العالم الكبير وأستاذ الأمراض الصدرية ومستشار رئيس الجمهورية للصحة د. عوض تاج الدين، نحن في أشد الحاجة الى تواصل مباشر مع سيادتكم من خلال بيان يومي مصور، يبث عبر قنوات التلفزيون والراديو، تتحدث فيه إلى جموع الشعب المصري، وتخبرنا خلاله بالجديد عن وضع فيروس كورونا، وترد فيه على تساؤلات الناس. سيادة المستشار، تمر مصر الآن بأسبوعي ذروة انتشار فيروس كورونا، بحسب تصريحات منسوبة لسيادتكم قبل أيام، ونحتاج أن نعرف إجابات عن أسئلة قد تختلف اجاباتها يوما بعد يوم، ونحتاج الى إجابات رسمية محددة عنها بوضوح وشفافية من مستشار الرئيس للصحة. سيدي الطبيب لعلكم قد تابعتم الرأيين الطبيين المتنازعين الآن، حول متى يبدأ تناول برتوكول العلاج في حالات العزل المنزلي أو قبل ظهور نتيجة الكشف عن الفيروس لدى من يعاني من أعراض الإصابة، حيث يرى الأطباء أصحاب الرأي الأول انتظار نتيجة المسحة، ويرى الأطباء أصحاب الرأي الثاني”كورونا إلى أن يثبت العكس” أن على المشتبه في إصابته البدء في العلاج فورا وقبل ظهور نتيجة المسحة، على اعتبار أن الوقت ليس دائما في مصلحة المرضى، الذين تتدهور حالتهم بسرعة. إن فئات كثيرة من الشعب المصري، تحتاج الى أن تسمع رأيكم وماذا تتبنى بالفعل من بين الرأيين وأيها تختار ولمن من المرضى. الطبيب الخلوق الهادىء، مواطنون كثيرون في قرى ونجوع مصر، يحتاجون إلى الاستماع إلى نصائحك بلغتك البسيطة الواضحة، وإلى إرشاداتك لحماية أنفسهم وزويهم بامكانياتهم المتوافرة في بيوتهم إذا لم يستطيعوا الحصول على الكمامات وأدوات التعقيم، وإلى طمأنتهم لوجود أسرة في بعض المستشفيات القريبة منهم، أو إلى إمكانية أخذ العلاج في المنزل، طبقا لتطورات الموقف بحسب البيانات التي ترد إليكم يوميا من المحافظات.
سيدى الطبيب، لقد تابعتم بالتأكيد إعلان بعض مستشفيات القطاع الخاص عن تقديم خدماتها لمرضى كورونا، بأسعار كبيرة متفاوتة، ونحن نحتاج إلى أن نعرف رأيك في المبدأ، ثم في مدى مراقبة تقديم برتوكولات العلاج من قبل الدولة، لمن يتلقون العلاج من كورونا في تلك المستشفيات.
العالم الكبير، اننا ننتظر منك دائما اعلامنا بتحديثات برتوكولات العلاج، خاصة مع نشر بعض الأطباء أسماء أدوية وجرعاتها، عبر صفحاتهم على فيس بوك، باعتبارها البرتوكولات الموثقة، بينما يحذر آخرون من أدوية ربما تكون لازالت مستخدمة في مستشفيات العزل، مما قد يحدث بلبلة وعدم ثقة لدى البعض.
السيد مستشار رئيس الجمهورية للصحة، هناك كثير من الفيديوهات التي يتم تداولها يوميا على مواقع التواصل الاجتماعي، حول المرضي أو أوضاع المستشفيات أو حول بؤر معينة للفيروس، تحتاج منك الى تعليق يومي، يوضح الحقيقة بشفافية.
سيدى وزير الصحة الأسبق، الفرق الطبية أيضا في حاجة إلى أن توجه لهم رسائل عبر اطلالك اليومي لجميع المواطنين، هم أيضا بحاجة الى الاستماع لنصائح أستاذهم وتوجيهاته، وأن يسمعها معهم أسرهم وجيرانهم وكذلك مرضاهم، وباقى المواطنين.
أيها الطبيب، هناك الكثيرون من المرضى البسطاء ممن سيعزلون منزليا، ويحصلون على حقيبة المستلزمات الوقائية وأدوية البرتوكول العلاجي للأطفال أوالكبار، كما أعلنت وزارة الصحة مؤخرا، وهؤلاء يحتاجون لطبيب إنسان مثلك يشرح لهم، طريقة استخدام محتويات الحقيبة وقياس درجة الحرارة، وكيفية التعامل مع كارت متابعة الحالة الصحية، ومن حقه أن يعرف من سيتابع حالته بالضبط في المنزل، خلال فترة العزل، وكيفية هذه المتابعة، ليعرف هو ومخالطيه وأسرته ان كانت هذه المتابعة تتم وفق الطريقة المفترض تطبيقها، أم لا.
وماذا على أسرهم أو ذويهم أن يفعلوه في تلك الأوقات، وإلى من يلجأوا في حالة الضرورة أو تطور وضع المريض أو تدهوره، وفق مؤشرات محددة تقولها لهم بعبارات مبسطة وواضحة.
د. عوض، هناك الكثير مما ننتظره من نصائحك للأسر وللأفراد إذا دخلنا في مرحلة تطبيق خطة التعايش مع الفيروس، بعض الأمهات تسأل من من أطفالها يمكنه أن يتعايش مع الفيروس ويمارس الرياضة، إذا سمح بفتح الأندية الرياضية ومراكز الشباب، ومن من أطفالها لا تسمح له بذلك، وأسئلة أخرى كثيرة عن طريقة التعايش مع الفيروس، ووضع المتعافين من الفيروس وإمكانية اصابتهم مرة أخرى، وماذا عن انتظار البعض لوصول المجتمع المصري الى مرحلة” مناعة القطيع”أو المناعة المجتمعية التي يبشر بها علماء الأوبئة، كي يخرجوا للمجتمع ويرسلوا أطفالهم الى أماكن الترفيه واللعب والتعلم..إننا ننتظرك أيها الطبيب ..فهل تجيبنا.