رئيس ضمان جودة التعليم: الجامعات التكنولوجية ركيزة جديدة فى تنمية المجتمع    إتاحة الاستعلام عن نتيجة امتحان المتقدمين لوظيفة عامل بالأوقاف لعام 2023    قطع المياه عن نجع حمادي.. وشركة المياه توجه رسالة هامة للمواطنين    الحكومة: نرصد ردود فعل المواطنين على رفع سعر الخبز.. ولامسنا تفهما من البعض    «حماس» تصدر بيانًا رسميًا ترد به على خطاب بايدن.. «ننظر بإيجابية»    محامي الشحات: هذه هي الخطوة المقبلة.. ولا صحة لإيقاف اللاعب عن المشاركة مع الأهلي    رونالدو يدخل في نوبة بكاء عقب خسارة كأس الملك| فيديو    أحمد فتوح: تمنيت فوز الاهلي بدوري أبطال أفريقيا من للثأر في السوبر الأفريقي"    هل يصمد نجم برشلونة أمام عروض الدوري السعودي ؟    حسام عبدالمجيد: فرجانى ساسى سبب اسم "ماتيب" وفيريرا الأب الروحى لى    هل الحكم على الشحات في قضية الشيبي ينهي مسيرته الكروية؟.. ناقد رياضي يوضح    محامي الشحات: الاستئناف على الحكم الأسبوع المقبل.. وما يحدث في المستقبل سنفعله أولًا    مصارعة - كيشو غاضبا: لم أحصل على مستحقات الأولمبياد الماضي.. من يرضى بذلك؟    اليوم.. بدء التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الابتدائي على مستوى الجمهورية    32 لجنة بكفر الشيخ تستقبل 9 آلاف و948 طالبا وطالبة بالشهادة الثانوية الأزهرية    استمرار الموجة الحارة.. تعرف على درجة الحرارة المتوقعة اليوم السبت    اعرف ترتيب المواد.. جدول امتحانات الشهادة الثانوية الأزهرية    صحة قنا تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    أحمد عبد الوهاب وأحمد غزي يفوزان بجائزة أفضل ممثل مساعد وصاعد عن الحشاشين من إنرجي    دانا حلبي تكشف عن حقيقة زواجها من محمد رجب    الرئيس الأمريكي: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر    "هالة" تطلب خلع زوجها المدرس: "الكراسة كشفت خيانته مع الجاره"    حدث بالفن| طلاق نيللي كريم وهشام عاشور وبكاء محمود الليثي وحقيقة انفصال وفاء الكيلاني    أبرزهم «إياد نصار وهدى الإتربي».. نجوم الفن يتوافدون على حفل كأس إنرجي للدراما    مراسل القاهرة الإخبارية من خان يونس: الشارع الفلسطينى يراهن على موقف الفصائل    عباس أبو الحسن يرد على رفضه سداد فواتير المستشفى لعلاج مصابة بحادث سيارته    "صحة الإسماعيلية" تختتم دورة تدريبية للتعريف بعلم اقتصاديات الدواء    ثواب عشر ذي الحجة.. صيام وزكاة وأعمال صالحة وأجر من الله    أسعار شرائح الكهرباء 2024.. وموعد وقف العمل بخطة تخفيف الأحمال في مصر    العثور على جثة سائق ببورسعيد    الأمين العام لحلف الناتو: بوتين يهدد فقط    سر تفقد وزير الرى ومحافظ السويس كوبرى السنوسي بعد إزالته    نقيب الإعلاميين: الإعلام المصري شكل فكر ووجدان إمتد تأثيره للبلاد العربية والإفريقية    كيف رفع سفاح التجمع تأثير "الآيس" في أجساد ضحاياه؟    "حجية السنة النبوية" ندوة تثقيفية بنادى النيابة الإدارية    ضبط متهمين اثنين بالتنقيب عن الآثار في سوهاج    «الصحة»: المبادرات الرئاسية قدمت خدماتها ل39 مليون سيدة وفتاة ضمن «100 مليون صحة»    وكيل الصحة بمطروح يتفقد ختام المعسكر الثقافى الرياضى لتلاميذ المدارس    وصايا مهمة من خطيب المسجد النبوي للحجاج والمعتمرين: لا تتبركوا بجدار أو باب ولا منبر ولا محراب    الكنيسة تحتفل بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر    للحصول على معاش المتوفي.. المفتي: عدم توثيق الأرملة لزواجها الجديد أكل للأموال بالباطل    القاهرة الإخبارية: قوات الاحتلال تقتحم عددا من المدن في الضفة الغربية    «القاهرة الإخبارية»: أصابع الاتهام تشير إلى عرقلة نتنياهو صفقة تبادل المحتجزين    «ديك أو بط أو أرانب».. أحد علماء الأزهر: الأضحية من بهمية الأنعام ولا يمكن أن تكون طيور    الداخلية توجه قافلة مساعدات إنسانية وطبية للأكثر احتياجًا بسوهاج    ارتفاع الطلب على السفر الجوي بنسبة 11% في أبريل    «صحة الشرقية»: رفع درجة الاستعداد القصوى لاستقبال عيد الأضحى    وزير الصحة يستقبل السفير الكوبي لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    الأونروا: منع تنفيذ برامج الوكالة الإغاثية يعنى الحكم بالإعدام على الفلسطينيين    الماء والبطاطا.. أبرز الأطعمة التي تساعد على صحة وتقوية النظر    «الهجرة» تعلن توفير صكوك الأضاحي للجاليات المصرية في الخارج    رئيس الوزراء الهنغاري: أوروبا دخلت مرحلة التحضير للحرب مع روسيا    «حق الله في المال» موضوع خطبة الجمعة اليوم    بمناسبة عيد الأضحى.. رئيس جامعة المنوفية يعلن صرف مكافأة 1500 جنيه للعاملين    السيسي من الصين: حريصون على توطين الصناعات والتكنولوجيا وتوفير فرص عمل جديدة    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    أسعار الفراخ اليوم 31 مايو "تاريخية".. وارتفاع قياسي للبانيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شباب ائتلاف الثورة .. مصر جديدة لابديل عنها

لأنهم يحلمون بمصر جديدة.. ذات نهضة اقتصادية وحياة ديمقراطية سليمة فقد شاركوا بوعي وإيجابية في أحداث ثورة 25 يناير وظلوا بميدان التحرير حتي تحقق جزء كبير من مطالبهم وأحلامهم لوطنهم.. حاورناهم لنتعرف عن قرب عن أفكارهم ورؤاهم المستقبلية وكانت هذه السطور
مصطفي إبراهيم مهندس طيران وشاعر شاب في الرابعة والعشرين من عمره قرر أن يغير مصر حتي لا يتركها، حاصل علي فيزا لأمريكا لكن مصر حبيبته الفاتنة السمراء التي لا يمكن أن يتركها سيطرت علي مشاعره وقلبه لم يستسلم لنيران الشرطة فجعل من ميدان التحرير ساحة التغيير، مصر الجديدة التي لا بديل عنها.
سألت مصطفي عن أول يوم يشارك فيه في الثورة فقال لي نزلت أول يوم في شبرا وقد كانت المظاهرة لا تزيد علي 100 فرد بدأنا بالتحرك ناحية التحرير وكنا كلما تقدمنا أمتارا نزداد بالعشرات.. الأمن المركزي حاصرنا واستطعنا أن نكسر الكردون ونتجه نحو التحرير بواسطة إمدادات البشر التي كانت تزداد.
سألته هل كنت تتوقع أن تستمر المظاهرات وتصل لمليونية ويتنحي الرئيس؟ فأجاب: ما حدث لم يكن مرتبا له ولم يخطر علي بالنا فكنا نأمل أن تستمر المظاهرات ولو ليومين ولكن عنف الداخلية وتعاملها مع المتظاهرين جعلنا نصر علي التغيير فلم نكن نتوقع أن تتحول المظاهرة إلي ثورة.
سألته عن مطالبه يوم 25 يناير؟ فقال لي: مطالبي لم تختلف عن مطالب أي مصري، فمصر بلد محترمة وتستحق الأفضل فأنا معي فيزا لأمريكا وقد هاجرت ولم أستطع أن أستمر فرجعت قبل أن أكمل عاما أنا أريد مصر التي أحلم بها بلدا ديمقراطيا به نهضة في التعليم والصحة.
