رمضان شهر الروحانيات، يستقبله الناس بسعادة وابتهاج، ولكل فرد طقوسه الخاصة، ولكل أسرة عاداتها سواء فى الاجتماع على موائد الإفطار والسحور، أو العادات الدينية والروحانية. وتختلف خلال الشهر الكريم معالم الحياة، وتمر أيامه بشكل مختلف عن الشهور الأخرى.. والكُتّاب لا يختلفون كثيرًا فى طقوسهم وعاداتهم خلال رمضان، ولكل منهم طريقته الخاصة فى الاحتفاء بالشهر وعادات خاصة به خلال أيامه. وأوضح الكاتب محمد إسماعيل، أنه فى أول يوم فى رمضان لا مفر من إفطار جماعى مع العائلة، ويحاول الحرص على طقس الإفطار مع الأسرة أغلب أيام الشهر المبارك. أمّا مهنيًا فرمضان يسمح له بمزيد من الكتابة يوميًا؛ حيث ينتهى يوم العمل مبكرًا، فيحرص على الكتابة قبل الإفطار لمدة ساعتين، على عكس الأيام العادية. وأكد إسماعيل، أن عدم متابعته للتليفزيون وبرامجه خلال رمضان يمنحه المزيد من الوقت للكتابة، أمّا بعد الإفطار فليس هناك وقت كافٍ للقراءة سوى ورد القرآن. ويتمنى إسماعيل، أن ينتهى من عمله الروائى الثالث خلال الشهر الفضيل ليكون جاهزًا للنشر قريبًا. أمّا الكاتبة نشوى صلاح، فأهم أولوياتها فى شهر رمضان هى قراءة القرآن. ومن عاداتها الهامة طهى أصناف شتى من الطعام لإرضاء ذائقة أسرتها وأبنائها، مما يستنزف الكثير من الوقت والجهد من نهارها الرمضانى، ويدفعها لتقليل ساعات عملها فى عيادتها النفسية بسبب إرهاق الصيام. أمّا من الطقوس الهامة على الإفطار فهو تناول التمر باللبن. وأشارت إلى أن أصعب رمضان مر عليها كان خلال سفر أبنائها للدراسة فى الخارج، خاصة أن الأسرة حريصة دومًا على تناول الإفطار معًا فى المنزل طوال الشهر، بينما تكون العادة الأهم بعد الإفطار هى فنجان القهوة. طقوس أسرية وأكدت الكاتبة نهى عودة، حرصها على الطقوس الأسرية والمهنية فى رمضان؛ حيث تقوم فى جو أسرى مبهج بتزيين المنزل بزينة رمضانية لإضفاء أجواء مبهجة بالإضافة للتجمعات مع الأصدقاء ودعوتهم للإفطار والحرص على مشاركة الأسرة فى اختيار قائمة الطعام، وكذلك تخصيص وقت يومى لمشاهدة أحد الأعمال التليفزيونية العائلية الكوميدية على الأغلب. وأوضحت أن شهر رمضان فى العاصمة الأسترالية سيدنى؛ حيث تقيم حاليًا، يحظى بأجواء خاصة، فعلى الرغم من أنها بلد غربية إلا أن الجاليات المسلمة بوجه عام والعربية على وجه الخصوص تجعل للشهر الكريم مذاقًا آخر. قبيل الإفطار تحرص «نهى» على إدارة فيديو مسجلًا لرمضان زمان يضم الآيات القرآنية بتلاوة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، ودعاء الشيخ الشعراوى قبل الإفطار، ثم يتوج المشهد مدفع الإفطار ويليه الأذان بصوت الشيخ محمد رفعت. كما تحرص أسرة نهى على أداء صلاة التراويح فى مسجد بارامات الذى يبعد عن منزلهم عشر دقائق سيرًا ليلتقوا بالأصدقاء هناك. وخلال الشهر الجارى تقول نهى: «سأقضى رمضان هذا العام، وقبل البدء فى كتابة الجزء الثانى من عن العشق والسفر، فى قراءة بعض الأعمال التى اقتنيتها مؤخرًا». أمّا عادات الكاتب أحمد عبدالمجيد فلا تختلف كثيرًا فى رمضان، لكنه يؤمن أن رمضان هو فرصة للخلوة مع النفس وإعادة ترتيب الأولويات. بطبيعة الحال تجتمع الأسرة دومًا كسائر الأسر المصرية، أمّا هو فيحرص على زيادة معدل قراءته، وكذلك معدل الكتابة، مؤكدًا أن أجواء الصوم وروحانياته تساعده على ذلك. ولا يحرص «عبدالمجيد» على الالتزام بقراءة لون أدبى بعينه خلال الشهر، إلا إذا طرأ جديد على خطة قراءته. كما أضاف تفضيله للحلوى الشرقية والمشروبات الرمضانية مثل «قمر الدين» و«السوبيا»، وكذلك وجبة السمك على الإفطار رُغم ما هو شائع عن تسببها فى العطش خلال النهار.
أحمد عبد المجيد- نهى داوود- أسامة عبد الرءوف
شهر الإنجازات وتقول كاتبة الجريمة المهندسة نهى داوود، إن العزومات الرمضانية وتجمُّع الأسرة والأصدقاء على مائدة الإفطار هى الأولوية الأساسية لها خلال الشهر المبارك، خاصة أن الأبناء يحبذون استضافة أصدقائهم للإفطار سويًا. ومن طقوسها المهنية التى تحرص عليها هى معايدة القراء بمقطع سريع على وسائل التواصل الاجتماعى. أمّا عن معدل الكتابة فيقل بصورة ملحوظة إن لم ينعدم فى شهر رمضان؛ لأنه شهر واحد فى السنة تشعر فيه بالروحانيات والاجتماعيات تحفها من كل جانبٍ، مما يدفعها للتأهب له نفسيًا، وتقبل قلة العمل والإنتاج الأدبى. وترشح «نهى» بعض الأعمال للقراءة فى رمضان ومنها رواية «النقشبندى» ورواية «شيوخ ومريدون» وكتاب «فضحكت فبشرناها».
نهى عودة
أمّا عن طقوس الكاتب وجراح العظام أسامة عبدالرؤوف الشاذلى، خلال رمضان، فتنقسم بين طقوس مهنية وأخرى أسرية؛ حيث يقلل من الوقت المخصص للعمل خلال رمضان، وينقل مواعيد عيادته إلى فترة الصباح ليُخصص مزيدًا من الوقت للأسرة والتعبد مساءً. كما يقلل مواعيد عمله فى المستشفى حرصًا منه على تناول وجبة الإفطار مع الأسرة. ولا تعوقه الروحانيات عن الكتابة خلال الشهر الكريم، فهو يخصص وقتًا للكتابة بعد صلاة التراويح التى يؤديها مع الأسرة منذ جائحة كورونا، وغالبًا ما يكون الوقت المخصص للكتابة بين الحادية عشرة مساءً حتى وجبة السحور. ويَعتبر «الشاذلى» رمضان شهرًا للإنجازات؛ حيث كتب أول مؤلفاته «يأجوج ومأجوج» فى رمضان، وجزءًا كبيرًا من روايته الأولى «أوراق شمعون المصرى»، وإنتاجه الأدبى يزيد فى رمضان لأنه لا يلتفت كثيرًا لمشاهدة البرامج التليفزيونية.
