما يحزنني لأن التقاعس يعني الاشتراك في الجريمة وخاصة أن الجرائم واضحة. • هل البطء في الإجراءات من قبل المجلس العسكري تقصد به محاكمة رموز الفساد في النظام السابق أم التحقيق في قتل المتظاهرين؟ - البطء في الاثنين معا لأن الثورة قامت علي مجتمع فاسد وإذا كان هناك احتياج لوجود أدلة فيجب الإسراع في إثباتها، فقد تم التحفظ علي أموال صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور ومنعهم من السفر قبل «جمعة الإنقاذ» بيوم واحد، فلماذا كل هذا التأخر ومن المؤكد أنهم استطاعوا إخفاء أوراق مهمة، لذلك كان يجب التحفظ عليهم وبعد ذلك إن ثبتت براءتهم فأهلا بهم فنحن غير مصرين علي إلقاء التهم جزافا، لكن تركهم دون محاسبة هو إفساد للثورة وخيانة لهما. • شاركت في جمعة إنقاذ الثورة صف لنا مشاعرك؟ - كنت سعيدًا جدا بسبب وجود حشود كثيرة في ميدان التحرير وفي محافظات عدة وبدون وجود الإخوان لأن الإخوان انتهازيون، ففي بداية الثورة أعلنوا عدم مشاركتهم وبعد جمعة الغضب شاركوا بناء علي صفقات سرية غير معلنة منها اتفاقيتهم مع عمر سليمان، فقبل إجراء الحوار الوطني اجتمعوا بعمر سليمان منفردين وهذه ليست المرة الأولي لهم، فقد عقدوا اتفاقية في 2005 مع أمن الدولة قبل انتخابات مجلس الشعب وفازوا بال88 مقعدًا وأنا كنت فرحًا بفوزهم، وكتبت مقالا بالمصري اليوم، ولكن اتضح لي بعد ذلك أن نجاحهم كان اتفاقًا سريًا وكان هناك دعم من أمريكا وأوروبا لدعم الديمقراطية، فالإخوان انتهازيون دائما يبحثون عن مصلحتهم، لديهم طاقة كبيرة علي الكذب لا أعرف من أين يأتون بها علي الرغم من أنهم يرفعون شعار الإسلام، لذلك فعدم ظهورهم في «جمعة الإنقاذ» أسعدني ليس لانني لا أرغب في وجودهم ولكن كي يظهر حجمهم الحقيقي. • تحدثت عن اتفاق كان بين اللواء عمر سليمان وبين الإخوان فهل لديك تفاصيل عن هذا الاتفاق؟ - لا توجد تفاصيل ولكن المسألة كانت واضحة، فقد التقي بهم قبل الحوار وبدأ حواره مع القوي الوطنية قائلا: إن الإخوان رافضون لكنها فرصة عظيمة لهم وتصوري أنه قال لهم سأعطيكم فرصة لتشكيل حزب واعترف به. • ولكن هل طموح الإخوان يقف عند حد الاعتراف بحزب أم أنهم يطمعون فيما هو أكثر من ذلك؟ - طموح الإخوان منذ نشأتهم هو (حكم البلد لكن عمرهم ما حيحكموا البلد) لعدة أسباب: أولها إن طبيعة الشعب المصري ترفض ذلك، فإذا كان الشعب المصري انضم لهم سابقا فهو بسبب الفقر فالشعب المصري متدين ويعرف ربنا بدون الإخوان، والسبب الثاني: أن مصادر الإخوان نفسها الآن في طريقها للتغير ومنها مصادر الفكر الوهابي بالسعودية. والسبب الثالث: أن الثورة أظهرت جيلاً من الشباب في الإخوان نفسهم والذين رفعوا شعار الدولة المدنية المسلم والمسيحي يد واحدة فهناك فرق كبير بين شباب الإخوان والأجيال السابقة. • ألا تتفق معي في أن نتيجة الاستفتاء أوضحت أن هناك فجوة كبيرة بين النخبة والشعب، فالنخبة التي قالت (لا) لا تتجاوز ال22 % أي أن النخبة تتحدث مع نفسها؟ - السبب هو أنه يوجد أكثر من 10% مسنين فوق الستين من العمر لأول مرة يذهبون فيها للاستفتاء وهؤلاء ناس طيبين بعضهم فقراء وبسطاء قالوا نعم علشان البلد تمشي، وفرحين لأنهم ذهبوا للاستفتاء، وموضوع الجنة والنار لم يؤثر ومن تأثر بالإخوان لا يزيد علي 20% ولكن يوجد علي الأقل 10 ملايين لا يوجد لديهم أي أفكار أو توجهات سياسية، هذا بالإضافة إلي أن الأحزاب علي مدار ال30 عاما الماضية لم تستطع أن تصل إلي الناس، فلم تفهم الناس السياسة وصورتها علي أنها أكل العيش فقط فالناس التي قالت نعم قالت كي تمشي الحياة، فبعد 40 سنة من الصعب أن تتغير الناس في يوم وليلة. • هل النخبة هي من عزلت نفسها أم أن تهميشها كان بقرار؟ - في العشر سنوات الأخيرة وفي برامج التوك شو لا نجد المثقفين أو أدباء، كل الضيوف من الصحفيين ممن يعملون في جرائد الحكومة، والأديب يأتي مرة في السنة، لذلك فإن تهميشهم مقصود في مقابل جماعات تنفع بعضها، ولكن هل رأيت في أي قناة سواء فضائية أو مصرية الأديب الكبير بهاء طاهر أو صنع الله إبراهيم أو محمد البساطي أو أحمد عبد المعطي حجازي أو مفكرين كحسن حنفي الذي لم يظهر أكثر من مرة في السنة وتكفيرهم أسهل شيء، وأصبحت الوجوه الصحفية هم من يعتمدون عليها، فالمثقفون لم يختاروا العزلة ولكن تم عزلهم فالتليفزيون المصري عندما كان يسجل برنامجًا معي علي سبيل المثال يعرض الحلقة بعد منتصف الليل. • كيف يمكن إخماد الثورة المضادة في مصر؟ - أري أن هناك تقصيرًا من المجلس العسكري ومن مجلس الوزراء في أشياء أساسية منها ضرورة تغيير المحافظين وحل المجالس المحلية وانتخاب عمداء الكليات وتغيير القيادات الإعلامية بالتليفزيون، فهذا التقصير يشجع الثورة المضادة وفلول الحزب الوطني، وهذا التباطؤ غير منطقي، فمن يرفض التغيير يعطي إشارة بأنه يعرف الحقيقة كما لم يعرفها غيره وهذه ديكتاتورية، فكل النظم السابقة التي وصفت بالديكتاتورية كانت تتوهم أنها تعرف مصلحة الشعب كما لا يعرفها الشعب فاحتكار الحقيقة ديكتاتورية والمفروض أن الثورة لها مطالب لا يختلف عليها اثنان، فلماذا يتأخر هذا، بالإضافة إلي أن الحزب الوطني لا يحتاج إلي تطبيق الشرعية القانونية بل من المفروض أن تطبق عليه الشرعية الثورية، فالثورة قامت لحل هذا الحزب برموزه الفاسدة، أي أن حله لا يحتاج للقضاء، فتاريخ هذا الحزب ليس سياسيًا، بل هو تاريخ من البلطجة والقتل، فهو صاحب موقعة الجمل، فقد خرج من السياسة للقتل والجريمة، فالشرعية الثورية كانت لابد أن تطبق سريعا ويحل الحزب وتؤول مقراته التي استولي عليها للشعب، وأنا كنت أتمني أن يحله المجلس العسكري للحفاظ علي الشرعية الثورية. • هناك من يري أن حل أي حزب يتعارض مع الدولة الديمقراطية التي ننادي بها؟ - حل الحزب الوطني بالذات يعني أننا ننفذ مطالب الثورة ونحافظ علي شرعيتها لأنه كان سببا في قتل أبرياء وسفك دماء شباب مصر. • ما رأيك في دعوة الحزب لتطهير نفسه؟ وهل الحزب الوطني له برامج أم أنه حزب مصالح ؟ - الحزب الوطني حزب أشخاص تافه، فقيادات الحزب تعمل في التجارة ونهب الأراضي ورجال الأعمال دخلوا خصيصا لذلك والصف الثاني في الحزب مستفيد من الحزب بشكل أو بآخر، والقاعدة العريضة بسطاء دخلوا الحزب كي يجدوا فرصة عمل من خلال وجودهم بجانب قياداته، فكل برامجه ( زبالة) ولا يوجد في برامجه أية أفكار سياسية، فهم أناس أونطجية ونصابين. • هل أنت مع تغيير عمداء الكليات لمجرد الاحتجاج علي وجودهم لأنهم كانوا ضمن المنظومة القديمة دون أن يثبت تورطهم في فساد مالي؟ - لا هذا ولا ذاك، فعمداء الكليات ورؤساء الجامعات في العالم كله يتم تعيينهم بالانتخاب، وفي مصر قبل ثورة 23 يوليو كانت بالانتخاب لذلك فنحن نرجع الديمقراطية لوضعها الحقيقي، وكان المفروض بعد تنحي الرئيس أن يقدموا استقالتهم، وأنا أركز علي العمداء لأنهم مثقفون وعليهم التصرف بشكل يليق بمستواهم التعليمي، فقيمة أي عميد جامعة بإنجازه الفكري وموقفه الذي يذكر للأبد وإذا لم يفهم ذلك فيكون رجل أمن دولة واستمرارهم في منصبهم رغما عن إرادة الجميع يؤكد تورطهم مع النظام السابق. • كيف تري الإعلان الدستوري والإصرار علي عدم وضع دستور جديد للبلاد؟ - في البداية وجدت أن المجلس العسكري طرح التعديلات الدستورية للنقاش حتي لا يرجع في كلامه لأنها كانت مطروحة قبل ذلك وأعتقد أنه اعتبرها غلطة، وعند انقسام الرأي حولها وجد ضرورة إعلان دستوري تداركا للخطأ وكنت أتمني ألا تترك المواد الخاصة بحرمان المتزوج من أجنبية من الترشح للرئاسة فضلا عن استمرار وجود صلاحيات للرئيس في الدستور، فمن يقلص سلطات الرئيس القادم، هل سيقلصها مجلس الشعب أم الرئيس وإذا كانت في يد مجلس الشعب الفترة القادمة فمن سيضمن ألا يؤثر الرئيس القادم علي المجلس؟! لذلك كان لابد من تقليص سلطات رئيس الجمهورية فرئيس الجمهورية في النظام الرئاسي لابد أن يراقب من البرلمان ويخضع لسلطة البرلمان وألا يكون رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئيس المجلس الأعلي لوزارة الداخلية، فهذه الصلاحيات أضيفت بدليل عدم وجودها في أي من الدساتير العالمية ولا حتي الدساتير المصرية أيام الملكية، فأنا متخوف من مجلس الشعب مع كل احترامي لمن سيدخل المجلس في الفترة القادمة ولكن لا أحد يعلم ما سيحدث من توافق بين المجلس والرئيس الجديد وندخل في الدوامة من جديد.. فمادام وضع إعلان دستوري كان يجب تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية. • هل تري أن عدم طرح مواد الإعلان الدستوري للاستفتاء إجبار لإرادة الشعب؟ - لا أجدها إجبارا وأري أنهم تسرعوا في التعديلات الأولي ولأنهم لا يستطيعون التراجع عن التعديلات أصدروا الإعلان الدستوري، وتوجد مواد من الإعلان الدستوري موجودة في الدستور القديم وتوجد مواد ثابتة في كل الدساتير والإعلان تضمن أكثر من 60 مادة وتم وضعه في أسبوع وكان يمكن وضع دستور جديد للبلاد. • كيف تري الحوار الوطني الذي بدأت جلساته؟ وما جدواه بعد أن أصدر المجلس إعلانا دستوريا وتعديلات دستورية؟ وهل تراه ممثلا من كافة القوي السياسية في مصر؟ - جدواه ضعيفة ولا أري شباب الثورة ممثلا فيه فأي اجتماع بدون 80% من شباب الثورة ليس له جدوي، فوجوه الأحزاب المصرية كلها معروفة وكلامها معروف والمفكرون كلامهم معروف والجديد هو الشباب الذي فجر الثورة. • بدأ الحديث عن الدولة الدينية يأخذ حجمًا كبيرًا من مناقشات الشباب، بل إنها انحصرت كلها في إما دولة علمانية أو دولة دينية، فما تعليقك؟ - أنا أري أن النقاش طبيعي وهو يعقب الثورات وخاصة أن المجلس العسكري تأخر في كثير من الإجراءات، بعض الناس يعتقدون أن الثورة شجرة أثمرت، ولابد من اقتطاف ثمارها فيتسرعون وهو ما حدث من قبل السلفيين، فلم نكن نسمع عنهم في مصر فكانوا في المساجد فقط ولكن مؤخرا استخدمهم أمن الدولة لضرب الإخوان وأعتقد أن السلفيين أو غيرهم لن يستطيعوا اقتطاف ثمار الثورة. • هل يمكن أن تقام دولة دينية في مصر؟ - المصريون لن يتقبلوا ذلك فمصر لم تكن في يوم من الأيام دولة دينية وخلال ال40 عامًا لم يفعلوا شيئًا سوي رفع الشعارات الدينية وكأنهم هم وحدهم المؤمنون ولكن الناس عندما تكون متعلمة وظروفها الاقتصادية جيدة تكون قادرة علي مواجهة أي رجعية، فالتفكير السلفي يصل للفقراء أكثر مما يصل للأغنياء، ويجد صدي للمحتاج الذي يري أن الآخرة أحسن من الدنيا. • ولكننا مازلنا فقراء، فهل هذا يعني إمكانية سيطرة التيارات الدينية علي الحياة السياسية في مصر؟ - مازلنا فقراء، وسنأخذ وقتا ولكن مع الأفكار والشباب وأفكارهم الجديدة والأحزاب التي ستتكون ستتغير والدولة أيضا لديها دور وأنا متفائل فستكون هناك فرص عمل جديدة وزيادة في المرتبات. • كيف نستطيع دمج التيارات الدينية داخل الحياة السياسية؟ - من خلال الحوار وليس بالقوة إلا لمن يخطئ ويستخدم الدين في القتل والإرهاب والاعتداء علي الآخرين ولكن قبل الحوار يجب التأكيد علي رفع الحالة الاقتصادية للمصريين وهذا متاح لأن المصريين تم إفقارهم عمدا. • هل توافق علي قانون الأحزاب الجديد؟ - أري أن الأحزاب يجب أن تشكل بالإخطار فقط، ويجب الحفاظ علي مادة واحدة وهي ألا تقام علي أساس ديني أو طائفي، ثم إن تحديد عدد معين لأعضاء الحزب ليس دليلاً علي الجدية لأنها تأتي مع الزمن واستمرار الحزب فالأحزاب القوية تستمر والضعيفة تسقط، وأنا مع إلغاء الدعم لأن من يعمل في السياسة لا يجب أن يتلقي أموالا كي يصبح حرا. • ما هي مكتسبات ثورة 25 يناير بالنسبة للمثقفين والكتاب؟ - أهم مكتسب للثورة هو حرية التعبير وعدم تدخل أمن الدولة في التعيينات أو تصاريح دور النشر وأن كل واحد أصبح آمنا علي أولاده ومستقبلهم وعدم تعرض الشرطة لهم بقانون الطوارئ أو تعذيبهم في أقسام الشرطة، وعلي المستوي الإنساني الناس أصبحت تحترم بعضها وتحب بعضها وأصبح هناك من يحمي الوطن وليس سداحا مداحا ولا أحد يستطيع سرقته، فأمامنا 40 سنة قبل أن يفكر أحد في سرقة الوطن بالإضافة إلي حرية الصحافة وحرية تشكيل الأحزاب. • هل تفاجأت بسلوك الشعب المصري أثناء الثورة؟ - إلي حد ما تفاجأت ولكني استوعبته سريعا لأني أعرف أن ما أصاب المصريين من تغير سلوكي لم يأتِ من فراغ ولكنه جاء نتيجة الحاجة والضغط العصبي اللذين يعيشون فيهما، وعندما نجحت الثورة حدث نوع من الارتياح رغم أن المطالب الاقتصادية والاجتماعية لا تزال صعبة، لكن الارتياح حدث عندما خلعوا رأس النظام فعادوا لطبيعتهم الهادئة، فالمصريون شعب جميل متضامن في السراء والضراء. • هل ستكتب رواية عن ثورة 25 يناير؟ - سأصدر كتابا عن مشاهد من الثورة أثرت في عندما كنت في ميدان التحرير، مشاهد وأحسست بها كرجل من جيل حرب أكتوبر وممن عاصروا ثورة 77، وأبرز المشاهد يوم «جمعة الغضب» واللجان الشعبية التي كانت تحمي المتحف المصري، وسمعت أعظم كلام من المتظاهرين حتي أن دموعي نزلت عندما رأيت رجلاً فقيرًا بسيطًا وجهه وجسده محروق كان يحمي المتحف المصري وقال لي أنا أحمي مصر وأحمي تاريخها، وشاب آخر قال لي أنا خريج تجارة إنجليزي ولن أقول لك ماذا أعمل لأنك ستحزن لذلك فإنه نظام منحط جعل مصر في عبودية، وقد عرفت أنه سيحدث انسحاب جماعي للشرطة في الساعة الرابعة والنصف عصًرا. • كيف؟ - لأنه أذيع في وقت واحد علي كافة القنوات الأرضية خبر غريب جدا هو عمليات سلب ونهب كبري في محافظات مصر ولم تكن الشرطة انسحبت وتذكرت فورًا مظاهرات يناير 77، فالمظاهرات بدأت صباحا وأذيع علي آخر النهار مثل هذا الخبر والشرطة أرسلت بلطجية، واتهم المتظاهرون بحوادث السرقة، وقلت لنفسي إن وزارة الداخلية تستخدم نفس الغباء السياسي ونفس السيناريو ونفس السلاح السري، سلاح البلطجة واللصوص فهي عملية منظمة. • كيف تري الوطن العربي مستقبلا في ظل الثورات التي حاكت الثورة المصرية؟ - أنا متفائل جدا فتونس فتحت الباب للثورة المصرية وفتحت مصر الأبواب للدول العربية لتنفس الحرية وتأثير مصر أكبر وأيضا تونس دولة عظيمة، فمصر مادامت خرجت فستخرج باقي الدول العربية وستنتصر في النهاية الشعوب العربية.