بينما يشكو عمال توصيل الطلبات «الدليفرى» فى السوبر ماركت ضغط الطلبات، يشكو زملاؤهم فى مطاعم الساندونشات السريعة من ضعف الطلب، بسبب الخوف من كورونا، ويتعرض قرناؤهم ممن يعملون فى الصيدليات للكثير من المواقف الصعبة لخوف العملاء منهم اعتقادا أنهم الأكثر تعرضا للعدوى ونقلها. محمد عبدالحليم «34 عاما» الذى يعمل دليفرى فى أحد سلاسل مطاعم الساندويتشات الشهيرة يقول: «فيروس كورونا أثر علينا بشكل كبير لأننا كنا نعتمد على الإكراميات مع المرتب الشهرى والدنيا كانت بتمشى، لكن الآن أصبحت الأوردرات أقل من الأول لأننا كنا نعتمد على موظفى الشركات والمكاتب صباحا ووقت الغداء، فهم الآن فى منزلهم بسبب الحظر وإذا كانت الشركة تعمل فكثير من الموظفين يأتون ومعهم إفطارهم خوفا من العدوى، وإذا كنت أعمل فى شيفت مسائى فكان أكثر الأوقات المزدحمة بالأوردرات بعد منتصف الليل، وكان أكثرها لعملاء من الشباب، وهم يعطون بقشيش كويس، وقبل كورونا كنت فى هذه الأوقات أوصل أكثر من عشر أوردرات فى الوردية وأحيانا تصل إلى عشرين أوردر، ولكن الآن لا يوجد شغل مثل الأول، فنحن نفتح الفرع الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا، فالوقت من الساعة الثامنة صباحا وحتى الثانية عشر مساء لا يوجد شغل إلا قليلا جدا ممكن أوردر أو اتنين ونفضل قاعدين لحد الساعة واحدة، ويبتدى الشغل، وكانت الأوردرات تصل إلى خمس أو سبع أوردرات مع بداية الحظر وأيضا فى شهر رمضان وبدأت تزيد أيام العيد، لكن بعد العيد أصبح الكثيرين لديهم مخاوف من الأكل خارج المنزل، بسبب زيادة أعداد المصابين بفيروس كورونا، والكثير تأثروا بنقص المرتبات، وأكل البيت بيوفر، رغم أن المطعم يعقم بشكل دورى ونحن نقوم بالإجراءات الوقائية ونرتدى الكمامات ونغيرها أكثر من مرة أثناء الشيفت وأيضا نرتدى الجوانتات ومع كل فرد دليفرى زجاجة كحول صغيرة من المطعم منذ بداية الأزمة ونقوم بملء الزجاجة كل يوم من الفرع.
«الدواء فيه سم قاتل»
على العكس يرى مصطفى عبدالله، الذى يعمل دليفرى فى إحدى الصيدليات الشهيرة، أنه لا يوجد اختلاف قبل أزمة كورونا وبعدها بالنسبة لطلبات الدليفرى، لافتا إلى أن الصيدليات تعمل 24 ساعة ولا يطبق عليها الحظر، وكثير من الناس يأخذون التريض إليها كنوع من الترفيه على أنفسهم ليلا وينزلون بأنفسهم لشراء الأدوية اللازمة لهم، وبعض العملاء أيضا يخافون من الصيدليات لأنهم يرون أنها أول مكان يلجأ إليه أى فرد يصاب بأعراض البرد أو الكورونا، والبعض يقومون بالاتصال بالصيدلية أو إرسال الروشتة عبر الواتس آب ونحن نقوم بتوصيلها لهم، ودائما ما نرتدى الكمامات سواء داخل الصيدلية أو خارجها ونستخدم الكحول والجيل المطهر لتطهير أيدينا، ورغم أننا نتبع الإجراءات الاحترازية إلا أنه كثيرا ما يستلم صاحب الأوردر أدويته منا بمنديل أو يطهر أيدينا بكحول قبل أن يأخذ منا الدواء ويعطينا ثمنه والبقشيش فى منديل وكأن الدواء فيه سم قاتل!!».
«بعد الحظر»
أحمد السيد، طالب فى الفرقة الأولى فى كلية الزراعة، ويعمل بشكل مؤقت عامل ديليفرى كل عام فى فترة الإجازة الصيفية، عن طريق أبلكيشن على الموبايل ويقول: «كل ما أحتاجه دراجة عادية أونارية لأعمل فى توصيل الطلبات للمنازل، ولم أتأثر بأزمة كورونا لأن الأبلكيشن يوفر لى استقبال أنه أوردرات معظم الوقت، وفى الفترة الأخيرة زادت أوردرات السوبر ماركت من السيدات اللاتى بدأن استخدام الأبلكيشن بشكل كبير فى طلبات المنزل بدلا من النزول لأن غالبية الناس لديهم خوف من النزول والتزاحم والاختلاط فنحن فى حالة من الضغط قبل الحظرو بعده لأن أعدادنا قليله بسبب خوف البعض من العمل فى هذه المهنة لأننا نختلط بالكثير من الناس، رغم أننا نقوم بعمل الإجراءات الوقائية مثل ارتداء الكمامة واستخدام الكحول والبعد بشكل كافًٍ وتطهير صندوق الطعام بشكل دورى بالكلور، وعند تسليم الأوردر للعميل، بعضهم يقوم بتطهير الأشياء قبل دخولها المنزل وأفضل الأوقات بالنسبة لنا هى أوقات ما بعد الحظر لأنه لا توجد زحمة فى الشوارع».