أكد النائب الدكتور أحمد زايد عضو مجلس الشيوخ وأستاذ علم الاجتماع ومدير مكتبة الإسكندرية أن مؤشرات الطلاق فى مصر لا تمثل خطورة كبيرة كما يروج البعض وأن النسب الحقيقية فى حدود ال 3 % وهى نسب ليست مرتفعة وأن اللافت والمقلق هو أن الطلاق يحدث بين الشباب بنسبة كبيرة وخاصة فى الشهور والسنوات الأولى من الزواج، مشددًا على أننا فى حاجة لتكريس جهود الدولة ومؤسساتها لتعزيز مفهوم الأسرة ومسؤولية الزواج. وأشار زايد إلى أنه توجد ظواهر فى الطلاق يجب دراستها كالطلاق المتأخر حيث يعيش كلا الزوجان حياتهما منفصلين تحت سقف بيت واحد ويؤجلان قرار الانفصال الرسمى خوفًا على سمعتهما وحتى زواج الأبناء. وأضاف: أحيانا يكون الطلاق حلًا نفسيًا جيدًا للطرفين وللصحة النفسية للأبناء فى حال وجود عنف أسرى. (صباح الخير) التقت بمدير مكتبة الإسكندرية وأستاذ علم الاجتماع البارز للحديث حول دراسته (ظاهرة الطلاق فى المجتمع المصرى العوامل والآثار وطرق المواجهة) والتى لا تزال تناقش فى لجان مجلس الشيوخ، وإلى نص الحوار • ما هى الأسباب التى جعلتك تشرع فى إعداد وتقديم الدراسة ؟ - يجب أن نؤكد أن نسبة الطلاق ليست كبيرة كما يشاع فى المجتمع أنها 15 % و13 % فهذه نسب غير دقيقة النسبة الصحيحة تتراوح فى حدود 3 % وهى تعتبر نسبة عادية، لكن يوجد بعض الظواهر التى تسبب بعض القلق. أولًا: إن معظم الطلاق يحدث بين الشباب فى سن صغيرة وهو شىء منتشر بين الشباب أكثر من انتشاره بين الكبار. ثانيًا: إن الطلاق يتم فى كثير من الحالات بعد الزواج بفترة قصيرة شهر أو شهرين أو سنة أو سنتين، وهذا دليل على أن فكرة الأسرة ليست واضحة أو متبلورة فى أذهان الشباب وهذا يجعلنا نقلق لأن الشباب يضحى بسرعة كبيرة بالرابطة الاجتماعية وأن مفهوم الأسرة غير متجذر لدى الأجيال الجديدة. • وما هى أسباب انتشار الطلاق بين الشباب كما أوضحته الدراسة؟ - نحن لازلنا نبحث عن الأسباب، ويجب أن أؤكد أن الدراسة لا تزال تناقش فى لجان مجلس الشيوخ ولم ننته منها كى نعلن النتائج، ولكن من خلال القراءة الأولية للدراسات السابقة توجد أسباب شائعة. أولًا: تدخل الأهل وهو من ضمن الأسباب المهمة، والظروف المادية أيضًا من ضمن الأسباب لكننا وجدنا أن السبب الرئيسى هو عدم تحمل مشقة الحياة الزوجية بمعنى أن الشخص يبحث عن الاستقلال والراحة وعدم تحمل المسؤولية، وأن الشباب يفضل ألا يعيش فى قلق ولا يتحمل مسؤولية، فالأجيال الجديدة أصبح لديها سهولة فى الإقدام على حل رابطة الزواج مقارنة بأجيال سابقة. ثانيا: اختلاف التوقعات، بمعنى اكتشاف أشياء بعد الزواج لم تكن ظاهرة، حيث يتفاجأ البعض بصفات مختلفة تمامًا على عكس ما كان ظاهرًا فى الخطبة كالبخل أو العنف أيضًا وسائل التواصل الاجتماعى خلقت الكثير من المشاكل وكانت سببًا فى حالات طلاق.
