فى حضور عدد كبير من رواد ومحبى الفن التشكيلى استضافت قاعة بيكاسو مؤخرًا معرضين مهمين للفنانين الكبيرين الدسوقى فهمى، وهو مصور وكاتب ومترجم من مواليد عام 1938، وعطيات سيد، وهى فنانة مهمة عملت لفترة طويلة كرسامة صحفية فى جريدتى المساء والجمهورية، ثم تفرغت للفن، ورحلت عن عالمنا فى عام 2021. وكل من الدسوقى وعطيات، فنان كبير، وله باع طويل فى عالم الفن، وقد احتفى المعرضان بأعمالهما الصحفية بشكل خاص، ومعها أعمال فنية من مراحل فنية مختلفة. وتميز المعرضان بقدرة كل من الدسوقى وزوجته الراحلة على التعبير عن عوالمهما الفنية بأساليب مميزة . فنجد الرسوم الصحفية المعروضة للفنان الدسوقى فهمى، التى كان ينشرها فى جريدة المساء، ومجلتى الهلال، وصباح الخير وصحف ومجلات أخرى فى فترة الستينيات، تبرز مهارته فى رسم الاسكتش بالأبيض والأسود لتضيف الى النص الذى يقوم برسمه وليس التعبير عنه فقط، أما لوحاته الزيتية ورسومه المعبرة عن البيئة المصرية فيبدو استلهام روح الفنان المصرى القديم واضحًا، وهو ما أضاف إلى اللوحات التى تتألق فيها بطلات أعماله وتشعر فيها بطزاجة الفكرة التى يريد التعبير عنها.
أما أعمال الفنانة عطيات سيد فتمتاز بقدرتها على التقاط التفاصيل الشعبية، وأجواء الحياة فى مصر القديمة ممثلة فى أبطال وبطلات هذه العوالم الثرية سواء كانوا بشرًا ونساءً أم أشياء، والقدرة على التعبير عن تفاصيل مميزة فى الشارع المصرى وناسه وحرفييه، وقد استطاعت أن تستفيد من عملها فى الصحافة عندما تركتها وتفرغت للفن فى منتصف التسعينيات من القرن الماضى . واللافت أن كلًا من الدسوقى وعطيات، كان يستخدم طريقة الاسكتش قبل رسم اللوحة، وهو عمل مرهق، ربما تعلماه من عملهما بالصحافة لفترات، ولكنه أنتج لنا فى النهاية أعمالًا فنية مميزة تعبر عن الطبيعة والبيئة المصرية بامتياز.