على أحد جروبات الواتس آب، كتبت الأم أنها جلست مع ابنتها وقالت لها ليلة أول يوم دراسى: «ماينفعش نشترك فى التريقة على حد، ولا نسخر من حد، ولا نتفق إننا مش هنصاحب حد، ولا نقلل من حد»..#أنا_ضد_التنمر# تجارب الأمهات والآباء لمساعدة أبنائهم لدفع أذى المتنمرين بهم، جديرة بالتأمل وأن يستفيد منها كل أب وأم مع بداية عام دراسى جديد. «يا شيكولاتة.. يا بكار» لم تنعم آية بحر، بطفولة خالية من التنمر فى مدرستها بأرض اللواء، كونها نوبية وذات بشرة سمراء، فكانت دائمًا ما تسمع عبارة «ياشيكولاتة» من زميلاتها، ولم تكن تخبر أهلها بتضايقها من هذا الوصف، لكن بعدما تعدت آية الثلاثين ورزقها الله بطفلين لهما نفس بشرتها، أصبحت تتكلم معهما عن الأمر» تعلمهما أن يكونا واثقين فى نفسهما، ويدافعن عن نفسيهما علشان ميكرهوش نفسهم زى ما حصل معايا فى طفولتى، وبقيت أقولهم السمار نص الجمال». زياد وأخته لوسيندا، هما أيضا من أصحاب البشرة السمراء، وترى أمهما أنهما يتعرضان لما وصفته «بالفكر العنصرى»، تقول الأم: «أتحدث مع ابنتي دائما عن جمالها وعن جمال البشرة السمراء وأن السمار نص الجمال، وعن الحضارة النوبية العريقة، مما أكسبها الثقة فى نفسها، إلى جانب تفوقها فى السباحة والجمباز، الذى جعل لها محبين كثيرين من زملائها وأصدقائها، وزاد ثقتها فى نفسها». قبل عام دخل زياد على الأم باكيًا مقهورًا، فلما سألته عن السبب «فى الفصل بيقولوا لى يا بكار»، وعلى الفور ذهبت الأم إلى معلمته وحكت لها على ما تعرض له زياد واتفقتا على أن يجسد زياد دور «بكار الفتى الأسمر الشجاع، فى مسرحية بالإذاعة المدرسية، مظهرًا قصص أبطال النوبة وحضارتها»، وتبدلت الأحوال تمامًا بفضل ذكاء الأم والمعلمة. أشباح حبيبة وتحكى عفاف أحمد35 عامًا، ما تعرضت له ابنتها «حبيبة» فى الصف الثالث الابتدائى،من زميلاتها فى المدرسة، عندما عرفن عنها أنها تخاف من الأشباح وأفلام الرعب، فبدأون بتخويفها بأصوات خلال وجودها فى حمام المدرسة، مما جعلها تكره المدرسة. حين عرفت الأم سبب حزن الابنة لفترات لم تكن تعرف فيها السبب الحقيقى لهذا الحزن، تحدثت مع الإدارة ومع أولياء الأمور والمعلمين، وقرروا أن يكون الحل هو تنظيم ندوة عن أفلام الرعب وتأثيرها على الأطفال، ليعرف الأطفال بشكل غير مباشر نتيجة ما يفعلونه ببعضهم. حرف الشين.. كابوس حسن المهندس محمد إبراهيم، والد الطفل «حسن» عانى من التنمر وهو صغير، لنفس السبب الذى يحدث مع ابنه، وهو «لدغة» فى حرف الشين، وتفوهه بكلمات سريعة متلعثمة، بسبب صعوبة فى نطقها، والد حسن تأثر نفسيا بتهكم زملائه، كما يعانى ابنه تمامًا، لضحك زملائه عليه، وبالتالى لم يعد له صداقات من داخل المدرسة، إلى جانب عدم رغبته فى الذهاب للمدرسة. فنصحه الأب من خلال حكايته وتجربته مع تنمر الزملاء «لما تتجاهل اللى بيضحك عليك، هيكون أكبر عقاب له، لكن لو اعتدى عليك أحد جسديًا، دافع عن نفسك، وادفعه بعيدًا عنك، حتى تلجأ لشخص كبير» واشترك له فى النادى ليمارس رياضة الكاراتيه، ليستطيع الدفاع عن نفسه، «لا أريده أن يكون عنيفًا، لكن أريد أن يكون لديه ثقة فى نفسه».•