لم يكن عام 2022 مميزًا كأرقامه بالنسبة لى، شكل العام الخارجى جميل، أرقام متناسقة كلوحة سيارات مدفوع فيها «المبلغ الفلانى» ليتم وضعها على سيارة فارهة، ولكن معى كان الوضع مختلفًا، حظيت على تلك اللوحة المميزة مجانًا لأضعها على سيارة شاهين! ورغم أن 2022 عام يحتوى على رقمين أحدهما تم تكراره جعله أشبه بالخط الساخن فى سهولته.. فإن صعوبته فى سهولته! دائمًا أؤمن بمبدأ «ميغركش المظهر»، فالعام شكله مميز «كيوت ولكن هيعورك»، والتميز الوحيد الذى حظيت به فى هذا العام، أنه علم عليا فى الذاكرة علامه أشبه «بفتحة المطواة فى الوش»، هذا العام الذى استقبلته باحتفال مميز، لم يكتفٍ بهذا الاحتفال وإنما أراد هو الآخر الاحتفال بى «وطلعنى على المسرح» من الشهر الأول، لأبدأ المعاناة من أول يوم فى السنة، اكتشفت أننى «إنسان برأس بقرة»، أخرج إلى الحياة للتو، بدأت العام بصدمة تكمل سلسلة صدمات أعوام مضت، وكأننى لم أتعلم يومًا!، نفس الخطأ يتم تكراره بآلية مختلفة، والسبب ثقتك بالآخرين، وأن هؤلاء غير الآخرين.. وتكتشف أن هؤلاء والآخرين «سفلتوك بالطين!!»، لكن هيهات شخصيتى القتالية «هتجيب أجلى فى يوم»، صمدت وقلت عادى يامًا دقت على الرأس طبول، ولا بد أن أقف على رجلى.. لدىَّ ولدان أحدهما فى سن قبل المراهقة والآخر عمره كأصابع اليد الواحدة، أنا المسئولة عن البيت لغياب والدهما لظروف عمله فى الخارج، وهو المسئول عنا ماديًا، معنويًا ومسئول عن تدريس ابنى الأكبر جميع المواد الإنجليزية (أون لاين)، وربنا يخلى لنا الإنترنت والتكنولوجيا.. أما أنا فمسئولة عن إدارة البيت، الطبخ، التنظيف، الغسيل، الترتيب والتخطيط وتدريس اللغة العربية والدراسات الاجتماعية وما بين خطوط الطول ودوائر العرض اشتعل الرأس شيبًا، فأنا الممرضة عندما يمرضون، مسئولة الترفيه فى المنزل، حسن شحاتة مع طفلى الصغير فى أكاديمية الكرة، يحيى خليل مع ابنى الكبير فى الدرامز، الشاويش عطية لفض الاشتباكات فى البيت، رانيا علوانى فى تمرين السباحة، والكاتعة وقت النوم، فإذا سقطت الإبرة تسمع صداها!، لا أتعامل بمبدأ التربية الإيجابية الحديثة مع كامل احترامى لهم، ولكن أجد أن «زغرة» والدتى كان لها مفعول سحرى علينا، فورثت تلك «الزغرة» لتكون سلاحى الأول قبل استخدام «القرصة الفتاكة». لم تكن تلك أدوارى فقط فى هذا العام وإنما لدىَّ أدوار أخرى.. أتقمص دور البطل فيها بجدارة وسط أصدقائى وعائلتى المكونة من 7 أفراد، أم، أب وإخوتى، وإذا تدخلت فى حل مشكلة كل فرد..فانهى أيام الأسبوع على الأسرة الكريمة، التى دائمًا أرى أن حياتنا تستحق عملاً دراميًا، نواجه كل يوم مشكلة نحاول إيجاد حل لها وسط «يا خرابى هنعمل ايه»، و«يالهوى ازاى حصل كده»، لينتهى اليوم بإيجاد الحل لنواجه مشكلة جديدة قبل انتهاء الحلقة.. أقصد اليوم لنفكر فى حلها غدًا! ومع اختلاف المشكلات ألعب أدوار بطولة وفقًا للفئة العمرية ونوع المشكلة المحيطة بالعائلة، فأتقمص دور نجمة مصر الأولى الفنانة نبيلة عبيد فى آرائى المنفتحة أمام والدتى لحل مشكلة أختى ذات ال20 عامًا، حكمة الفنان نبيل الحلفاوى مع والدى لمواجهة أزمات البيت، أحمد السقا ومحاولة تقفيل عداد الجدعنة مع أختى التى تلينى، العندليب فى الرومانسية مع أختى الثالثة إيمانًا بأن الحب لا بد أن ينتصر، حسن يوسف فى المقالب والشقاوة مع أخى، أحمد مظهر وقت نزول المرتب وطلبات الناس دى كلها على حسابى، أسامة منير مع صديقاتى، و«الست» فى نهاية الشهر عندما أندب حظى إلى صديقتى المقربة معترضة قائلة: لها (إنما للصبر حدود!)، سنة لعبت فيها كل الأدوار والوظائف البشرية وغير البشرية، نعم فأنا إذا قدر لى أن أكون حيوانًا لهذا العام سأكون (بقرة!).. ألف فى ساقية، أقوم بالعديد من المهام.. لدىَّ إنجازات كثيرة لكنها لا تذكر ولا ترى ولا يوجد لها شهادات تقديرية، جوائز نقدية، ولن تخلد فى التاريخ أو بنصب تذكارى.. كالبقرة تمامًا تقوم بالعديد من الإنجازات.. نستخرج منها اللبن لنقوم باستخدامه فى صناعات عديدة كالأجبان، الأكل، المعجنات والحلويات، نستفيد من لحمها وجلدها وفى النهاية لا يعتبر إنجازًا فهى وظيفة كل البقر!!، ولا يتم مكافأتها على هذا الإنجاز.. عمرك شفت بقرة بتتكرم؟!، فأنا مثل هذا البقر فى عام 2022 تم عصرى وسط المشاكل، قمت بأعمال كثيرة وتقمصت أدوارًا مختلفة ولم يتم مكافأتى عليها، لأنه لا يعد إنجازًا فى نظر أحد، وإنما أستمع إلى الجملة الشهيرة: (كله بيعمل كده انتى لسه شفتى حاجة؟)، وإنصافًا للحق فى وسط كل هذا كان هناك بعض الأيام اللطيفة التى جعلتنى ليس كالبقر العادى وإنما أشعر بأننى بقر أسترالى أتمتع قليلا بالرفاهية، فأسمع الموسيقى ولدىَّ قليل من الترفيه لم يحصل عليه أبقار أفخم مزارع تربية المواشى فى البحيرة!