سألته عن تجربته داخل المعتقل؛ فقال لي: يوم 25 يناير تم اعتقالي وضربي ضربا مبرحا فقد تم القبض علي وركبت عربية الترحيلات ووضعوني في معسكر السلام لمدة يومين لم يلمسني أحد في معسكر السلام فلم أتعرض للضرب وعرضت علي النيابة وتم الإفراج عني يوم الخميس ليلا الموافق 27 يناير ويوم 28 يناير «جمعة الغضب» كنت مع المتظاهرين واعتصمت في الميدان وأول ما الجيش نزل شعرنا بالأمان وفي معسكر السلام كنا 65 شابا جميعا في حجرة واحدة طولها 3 أمتار وعرضها 5 أمتار وكنا نأكل الخبز والجبن والطماطم.
سألته عن كيفية ترتيب ما حدث ومتي علم بأحداث 25 يناير؟ فقال لي: كنت أعلم قبلها بثلاثة أسابيع وكنا لا نريدها مظاهرة نخبوية كما كان يحدث قبل ذلك.. بمعني ألا تقتصر علي المثقفين فقط كنا نريد جميع أطياف المجتمع حتي نضغط.
سألته هل كانت المطالب في أول يوم هي إسقاط النظام أم بدأت بمطالب اجتماعية واقتصادية تحولت بعد ذلك إلي مطالب سياسية؟
فقال لي: لكي نضغط كان لابد أن نتكلم عن رغيف الخبز والصحة والتعليم والأسعار ولايوجد وقت للنقاش مع البسطاء لشرح المطالب السياسية لكن في الأساس كانت المطالب السياسية والتي تعامل معها الجميع بجدية بعد أن أثبتنا أننا قادرون علي التغيير، فالمواطنون شعروا بقوتهم ولم يستطع أحد أن يضحك عليهم فنحن أرهبنا الشرطة ودماؤنا التي سالت علي أرض ميدان التحرير وفي محافظات مصر كانت الضمان للاستمرار فعددنا كان يوميا في زيادة وهذه الأعداد والشعور بالقوة جعلنا نتمسك بحقنا ونرفض «تنقيط» مطالبنا.. سألته عن أصعب يوم واجهه؛ فأجاب: يوم الأربعاء الدامي «موقعة الجمل» فقد استيقظت صباحا علي كابوس فبعد أن قال الناس لا وجدتهم يقولون نعم وشاهدت الجِمَال في التليفزيون فتوجهت مسرعا إلي الميدان وكأني أري فيلما حربيا فالميدان كان مفروشا بالطوب والمتاريس كان يوما صعبا فكنا نري أصدقاءنا وزملاءنا ينزفون الدماء ويموتون أمامنا.
سألته عن نشاطه السياسي قبل يوم 25 يناير وهل كان عضوا في حزب أو حركة سياسية؟ فقال لي: لم أنضم يوما لأي حزب أو حركة سياسية فلا شيء يجبرني أن آخذ أفكار حزب معين دفعة واحدة فثلاثة أرباع الأحزاب الموجودة في مصر أحزاب نخبوية بها مثقفون وهم وحدهم غير قادرين علي إحداث التغيير ولكني لم أكن أتوان عن خدمة مصر ففي حادث الدويقة كنت أنتشل الجثث مع الأهالي وأساعد الشرطة في ذلك وساهمت في القوافل الطبية التي ذهبت لغزة وقد كنت في استقبال البرادعي وكنت مؤمنا بمسألة التوقيعات التي كانت تجمع.
سألته عن مصر التي يريدها؟ فأجاب بالنسبة لي كمهندس مصري أريد أن أري شعار «صنع في مصر» أري إنتاجنا وكفاءة عمالنا ونحدد إذا كانت مصر دولة صناعية أم زراعية ونستثمر مناظرنا السياحية وآثارنا في زيادة دخلنا بطريقة محترمة تليق بمكانة مصر.
