تحذير جديد لمَن تخدعهم الدعايات المضللة على الإنترنت بادعاء تحويلهم إلى مليونيرات فى غمضة عين.. فكثيرًا ما نجد على مواقع وصفحات «جوجل» و«فايس بوك» و«إنستجرام» و«تويتر» وغيرها كثيرًا، إعلانات أو مواد مصورة مع نصوص توحى للقارئ أنها موضوعات وتحقيقات صحفية بينما هى إعلانات مدفوعة يتم دسها وسط المواد الأخرى بغرض النصب على الناس وسلب أموالهم بدعوى استثمارها فى مجالات تحقق لهم مكاسب بالملايين. ومع أن التحذير جاء هذا الأسبوع من جهاز الرقابة على جرائم النصب الإلكترونية فى بريطانيا، إلا أنه يصلح لتحذير المصريين أيضًا، فهذه الدعايات التى تنشرها عصابات النصب الدولية توجد فى مواقع إلكترونية مصرية وعربية عديدة وحتى فى مواقع بعض الصحف اليومية على الإنترنت.. وماعليك سوى أن تفتح أحد هذه المواقع حتى تجد فى زاوية ما مَن يَعدك بتحقيق ثروة طائلة بمجرد الدخول فى هذه اللعبة، ولا يكاد موقع يخلو من مثل هذه الدعايات التى هى فى حقيقة الأمر عبارة عن فخ الهدف منه صيد أكبر كم من المال من هؤلاء الأبرياء الذين تخدعهم الإعلانات، فيسقطون فيه، وتضيع أموالهم. ضبط 300 ألف عملية نصب إلكترونى فقد كشف الجهاز الوطنى البريطانى لمكافحة جرائم الإنترنت عن أنه تمكن مؤخرًا من حذف أكثر 300 ألف رابط إلكترونى «لينك» مزورة، خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، كانت تستخدمها العصابات فى عمليات النصب الإلكترونى بدعوى أنها تساعد المشترك فى تحقيق ثروة سريعة.. وتعمد هذه العصابات إلى نشر كلمات وتعليقات منسوبة إلى المشاهير والنجوم وكبار رجال الأعمال لتزكية المشاركة فى هذه العمليات، ولا تكتفى بذلك بل إنها تستخدم أسماء وصورًا وأقوالًا تُنسَب إلى شخصيات بارزة فى عالم استشارات إدارة المال الشخصى، وكان «مارتين لويس» أحد هؤلاء الخبراء قد رفع دعوى قضائية ضد شركة «فايس بوك» سنة 2018 عندما وجد أن اسمه وصورته وأقوالًا منسوبة له تنشرها أكثر من ألف من هذه العصابات لمشروعات استثمارية وهمية على الموقع الشهير عالميّا. وقام الموقع بإلغاء كل هذه الدعايات، فسحب خبير الاستثمارات الشخصية الشهير دعواه بشرط أن تدفع شركة «فايس بوك» 3 ملايين جنيه لمكاتب معاونة المستهلكين فى بريطانيا على مكافحة هذه الجرائم.. ويقع الضحية فى الفخ عندما يتبع الخطوات التى تنصحه بها هذه الإعلانات والرسائل، وهى الضغط على الرابط المرفق لكى يتمكن من استثمار ماله، لكن هذا الرابط المزيف يحوّل المال إلى عصابات النصب الإلكترونية العالمية.. وتضيع أموال الضحية. ومن الحيل التى تتبعها هذه العصابات أيضًا، الظهور فى الرسائل والإعلانات كشركات جديدة تعمل على استثمار أموال الضحايا وتوحى لهم بالمكاسب الضخمة.. وعَلق على عمليات النصب هذه واحد من كبار رجال الأعمال السير «ريتشارد برانسون» قائلًا إنه ومعاونيه فى مجموعة « فيرجين» التى يمتلكها، قاموا بمطاردة عشرات من المواقع التى تنشر اسمه وصوره وتصريحات على لسانه بهدف النصب على من يرغبون فى استثمار مدخراتهم، ونحن نعمل مع أجهزة مكافحة النصب والاحتيال الإلكترونى لمواجهة هذه الجرائم بالقضاء على هذه المواقع. مليون و 800 ألف رسالة مشبوهة وقال جهاز مكافحة جرائم الإنترنت البريطانى إنه تلقى أكثر من مليون و800 ألف تقرير عن رسائل بريد إلكترونى مشبوهة، تلقاها الجمهور منذ إطلاقه نظامًا جديدًا للتحذير فى أبريل الماضى ترتب عليها ضبط وشطب أكثر من 16 ألف رابط «لينك».. ورصد الجهاز ارتفاعًا بنسبة 45 ٪ فى عدد المشروعات الاستثمارية الشخصية المزيفة خلال فترة الحَجْر الصحى عقب انتشار فيروس «كورونا»، كما رصد 1600 واقعة نصب تقوم بها عصابات إلكترونية عالمية. وأضاف جهاز مكافحة جرائم الإنترنت إن هذا النوع من الجرائم ترتب عليه فقدان الضحايا لما يزيد على 196 مليون جنيه إسترلينى، جناها لصوص الإنترنت خلال عام 2018. وقال «كياران مارتين» المدير التنفيذى للجهاز: نحن نكشف عن هذه الجرائم الآن ليس فقط لتحذير الجمهور، وتوعيته، لكن أيضًا لنظهر لهذه العصابات أننا نلاحقها، ونعرف أهدافها الإجرامية، ونوقفها.