لم يكن أحد يتخيل هذا المشهد الرائع الذي تكرر في كل لجان الاستفتاء.. المشهد الذي أكد أن الناس في بلدنا تحلم بالأفضل وتبحث عنه وتسعي إليه، مشهد أجمل طوابير في حياة مصر.. طوابير يحلم أصحابها بالحرية والأروع لهم ولأولادهم ولهذا وقفوا في تلك الطوابير بكل حب وصبر وفرحة وهم واثقون أن صوتهم مهم ومؤثر. وبعيدا عن مصالح بعض الفئات من «نعم» أو «لا» فإن الغالبية العظمي ممن قالوا «نعم» أو ممن قالوا «لا»، كان يجمعهم هدف واحد هو مصلحة البلد حتي وإن اختلفوا في الإجابة التي تحقق لهم تلك المصلحة «نعم» أم «لا»، ولذلك لم يكن غريبا أبدا هذا الحماس الوطني من الجميع بمختلف الفئات والطبقات.. شبابا وبناتا.. رجالا ونساء وحتي الشيوخ حرصوا علي الإدلاء بأصواتهم في يوم رائع. وأطرف ما سمعت وأنا أقف في الطابور انتظارا لدوري في الإدلاء بصوتي ما قاله أحد الواقفين بأننا كنا لا نحتمل طابور عيش به عشرة أشخاص لكننا وقفنا بكل سعادة وصبر في طابور لا يقل علي الألف شخص ومستعدين للوقوف فيه أكثر من مرة مادام أن هذا يصل بنا في النهاية إلي «مصلحة البلد». نعم كان المشهد جميلاً ورائعا ومؤثرا لكن الآن نحن في مرحلة التمسك بهذا المناخ الديمقراطي وألا نسمح لأي تيار أن يسرقه منا.. نحن نريد التمسك بإيجابيات الثورة وعلينا أن نتمسك بحقنا في تقرير مصير بلدنا.. فلن تكون هناك أبدا عودة للسلبية ولن نترك البلد في يد فئة تبحث عن مصالحها فقط وهذا لن يحدث إلا إذا تمسكت الأغلبية التي لم تعد صامتة بحقها في تقرير مصيرها ومستقبلها هي وأولادها هذا الحق الذي لن تترجمه بعد الآن سوي صناديق الاقتراع.. علينا أن نتمسك بنفس المشهد الذي كان في الاستفتاء ونكرره في الانتخابات البرلمانية والرئاسية لنقول دائما كلمتنا التي لا نبحث بها عن مصلحة شخصية وإنما مصلحة البلد وهي الضمان الوحيد لمستقبل أولادنا.