محروس أحمد - طبيب أسنان 26 عاما - تلقي الدعوة علي الفيس بوك وتعامل معها بإحباط ولم يتجاوب معها فلم يكن يتوقع أن مثل هذه الدعوة ستغير مصر وتسقط نظاما بأكمله، قال لي: كلمني واحد صاحبي ولكني رفضت النزول وما أن مر أول يوم بدأت أسمع أصداء ما حدث وبدأ موقفي يتغير فتابعت الأخبار يومي 26 و27 ولم أنم حتي أخذت قراري ونزلت يوم جمعة الغضب 28 يناير وقد جئت من الهرم حيث أسكن وحتي ميدان التحرير سيرا علي الأقدام وفي مسيرات وكنا نستدعي الناس لكي تنزل معنا وكنا نصفق لضباط الشرطة والناس في منازلهم ومن خلال شرفتهم كانوا يلقون إلينا بالبصل والخل وعندما وصلت إلي ميدان الأوبرا كوبري قصر النيل أغلق الكوبري وألقيت علينا القنابل المسيلة للدموع وضرب علينا الرصاص المطاطي فقد أصبت بالرصاص المطاطي ولكني شاهدت آخرين ضرب عليهم رصاص حي حتي انسحبت الشرطة ونزل الجيش. سألته هل كنت تتوقع أن تنجح الثورة ويستمر الشباب والفتيات في الصمود لمدة 18 يوما؟ فقال لي: لم يكن هناك تخطيط ومعظم التطورات التي حدثت كانت بسبب تأخر القرارات وبطء الإجراءات، وفكرة أن المطالب تغيرت كانت موجودة قبل ذلك فالعنوان الكبير كان موجودا فمصر تستحق أن تكون أفضل ففاروق العقدة قال إن مصر لو لم تتقدم طيلة ال 20 عاما القادمة ولكنها لم تسرق ستكون أفضل فمصر كانت تسرق وتنهب علي مدار سنوات عديدة لذلك فهي تحتاج لفترة نقاهة.
سألته عن مصر التي يريدها؟ فقال لي أريد مصر دولة ديمقراطية وأن تستعيد مصر حضارتها وأن يجد المصري علاجا مجانيا ويجد طبا متطورا وأريد تعليما متميزا فما حدث يوم الأربعاء الدامي وموقعة الجمل الشهيرة هي جزء من حالة الأمية التي نعيشها فبحكم سكني فأنا قريب من منطقة نزلة السمان وقد تحدثت مع أصحاب الجمال فقد تم تضليلهم وإقناعهم بأن عليهم النزول للمطالبة بحقهم فنزلوا بهذا الشكل ودخل وسطهم البلطجية وهو ما يدل علي ثقافتهم البسيطة وجهلهم.
أريد أن أري مصر جديدة تطبق فيها مشروعات متطورة تساهم في نهضتها كممر التنمية لا أريد تغيرات قص ولزق أريد تغيرات حقيقية وما يحدث الآن من مظاهرات هو نوع من الضغط لإكمال الإصلاح فنحن كشباب لانزال نعترض علي حكومة شفيق وتعيين محمد الصاوي وزيرا للثقافة وكنا نريد وضع دستور جديد لكن بطء الاستجابة يعطينا إحساسا بالالتفاف علي مطالبنا.
سألته عن استمرار الاضطرابات والاعتصامات في ميدان التحرير وتعطيلها للحياة العامة؟ فقال لي: أنا ضد توقف الحياة واستمرار الطوارئ ولكن فكرة الزن أثبتت أنها فكرة فعالة فهكذا توكل الكتف والحكومة الموجودة كانت جزءا مما حدث، لذلك فإن هذه الثورة لا يمكن خداعها لأنها مصورة ومسجلة ومن أخطأ في حق الشباب فالتاريخ سيسجل خطأه ولن نثق فيه.
سألته عن كيفية الخروج من أزمة الثقة؟ فقال لي: سرعة الإجراءات هي الحل الوحيد فنحن أكتفينا من الكلام فنحن نريد دستورا جديدا وإصلاحات حقيقية ونريد تطهير جهاز الداخلية من العناصر الفاسدة فسيناريو الثورة المضادة لايزال موجودا.
