التغيير في هذه المرحلة بالنسبة لنا لم يكن يعني تغيير النظام فقط بل تغيير سلوك أيضا ففي يوم السبت الثاني عشر من فبراير شعر المصريون بأن دورهم بدأ في البناء وقام شباب 25 يناير منذ الصباح بتنظيف ميدان التحرير بعد أن شعروا بأن مطالبهم قد تحققت. تقول نورهان أحمد 21 سنة الفرقة الرابعة بكلية الهندسة جامعة القاهرة: اشترك أنا وأصدقائي في حملات لنظافة القاهرة عن طريق الفيس بوك والأدوات التي نستخدمها هي من منازلنا واتفقنا جميعا أن نبدأ حملة النظافة من ميدان التحرير، وتضيف: كنت من شباب 25 يناير ونشعر أن الواجب علينا الآن أن نقوم بتنظيف الميدان. وتقول ميار محمود 20 سنة عشان دي بلدنا لازم نحافظ عليها ولم أتردد مطلقا في المشاركة. ويقول عمرو أحمد 15 سنة بالصف الأول الثانوي: مصر لابد أن تبقي نظيفة وتجمعنا عن طريق جمعية رسالة وأتوقع أن كل مصري سوف يعبر عن رأيه بحرية وسيعمل بكل همة. وتؤكد زينب رجب 20 سنة طالبة بكلية الآثار جامعة عين شمس أنها قد شاركت في المظاهرات منذ يوم 26 يناير وتضيف قائلة: اليوم بعد أن تحققت مطالبنا نقوم بواجبنا وهو تنظيف الميدان والفيس بوك هو الذي جمعنا من جديد كي نبني بلدنا ونكون إيجابيين وننظف بلدنا من كل فساد فهذه الثورة كانت منذ البداية ضد أنفسنا كي نتغير ونصبح أفضل. وتقول مي طاهر 25 سنة خريجة كلية نظم المعلومات الإدارية أنا نازلة لكي يكون لي موقف إيجابي وحياة جديدة بالعقل فقد كونت اليوم صداقات جديدة تجمعنا تحت هدف واحد وهو تنظيف البلد فنحن جميعا من مناطق مختلفة وجميعنا عندنا استعداد أن نعمل بأيدينا كي نبني هذا البلد ولم نطالب منذ البداية بسقوط مبارك فقط كانت مطالبنا تتلخص في تحسين الصحة والتعليم وتوفير رغيف العيش بسهولة لكل مواطن والقضاء علي العشوائيات، لكن في النهاية من سيتولي كرسي الرئاسة عليه أن يحقق مطالبنا كشعب وتوفير الخدمات اللازمة. وعلي الجيش أن يفتح المصانع من جديد وإيجاد فرص عمل للشباب لنا وبعض الشباب في الميدان لا ينوي الخروج منه إلا بعد الحصول علي الوظائف، ففي هذه المرحلة علينا تعزيز الصناعات اليدوية واستصلاح الأراضي وأنا مستعدة أزرع بأيدي فلا أريد مكتبا ولا سيارة بسواق. أما ندي العقاد 25 سنة تعمل مساعدة مشروعات التنمية بوزارة التعاون الدولي. فتقول أنا مؤسسة جروب «يلا نصلح مصر» علي الفيس بوك وكنت ممن شاركوا في ثورة 25 يناير منذ بدايتها بدأنا بتنظيف المهندسين وشوارعها مثل شارع شهاب وسوريا ومصدق وأري أن النظافة هي جزء من التغيير الكبير الذي بدأ هنا من الميدان. ولكن ما أستعجبه هنا في الميدان أشخاص كثيرون لا يريدون الرحيل وهم أصلا لم يشاركوا معنا في الثورة منذ البداية وبعد أن ننتهي من التنظيف سوف نتحدث معهم حتي نعرف ما هي مطالبهم. أما محمد سعيد 36 سنة مدير مبيعات بشركة خاصة فقد حضر إلي الميدان مع أسرته كي ينظف الميدان ويقول: لم أشارك في الثورة ولكنني أريد اليوم أن أشارك في البناء وهذا دور لا يقل أهمية وأحضرت أطفالي لأنني أشعر أنهم سوف يكتسبون خبرة من مشاركتهم سوف تنفعهم في المستقبل. • مصر بلدنا يقول باسم بلال 21 عاما طالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة شاركت في المظاهرات التي اندلعت في جمعة الغضب وكنا نشارك في أعمال النظافة بصفة يومية، ولكن اليوم فقد نزلت إلي ميدان التحرير لإزالة الكتابات الموجودة علي المباني والمنشآت بعد نجاح الثورة، وذلك إيمانا بأن مصر بلدنا، فكما تسلمنا ميدان التحرير نظيفا علينا أن نعيده كذلك.. فلن نلقي مسئولياتنا علي أي شخص فهذا شعور نابع منا، وعلينا أن ننظف الشوارع الجانبية والميدان بأكمله. أما بسمة رأفت 20 عاما طالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة فتقول: نزلت لتنظيف ميدان التحرير لأن مصر دخلت مرحلة جديدة فلابد أن نتغير ونغير من سلوكياتنا.. فعلينا أن نكون متحضرين ولا نضيع ما فعلناه. وبالنسبة لإيمان محمد 24 عاما محامية تقول: نزلت المظاهرات بعدما فقدنا هذا العدد الهائل من الشهداء كذلك كان الفساد المتفشي في البلاد دافعا لأن أشارك في تلك التظاهرات واليوم نزلت إلي ميدان التحرير لأنني وجدت أصدقائي قد قرروا تنظيف الميدان فتحمست لمساعدتهم. • مصري بجد إسلام صبري 22 عاما طالب بكلية هندسة شبرا يقول: نزلت في يوم 28 يناير لأنني كنت أرغب في الحرية والاستقرار والعدالة الاجتماعية لأننا في مصر نتعامل معاملة المواطن درجة ثانية.. ولكن اليوم أنا أشعر أنني «مصري بجد» فأنا سعيد بأن هرم الظلم قد سقط فالآن نستطيع بناء مجتمع أفضل.. فمن اليوم لن أهاجر إلي بلد آخر وسأعمر بلدي.. فأنا أري أننا علي أعتاب الخطوات الأولي من الإصلاح وسينخفض عدد البطالة وسيأخذ الشباب حقه. هبة معتز 31 عاما مسئولة عن تصميم موقع اتصالات تقول مثلما ساهم هؤلاء الشباب في حصولنا علي حريتنا فالآن جاء دورنا لتنظيف الميدان فأنا سعيدة لما أشاهده اليوم من نظافة وما أتنفسه من رائحة عطرة. • تفاؤل هدي البرقي 19 عاما طالبة بكلية الحقوق تقول أشعر اليوم بإحساس جديد، أود أن أبني مصر وأن نبدأ حياة جديدة، فعلي كل فرد أن يبدأ بنفسه ولا ننتظر الآخرين.. فأنا الآن أشعر بالتفاؤل لأن الناس كانت في غيبوبة وفاقت فكل هذه التغييرات التي كانت تحدث كانت ترمم الأخطاء.. فأنا أري أنه لابد من أن نبدأ من الصفر.