• هل اعتماد المرأة على نفسها ووجود دخل ثابت لها له علاقة بارتفاع معدلات الطلاق فى المجتمع؟ - بالطبع له علاقة وهو يرجع لما ذكرته فى البداية من البحث عن الاستقلال، فالمرأة تشعر أنها تستطيع أن تعيش بمفردها وتتحمل نفقاتها، ففكرة تمكين المرأة والبحث عن الحرية ساهم فى زيادة معدلات الطلاق وهو موجود فى العالم كله وليس مصر فقط، فالعالم كله يتطلع للجرأة والحرية والاستقلال وعدم الارتباط بالقيود الأسرية. •الطلاق المؤجل حتى زواج الأبناء هل تعرضت الدراسة لمناقشة هذه الظاهرة ؟ - توجد ظواهر فى الطلاق يجب دراستها كالطلاق المتأخر، فيكون بين الأزواج انفصال تام خلال فترات حياتهما معًا ويتحملا من أجل تربية الأبناء وبعد أن يكبر الأبناء يتم الطلاق، والسبب أن الكثير من الأسر المصرية تكون حريصة على السمعة ويفضلون الصبر وتربية الأبناء وتحمل الضغوط عن اتخاذ قرار الانفصال فى العلن، لكن دائمًا الصبر له حدود وتأتى لحظة الانفجار. ولكن علينا أن نشير أن الطلاق يكون أحيانا حلًا نفسيًا جيدًا، فالدين الإسلامى أباح الطلاق وقد يكون حلًا للطرفيين ولصحتهما النفسية ولصحة الأبناء، وخاصة فى حالات العنف الأسرى قد يكون راحة للجميع. •هل مصطلح «هرشة السنة السابعة» مصطلح اجتماعى نفسى صحيح يوصف حالة يمر بها الأزواج بعد سبع سنوات من الزواج؟ - لم نسمع عنها من قبل ولا يوجد فى علم الاجتماع كلمة (هرشة) وكل هذا كلام عام لا يوجد له أساس من الصحة، فلم نقرأ فى دراسات الأسرة ولا دراسات الطلاق عن السنة السابعة من الممكن أن تكون انطباعًا اجتماعيًا عامًا تحدث عنه البعض. •مراكز الإرشاد الأسرى أحد الحلول المقترحة فى الدراسة حدثنا عنها ؟ - هى شىء مهم جدًا أن تنتشر فى مصر ولازلنا ندرسها، ونحن حاليًا نقوم بدراسة لكل الجهود الحكومية والمبادرات التى تهدف لمكافحة الطلاق أجرينا لقاءات مع وزارة التضامن الاجتماعى والطفولة والأمومة والمجلس القومى للمرأة والمجلس القومى لحقوق الإنسان والمؤسسات الدينية فى مصر الأزهر والكنيسة لنجمع ما يتم على أرض الواقع من مبادرات وجهود، وسوف نبنى عليها التوصيات. •بأيهما نبدأ للسيطرة على ظاهرة الطلاق هل نحتاج قوانين صارمة كتوثيق الطلاق أم نبدأ بالإصلاح المجتمعى والأسرى؟ - الطلاق لابد أن يوثق والسائد فى مصر هو القانون وتوثيق الطلاق يحفظ حقوق الزوجة والأطفال ولا يجب أن نقبل أى شكل من أشكال الطلاق غير الطلاق الموثق، وأؤكد أن الطلاق ظاهرة غير مقلقه فى مجتمعنا وما يقلق هو وجودها لدى قطاع الشباب والشباب يحتاج لتوجيه من الأسرة، وأن تكون فكرة الأسرة مقدسة، لابد أن يعرف واجباته نحو الأسرة ويتم ذلك من خلال البيت والمدرسة. •حتى مع وجود كثير من الأسر التى تربى أبناءها وبناتها هى نفسها تعانى من أوجاع الانفصال ولا تجد ما تعلمه لهم؟ - لا يجب علينا أن نيأس ولابد أن نعمل جميعًا مدارس وجامعات ومؤسسات الدولة كلها لإعلاء مفهوم الأسرة. • صراع الأدوار فى المجتمع بين الرجل والمرأة والخلاف بشأن الواجبات والحقوق هل هو سبب من أسباب الطلاق؟ - بصراحة الحقوق والواجبات واضحة لكن المشكلة ليست فى عدم الوضوح لكن فى أن مجتمعنا هو مجتمع ذكورى أبوى. فيحدث استغلال للحقوق المادية للمرأة وأحيانًا يرتبط بالعنف والتهديد.