معتز زكي - 25 عاما، يدرس بكلية الهندسة جامعة القاهرة قال لي: نزلت المظاهرات منذ يوم 24 يناير فكان دوري توعية المواطنين وقد نزلت في مناطق معينة وتحدثت مع الناس وقلت لهم لابد أن تشاركوا أن تقولوا لا للظلم لا للفساد وقد تجاوب معنا المواطنون وقد عرفت بأمر المظاهرات من علي الفيس بوك وتحمست للهدف وفوجئت بأعداد المشاركين واختلاف أعمارهم وثقافتهم كانت في البداية مظاهرة ولكن إصرار الناس وقوتهم حولتها لثورة.
سألته عن انتمائه السياسي؟ فقال لي: ليس لدي إيمان بأي حركة أو حزب فكلهم غير فعالين فلم يساهموا حتي في تحقيق أهداف اجتماعية للمواطنين ولم يدافعوا عن حقوقهم الاجتماعية فمثلا لم نجد مشاركة فعالة في تحديد الحد الأدني للأجور فالأحزاب الموجودة هي جزء من النظام السابق بعضها ضعيف ولا وجود لها.
سألته عن مصر التي يريدها؟ فقال لي: شعب مصر يستحق أن يعيش حياة أفضل فهو أحسن من أي شعب ومصر لابد أن تكون جديدة فلابد أن نبدأ بالتعليم فهو الأساس وأنا نزلت للمظاهرات والتحمت بالثورة من أجل مصر النظيفة الديمقراطية المتعلمة.يروي كريم ياسين-26 عاما- ويعمل معدا في إحدي القنوات الفضائية تفاصيل ثورة 25 يناير حيث بدأحديثه قائلا: «تمت الدعوة إلي المظاهرات من خلال الفيس بوك منذ ثلاثة أشهر، وكانت المطالب التي نريد تحقيقها هي أربعة مطالب فقط تتمثل في تنحي الرئيس حسني مبارك عن الحكم و إقالة حكومة نظيف وإلغاء قانون الطوارئ وحل مجلسي الشعب والشوري.. فقاطعته متسائلة هل كانت أولي مطالبكم هي تنحي الرئيس أم جاء هذا الطلب تصعيدا لتجاهل الرئيس لمطالبكم في بداية الثورة؟
فأجابني كريم قائلا : كان هذا المطلب علي وجه التحديد من أوائل مطالبنا، ولكننا كنا نعلم جيدا أنه كان من الصعب تحقيقه إلا من خلال الاعتصام إيمانا بمبدأ ''مش هانمشي هو يمشي'' والحمد لله تحقق مطلبنا وتخلي الرئيس عن السلطة.
ويستطرد قائلا:'' تم الاتفاق علي أن يكون يوم 25 يناير هو يوم التجمع للتظاهر السلمي وعرض المطالب، وإعدادا لهذا اليوم نزلت أنا و20 من أصدقائي في يوم 24 يناير لنروج لهذه المظاهرة للأشخاص الذين ليست لهم علاقة بالفيس بوك وكانت خطتنا تتمثل في ركوب المترو من محطة التحرير إلي محطة دار السلام علي أن نقوم أثناء رحلتنا بأن نشرح للبسطاء ما هي مطالبنا، وما هدفنا من تلك المظاهرات وبالفعل نجحنا في الحديث مع أكثر من 1000 شخص في المترو، واستقطاب العديد منهم، هذا بالإضافة إلي الشباب الذين التقينا بهم في منطقة دار السلام، وبالفعل تجمع جزء منا في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير في ميدان التحرير والجزء الآخر في منطقة دار السلام، وكانت المظاهرات تسير بشكل سلمي حتي الساعة الثالثة عصرا حيث وجدنا الأمن المركزي ينهال علينا بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.. وفي الحقيقة أنني كنت أعلم جيدا أن الشرطة لن تسمح لنا بالتظاهر وأنها ستلجأ للعنف، ولذلك وضعت أنا وصديق لي خطة للهروب وهي الإسراع إلي الممر المجاور لمطعم هارديز التحرير والاختباء في أول عقار يقابلنا، وفي الحقيقة أننا وجدنا ترحيبا كبيرا من الأسر المصرية التي تقطن هذا العقار، حيث ساهموا في إيواء العديد من المتظاهرين .. وانتهي يوم الثلاثاء ونزلنا يومي الأربعاء والخميس وكان الضرب من قبل الأمن المركزي علي أشده ولكنه وصل إلي ذروته في يوم جمعة الغضب، حيث وجدنا العديد من أصدقائنا يتساقطون واحدا تلو الآخر بالرصاص الحي الذي أطلقه الأمن المركزي علينا فكان هذا المشهد هو دافعنا للاعتصام في ميدان التحرير وازداد تمسكنا بمطلب تنحي رئيس الجمهورية.
