تبدأ الدراسة فيتحول صوت إشعارات موبايل الأمهات من رسائل جروبات الأصدقاء والعمل، إلى إشعارات من «جروب الماميز» لا تنتهى إلا بعد فصل الموبايل عن الإنترنت، لتستطيع الأم أن تنعم ببعض الدقائق الهادئة دون قراءة مشاكل قد تخص أطفالها مرة، وعشرات المرات تخص باقى الأطفال. وجدت آيات حمودة نفسها بعد يومين فقط من بدء العام الدراسى مع ابنها «حمزة» الذى يبدأ عامه الأول من المرحلة الابتدائية فى جروبين، الأول أنشأته المعلمة المسئولة عن الفصل لتخبر أولياء الأمور ببعض التفاصيل المهمة التى قد ينساها الأطفال، مثل نشاط مدرسى فى يوم معين أو موعد امتحان أو رحلة تنظمها المدرسة وغيرها من التفاصيل المتعلقة بالدراسة فقط. أما الجروب الثانى فهو لأولياء الأمور فقط، أنشأته واحدة من الأمهات المتفرغة لشئون أولادها، وتريد أن يصبح باقى الأهالى مثلها، وتكون صداقات متعددة بأولياء الأمور سواء كانوا آباء أو أمهات، لكنها كسبت عداوة البعض بسبب طريقتها التى تشبه فرض الرأى فى الكثير من الأمور. تتابع آيات حمودة جيدًا الجروب الأساسى لفرقة ابنها أما الجروب الثانى فلا تهتم به إلا فى أوقات فراغها، بعدما وجدت الحديث فيه يتطرق إلى خلافات الأطفال على السندوتشات وتصميم حسن على أن اللانش بوكس الخاص به أفضل من لانش بوكس جودى وغيرها من الأمور البسيطة التى لا تهتم بها أى أم عاملة. «مها تتابع 6 جروبات يوميًا» كان الحال نفسه مع مها متولى، لكنها تتابع 6 جروبات مختلفة، فلكل واحد من أبنائها جروبان لفرقته الدراسية، وتحرص على الاهتمام بجروب أولياء الأمور أيضًا خاصة لابنتها كنزى التى وصلت للسنة الرابعة، لأنها علمت أن هناك مجموعة من التلاميذ يتعاملون بطريقة غير مهذبة ويقولون بعض الألفاظ التى لا تليق بأطفال المدارس. من خلال الجروب اتفقت مها مع ثلاثة من أمهات البنات فى فصل ابنتها وبدأن يتحدثن إلى أمهات هؤلاء الأولاد الذين اتضح فى النهاية أنهم أولاد عم يعيشون معًا فى نفس المنزل ويختلطون بجدهم الرجل المسن ذو الخلق الضيق ويتحدثون بنفس طريقته وألفاظه. اعترض جميع أولياء الأمور على طريقة أبناء العم التى بدأت تتفشى فى الفصل بأكمله بين الأولاد والبنات، وخلال أسبوعين اتحد أولياء الأمور ضد أمهات أولاد العم، فعلاً سلوك الأولاد قد تحسن وبدأت تعود الأوضاع لحالتها العادية. «المهندس حسين نقل تعارف الجروب إلى خارج العالم الافتراضى» جروبات الماميز لا تقتصر على الأمهات فقط، بل تضم عددًا لا بأس به من الآباء المتعاونين مع الأمهات فى رعاية الأبناء بعضهم له دور فعّال والبعض الآخر يتابع فى صمت، ويعتبر حسين محمد واحدًا من الآباء المتعاونين فرغم انشغاله الدائم بحكم عمله كمهندس معمارى إلا أنه يتابع أدق التفاصيل الخاصة بابنه الوحيد معتصم الذى نور حياته بعد أكثر من ست سنوات زواج. يتفاعل حسين دائمًا مع الجروب الخاص بالمدرسة والجروب الخاص بأولياء الأمور خاصة أن معتصم ما زال يشعر بالخجل والانطواء عن باقى زملائه رغم وصوله للصف الثانى الابتدائى، ومن خلال تواصله مع أولياء الأمور بدأ معتصم فى تمرين الكاراتيه مع أحد زملائه فى نفس الصف وبدأت الأسرتان فى التعارف بعيدًا عن رسائل العالم الافتراضى. «شيماء شاركت فى مناقشة 3 ساعات ضد المجموعات المدرسية الإجبارية» الأمر يختلف قليلًا مع الأطفال الأكبر سنًا فى الصف الخامس والسادس الابتدائى، فتقول شيماء قدرى إن جروب أولياء الأمور فى هذه المراحل مهم جدًا، فهناك مجموعة من المدرسين يجبرون الأطفال على حضور المجموعات المدرسية بعد انتهاء اليوم الدراسى باعتبارها بديلًا للدروس الخصوصية ومصدر دخل جيدًا للمدرسة والمدرس معًا، حيث يصل سعر المجموعة فى الشهر الواحد إلى 140 جنيهًا على أن لا تتجاوز مدتها ساعة واحدة مرة فى الأسبوع. تؤكد شيماء أن استفادة الأطفال من المجموعة المدرسية بعد يوم دراسى طويل غير مجدية, خاصة أنها تعطى ابنها دروسًا خصوصية فى بعض المواد وتتابع هى مذاكرة باقى المواد، وكذلك رأى باقى أولياء الأمور ومن خلال مناقشة على جروب الماميز استمرت لمدة 3 ساعات استقر الجميع على رفض حضور الأطفال المجموعة المدرسية، وبالفعل تم نقل هذا الرأى إلى جروب المدرسة الأساسى وتواصلت المدرسة المسئولة عن الفصل مع إدارة المدرسة، وتم الاستقرار على أن يصبح نظام مجموعات المدرسة اختياريًا وليس إجباريًا على جميع الطلاب.