«ياللا يا ونش نعلى البنش» الشعار الدارج بين الشباب استعدادا للصيف بفورمة الساحل. للتخطيط لفورمة الساحل مراسم ومراحل وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ولكن الصعوبة فى اتخاذ تلك الخطوة لإنجاز الألف ميل، فعادة المشكلة تكمن من نقطة الصفر وصولاً للنقطة واحد. «فورمة الصيف» هى ما يطلق عليها «فورمة الساحل» أسوة بأحمد مكى فى فيلم «طير انت»، جميعنا الآن فى الصيف بجنسينا نتمنى تلك الفورمة، أو على الأقل أن نعود كما كان سابق عهدنا قبل الآثار على أجسامنا التى أحدثها فصل الشتاء.
ومما لاشك فيه أن الأغلب يجد زيادة فى الوزن بدخول فصل الصيف، ونبحث دائمًا عن حلول سريعة لفقد هذا الوزن، ونتمنى فقد الوزن ولو على يد جزار باكستانى ممسك بساطور لا تأخذه بنا شفقة ولا رحمة و«يشفى على قد ما يقدر»! ولكن تلك العبثية لا وجود لها فى دنيا المنطق، والعقل يقول إننا نحتاج لبذل جهد واتخاذ الخطوة الأولى فى طريق «الفورمة» أو الدايت لاجتياز الألف ميل أى الوصول لجسم مرضٍ أو كما يقول مدربو اللياقة، أنه لا طريق سريعًا لفورمة فى الصيف بعد ما يحدثه الشتاء من آثار على أوزاننا. فى الطريق لفورمة الساحل يلجأ البعض للعديد من المنتجات In Shape المصرح بها فى وزارة الصحة تعمل على سد الشهية أو ملء المعدة والإحساس بالشبع، أو المنتجات الحارقة للكاربوهيدرات أو السكريات وغيرها. ولكن كما يقول المثل «إيد لوحدها ما تصقفش»، فمثلا لا تعتقد أن الشاى الأخضر مارد سيحقق لك أحلامك، فتأكل الأخضر واليابس وتحبس كوباية شاى أخضر، لأن حينها سينزل الشاى الأخضر معدتك وهو مشوش، لأنه غارق فى كم من الدهون ومحتار يحرق أكلة «السجق الحرشة» ولا «حتة الجاتوه السايحة بالشيكولاتة»، لذلك ينصح خبراء التغذية بأن نعامل الشاى الأخضر باحترام أكثر لأن وظيفته المساعدة على حرق السعرات الحرارية فى المعقول، فلا تطلبوا منه المستحيل بالمزيد من السعرات الحرارية على أمل أن يؤدى وظيفته، فالموظف بدون حافز غير منجز ولا يقوم بوظيفته مع أنه يصلى الظهر أربع مرات! هكذا الشاى الأخضر وأدوية الحرق بدون حافز ولا نظام أو ممارسة رياضة، بلا نفع ولا وظيفة حتى لو ضغطت على نفسك وشربته بدون سكر ثلاث مرات فى اليوم! الحل الحقيقى والأمثل «أسلوب حياة» أى تغير نمطية «اللايف ستايل» الخاص بنا، أى الاعتماد على وجبات منزلية أكثر من «الفاست فود» واتباع سياسة الوجبات المتعددة الكثيرة على مدار اليوم، ولكن تقليل كمية الوجبة الواحدة، والابتعاد تماما عن سياسة الحرمان.. ومن خلال هذا الموضوع سنتعلم كيفية تغيير الأسلوب الغذائى بأكل كل شىء ومحافظة على وزن سليم، وهنعمل فورمة الصيف، ف«يلا يا ونش هنعلى البنش»! كريم عمرو، 27 سنة.. مدرب لياقة أون لاين، دخل هذا المجال منذ 8 سنوات، كريم حرفيًا عمل «جسم جديد» يصفها بأنها «عملية تحويل». كريم يتجاوز متابعوه على