شهد العالم يوم السبت الماضى الموافق 19 مارس عام 2011 مشهدا رائعا عندما خرج عن بكرة أبيه.. رجالا ونساء وأطفالا.. يقفون فى طوابير منتظمة بالساعات، انتظارا لدورهم فى التصويت على الاستفتاء الدستورى لتعديل إلى بعض مواد دستور عام 1971. نكتب هذه السطور قبل إعلان النتيجة، وسواء كانت نعم أم لا هذا.. أمر لا يهم! فالأهم والأروع قد حدث.. خرج الشعب بكل طوائفه المسلم والمسيحى الرجل والمرأة.. الشاب والشابة.. الطفل والطفلة .. خرج الجميع ووقفوا فى طوابير طويلة تمتد إلى مئات الأمتار فى الشمس والهواء انتظارا لدورهم فى الدخول إلى مقر اللجنة والتصويت بنعم أولا وبالرقم القومى. كان مشهدا رائعا.. ومر اليوم فى هدوء وبلا صياح أو تداخل أو تسابق كان الجميع يقفون فى الطابور بلا ملل أو كلل. ويفسحون المجال للمسنين والشخصيات العامة لدخول اللجنة والانصراف دون اعتراض، بل بكل المحبة والاحترام والتقدير. لم يعكر ذلك اليوم الرائع إلا ذلك الحادث المريب والغريب، والذى وقع للأستاذ الدكتور محمد البرادعى الذى تعرض لرش الماء وقذف الحجارة والطوب على سيارته. هل كان هذا الحادث المريب صدفة عابرة أم تدبير وتخطيط؟ - من الذى يريد تعكير صفو اليوم التاريخى الرائع الذى خرج فيه أبناء الشعب المصرى ليدلوا بأصواتهم فى صناديق الاستفتاء وهم الذين يعزفون عن الذهاب إلى صناديق الاستفتاء أو الانتخاب فى عهود عبد الناصر والسادات ومبارك. وعندما خرجوا فى مشهد رائع يؤكد عظمة الشعب صاحب الحضارة العريقة.. إذا بنفر قليل يعترضون الدكتور البرادعى ويمنعونه من دخول اللجنة للإدلاء بصوته. هذا حادث خطير ويجب عدم التهاون فيه وتقديم الذين أقدموا عليه للمحاكمة وتوقيع أقصى عقوبة عليهم، بعد التعرف على الدافع الذى دفعهم لهذه الفعلة الشنعاء. ولكن هذا الحادث المؤسف لن يجعلنا لا نحتفى بذلك المشهد الرائع لشعب راق وصاحب حضارة علمت العالم، ومازال العالم يكتشف كنوزها وعلومها، ولقد صدق من قال : لا توجد حقيقة فى العالم إلا وخرجت من مصر. هذا الشعب العريق هو الذى قام بثورة 25 يناير وكان الشباب طليعته، وما أن شعر أبناء الشعب أن المسألة جد فى جد، وأنها ليست مسيرات فئوية، ولكنها ثورة ضد الفساد والظلم ومن أجل المستقبل، حتى التف الشعب بطوائفه وأطيافه بمسلميه وأقباطه، وتدافع الكل لحماية الثورة ولإسقاط النظام الفاسد قد تحاول بعض الفئات خطف الثورة أو القول بأنهم حموها.. فالكل يعلم أن الذى حمى الثورة هم شهداؤها الأطهار، الذين سقطوا وهم فى ريعان الشباب برصاص النظام الفاسد والحرامية الجشعين إن الله - سبحانه وتعالى- هو الذى حمى ثورة مصر وشباب مصر وليس تلك الفئة أو ذلك التجمع.. فقد جاء الشعب إلى ميدان التحرير فى القاهرة، وذهب إلى جامع القائد إبراهيم فى محطة الرمل بالإسكندرية، وتظاهر فى حى الأربعين بالسويس وخرج فى المنصورة وبورسعيد وفى محافظات الصعيد.. مستجيبا لثورة شباب مصر الذى يطالب بالتغيير والحرية والعدالة الاجتماعية. الشعب ثار وا نضم إلى الشباب ليسقط النظام الفاسد والتفت الجماهير حول الشباب وبرز المعدن الأصيل لشعب مصر ورغبته الأكيدة فى التغيير والحرية والعدالة التف الشعب حول ثورة 25 يناير لأنها ثورة جادة لوجه الله والوطن لهذا تحية وتعظيم سلام لشعب مصر العظيم