منذ اليوم الأول الذى تولى فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة شئون البلاد، أثبت أنه على قدر المسئولية.. اختار الديمقراطية لتكون المنهج الذى يسلكه فى اتخاذ كل قراراته بدءا من تعطيل الدستور ومجلسى الشعب والشورى والذى جاء بناءً على رغبة الجماهير، وحتى الاستفتاء عليه، وبالرغم من ذلك لم يلهه عمله عن القيام بمهمته الرئيسية فى تأمين الحدود، وحفظ الأمن القومى للبلاد. قابلنا اللواء ممدوح شاهين - عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومساعد وزير الدفاع للشئون القانونية والقضائية لنستوضح منه ماذا سيحدث بشأن المرحلة القادمة ومهمة القوات المسلحة فيها. اللواء ممدوح شاهين منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير أعلنت القوات المسلحة تضامنها مع الشعب ومطالبه، فما السبب فى ذلك؟ بعد أن أصدر الحاكم العسكرى الرئيس السابق للبلاد قراره بنزول القوات المسلحة. نزل الجيش لكنه وجد الشعب المصرى فى ثورة عارمة، فتدخل وأعلن أنه يتضامن مع الشعب ومطالبه، وقد كان هذا واضحا منذ اليوم الأول للثورة، حيث لم تتخل القوات المسلحة عن الثورة، ولم نقف مع طرف لأن الذى كان يهمها هو مصلحة الوطن أولا وأخيرا وهذه هى المهمة الأساسية للقوات المسلحة.. أن تحافظ على الشعب وأمنه وسلامته من أى خطر يمسه، لذلك تدخلت باعتبادها القوة الأساسية المسئولة والقادرة على حماية الوطن. وما هى المهمة التى تتحملها القوات المسلحة منذ أن تخلى الرئيس السابق عن الرئاسة وسلمها إلى الجيش؟ - بعد أن تخلى الرئيس السابق عن السلطة .. تولت القوات المسلحة أمور البلاد التى كانت غامضة، والحقيقة أن المهمة كانت ثقيلة وغريبة لم تتعود عليها القوات المسلحة. لكن كانت لنا مبادئ مهمة كالخبرة والصدق وإدارة الأزمات اتخذها المجلس الأعلى للقوات المسلحة كأسلوب لضمان تسليم السلطة فى أقصر وقت لأن الحكم العسكرى يعكس حالة من عدم الاستقرار الذى يضر بالأمن القومى واستثمارات البلد. بالإضافة إلى أن المجلس الأعلى أصدر إعلانا دستوريا نص على تعطيل العمل بالدستور، خاصة أن الشعب كان يطلب تغيير المادة 76 و77 و88، وبالفعل قام المجلس بتشكيل لجنة من الفقهاء تمثل جميع فئات الشعب وقامت بالمطلوب. واستكمالا للأسلوب الديمقراطى الذى اتبعته القوات المسلحة منذ بداية توليها الحكم، قامت بعد ذلك بأجراء استفتاء على هذه المواد المعدلة، وكانت النتيجة كما رأينا، وكل ذلك من أجل الشعب المصرى ومصلحته. وأؤكد على ما ذكرته سابقا وهو أننا ماضون بكل عزم وثقة على تسليم السلطة لكن بعد التأكيد أن الشعب أصبحت لديه مؤسسات تشريعية قوية تخدمه وتخدم مصالحه. ماذا سيحدث بعد أن أسفرت نتيجة الاستفتاء عن قبول التعديلات؟ وماذا عن تخوفات بعض الناس فى حالة عدم طلب الرئيس الجديد تغيير الدستور؟ - سيتم عمل إعلان دستورى وستكون المواد المعدلة داخل هذا الإعلان ، حتى يتم إرضاء جميع الأطراف وهذا الإعلان ستسير عليه البلد فى الفترة القادمة بعدها سيتم إجراء انتخابات برلمانية فى شهر سبتمبر حتى تكون هناك فرص للأحزاب وخاصة الجديدة ومزيد من الوقت ليتعرف عليها الشعب وتحتك هذه الأحزاب به، وكل ذلك سيحدث فور تعديل قانون الأحزاب الذى سيصدر خلال أيام. وبعد انتخابات البرلمان ستكون هناك انتخابات رئاسية لكن بعد ضمان وجود مجلسى شعب وشورى قويين يستطيعان محاسبة الرئيس فى حالة خطئه، كما سيعود العمل بالدستور القديم وفقا لما سيقرره المجلس الأعلى للقوات المسلحة بصفته هو الذى عطله، ومن حقه أن يقرر العمل به، على أن يجتمع رئيس الجمهورية ورئيسا مجلسى الشعب والشورى لصياغة دستور جديد خلال فترة محددة. - وبالنسبة لموضوع احتمالية عدم طلب رئيس الجمهورية الجديد تغيير الدستور فهذا غير ممكن لأن نص المادة 89 المضافة يلزم رئيس الجمهورية بالاجتماع مع رئيسى مجلسى الشعب والشورى لإصدار دستور جديد، عن طريق تشكيل جمعية تأسيسية تقوم بذلك خلال 6 أشهر ، هذا كله تضمنه القوات المسلحة. لقد أعلنتم عن عدم ترشح أى فرد من الجيش لانتخابات الرئاسة، فلماذا ؟ وهل ترون أن البلد لا تحتاج إلى قائد عسكرى مستقبلا فى ظل عدم الاستقرار الذى نعيشه؟ - لن نرشح أحدا من الجيش، مهمتنا فقط هى تسليم السلطة وضمان وجود مؤسسات قوية مستقرة ، وهذا لن يحدث إلا عندما نتأكد من استتباب الأمن والاستقرار وأن جميع الصلاحيات فى يد الشعب. وماذا عن قانون الطوارئ هل سيظل موجودا حتى بعد تسليم السلطة؟ - لا. فالقوات المسلحة اتخذت قرارا وهو أنه لن يتم تسليم السلطة إلا وقانون الطوارئ موقوفا. فى ظل تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم والأمن الداخلى، يخيل لبعض الأفراد انشغال القوات المسلحة عن الأمن الخارجى لمصر؟ - منذ اليوم الأول للثورة تدخلت القوات المسلحة لحماية الشعب وحفظ الأمن الداخلى للبلد، لكن هذا لا يتنافى أبدا ولا يتعارض مع المهمة الرئيسية للقوات المسلحة استنادا للمادة 88 من الدستور، والتى تنص على أن مهمة القوات المسلحة هى أمن وحماية البلاد. فنحن نتابع جيدا ما يحدث على الحدود شرقا وغربا وجنوبا، ومستعدين دائما لأى خطر يهدد مصالحنا وأمننا القومى. رأيك الشخصى عما حدث للشعب المصرى من صحوة وعزم على إسقاط كل ما هو فاسد؟ - لقد حصل الشعب المصرى على رصيد كبير من الفهم والوعى السياسى لدرجة أنه أخذ فى محاسبة كل فاسد أخطأ فى حقه واستنزف أمواله ونهب حقوقه واستولى عليها، وقد أصبح قادرا على أن يحكم على ولاء وانتماء أى شخص كما أنه أصبح كفيلا بمحاسبة أى شخص قد يخطئ فى المستقبل.