وعندما سألته كيف تري مصر بعد التغيير، خاصة وقد تمت تلبية كافة مطالبكم؟ .. فأجابني قائلا: ''أشعر بخوف شديد من بكرة ولكنني أتمني أن تهدأ الأوضاع، ولكن نحن في انتظار تحقيق بقية المطالب وأولها إسقاط حكومة شفيق ونأمل أن تستمر القوات المسلحة في دعمنا وحمايتنا.
حياتنا هتبقي وردي
كيف شاركت في الثورة وهل كان لك أي نشاط سياسي سابق؟!
- اسمي سامح سمير- 24 سنة- أعمل محامياً في دار الهلال.. لم تكن هذه أول مظاهرة أشارك بها فقد شاركت في مظاهرات كثيرة، كانت أول مظاهرة لي في 2004 وكانت وقتها ضد الظلم الإسرائيلي وما يفعلونه في الأراضي الفلسطينية ومقدساتها، وقتها لم أكن أعرف ماذا أفعل غير الهتاف مع الناس لمساندة الشعب المقهور، لكن عندما وجهت لي دعوة علي الفيس بوك بأن الشباب سيتظاهرون يوم 25 يناير لتحقيق مطالبهم، اشتركت في هذه المظاهرة مثلما كنت أفعل من قبل، ولكن هذه المظاهرة كانت فريدة من نوعها فهي لم تكن مظاهرة بل كانت ثورة شعبية ضد الظلم والفساد الذي انتشر بشكل كبير في الفترة الأخيرة. وأنا لم أنتم لأي حزب من قبل ولا لأي حركة سياسية.
ماذا حدث يوم 25 يناير.. وماذا كان دورك؟
- نزلت مع أصدقائي يوم 25 يناير من دار السلام وبدأنا نتحدث مع الناس عما سنفعله غدًا، ليشاركوا في المطالبة بحقوقهم، وبالمناسبة كان أول قسم شرطة يتم حرقه من الأهالي هو قسم شرطة دار السلام، وبدأت مسيرتنا في هذا اليوم من شبرا وكنَّا 30 فرداً ثم وصل عددنا خلال المسيرة إلي الميدان إلي 30 ألف فرد.. لم نكن نتوقع في البداية أن الموضوع سيكبر منَّا بهذا الشكل، لدرجة أنه مع كثرة العدد والحماس كسرنا كوردونات الشرطة حتي وصلنا التحرير وعندها انهالت الشرطة علينا بالضرب.. وأنا شخصيًا واحد من الذين ضُربوا، أما في يوم الجمعة 28 يناير كنت أصلي صلاة الجمعة في جامع الخازندار في شبرا، ففوجئنا بقوات الأمن يضربوا علينا قنابل داخل المسجد ورغم هذا صمدنا وتوجهنا إلي رمسيس.
هل تحققت المطالب التي كنتم تتوقعونها؟
- بنسبة من 60 إلي 70% تحققت، ينقصنا اختفاء كل عناصر الحزب الوطني، وإلغاء أمن الدولة ومحاكمة الرئيس المتنحي مبارك وعائلته أيضًا.
عايزين تشوفوا مصر إزاي؟
- أريد حياة سياسية ديمقراطية واقتصادية سليمة.. فإذا قضينا علي كل أبواب الفساد واستطعنا استرداد أموالنا المسروقة سيحدث هذا طفرة في حياتنا الاقتصادية.. وستتغير حياتنا إلي الأفضل، وأري أننا سنكون قوة لا يستهان بها في خلال سبع سنوات.. لذلك يجب علينا التمسك بثورتنا حتي تصبح حقاً حياتنا وردية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.