الإنستجرام 800 ألف متابع، يقطع كريم الشك باليقين، مؤكدا أنه لا يمكن أن يصل الجسم إلى الفورمة فى شهر أو اثنين، مشيرا إلى أن هناك عمليات احتيال كثيرة ولعب بمشاعر الراغبين فى تنزيل الوزن أو عمل العضلات المطلوبة للجسم المثالي، وأن هذا لا يتحقق بسرعة، وإنما يمكن فى خلال ثلاثة أشهر أن يحدث تحول جذرى فى وزن الشخص وأن يصبح جسمه مرضيًا وليس مثاليًا. يقول كريم: بالتأكيد كل حالة تختلف عن الأخرى، فهناك حالات تحتاج إلى فقد 30 أو 50 كيلو، وهناك حالات تحتاج إلى فقد 10 كيلو فقط، فيختلف الأمر وفقا للطول والوزن ونسبة الدهون وسرعة الحرق.. وعوامل كثيرة. يضيف: خلال 3 أشهر يمكن للإنسان أن يلمس نتيجة ملحوظة من حيث الوزن، ويكون نزول الوزن بشكل صحى، أى ليس بفقد المياه من الجسم والعضلات، وإنما فقد الدهون بصورة تدريجية وبناء عضل». كريم يرى أن المشكلة عادة فى فكر من يرغب فى «فورمة» أو تنزل الوزن، وهو ضد نزول الوزن السريع، لأن الفقد السريع يعنى اكتساب أضعاف الوزن فيما بعد، وضد نظرية حرمان الجسم من مكون معين كالكربوهيدرات أو السكريات، وإنما الأصح التوازن الغذائى فى كل ما يحتاجه الجسم من عناصر غذائية، بالتناسب مع الجهد الاعتيادى الذى يبذله الشخص، ويرى أن معدل النزول الطبيعى هو نصف كيلو أسبوعيًا، على أن يكون المفقود من الوزن من الدهون، وهذا دور المدرب، مراجعة أوزان الجسم بصفة دورية ليرى نسبة الدهون والعضلات والمياه فى الجسم. هناك فكر خطأ شائع، وهو أن مقدار الوزن ينخفض طرديًا مع عدد ساعات التمرين، وبالطبع نسبة ونزول الوزن أو بناء عضلات يعتمد 80 % على نظام الغذاء.. والباقى تمارين وحمل أوزان، والمكملات الغذائية ليس لها شرط ويجب تعاطيها بالقدر المعقول، ويمكن استخدامها إذا كان الشخص غير قادر على الحصول على كميات كافية من البروتين مثلا، فعند بناء العضل نحتاج نظاما غذائيا يعتمد على البروتين بشكل عالٍ وكمية معينة من الكربوهيدرات وشرب كميات كثيرة من الماء، فإذا كان الشخص غير قادر على أكل الكمية المطلوبة من البروتين، فمن الممكن أن يلجأ للبدائل بروتين خام، كمشروب بعد التمرين أو قبل التمرين بساعة. يشير كابتن كريم إلى أن الأضرار ليست من المكملات، وإنما من الحقن، وعادة لا يستخدم الأشخاص العاديون الحقن فى بناء العضلات، ولكن قلة قليلة من بعض المشاركين فى بطولات رياضية والذين يحتاجون شكلا معينا للعضل، أما بناء العضل للجسم بالشكل الذى يحتاجه الجسم فيعتمد على المواد الطبيعية. خلال 3 أشهر ممكن يختلف الجسم اختلافًا ملحوظًا، وخلال 3 أشهر أخرى تتم ملاحظة زيادة نسبة العضلات والفكر الشائع بأن ترك التمرين يزيد الوزن ليس له أساس من الصحة إذا ظل الشخص يتعامل بنظام غذائى متوازن معتمدًا على حساب السعرات الحرارية، لهذا لا بد من إيجاد نظام غذائى يعتمد عليه ويصبح أسلوب حياة وصولا لفورمة الساحل طوال السنة.