«جاهز يا فندم، المدفع الأول والثانى والثالث جاهزين بالتعمير».. عدة ثوانٍ ويأتى الأمر بالضرب فورًا، لتنطلق الدانات صوب البؤرة الإرهابية، وما هى إلا دقائق معدودة، الجميع مترقب رافضًا الحديث، لتأتى إشارة لاسلكية تفيد بنجاح الضربة بنسبة 100 %، ونسف البؤرة الإرهابية تمامًا .. ليهنئ القائد جنوده بنجاحهم، قائلا:ً «الله ينور يا رجالة» لتسود حالة الرضا بين الجميع. هذا هو حال مقاتلى الجيش المصرى.. الرجال الذين وضعوا الإرهابيين نصب أعينهم، وأقسموا «إما النصر، أو الشهادة».. كانت لنا معهم حوارات فى سيناء.. من تحت خط النار، وهم يهتفون: «الله أكبر.. حق الشهيد». «لن نترك سيناء إلا بعد تطهيرها من الإرهاب»..بهذه الجملة بدأ مقاتل( ش.ح)- من قوات المدفعية المسئولة فى العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، هى قصف المناطق خارج النطاق السكنى، وإحداثيات الهدف تؤكد ذلك، وإذا ما تم الإبلاغ عن تواجد وكر إرهابى داخل المناطق السكنية فهناك قوات أخرى كالصاعقة مثلًا مهمتها هى القضاء عليها وليس نحن، فحياة الأبرياء هى مهمتنا الأولى، فنحن نحارب الإرهاب فى سيناء، لتوفير حياة آمنة لأبنائها، فكيف نستهدفهم! يؤكد مقاتل المدفعية أن الشائعات التى تطلق بين الحين والآخر عن قيام قوات المدفعية بالتحديد ب«قصف» أهداف فى المناطق السكنية، والتى تؤدى إلى سقوط أبرياء من مواطنى سيناء الشرفاء لا أساس لها من الصحة، مضيفًا: عقيدتنا لا تسمح بذلك مطلقًا، فنحن قمنا مرات ومرات بإلغاء استهداف بؤر إرهابية نظرًا لوجود أبرياء من أهالى سيناء أو مرور سيدة مسنة، أو وجود بعض الصبية. اختتم المقاتل«ش.ح» حديثه قائلاً: أشعر بالفخر بالمشاركة فى العملية العسكرية الشاملة، وستقضى القوات المسلحة على العناصر التكفيرية وعلى الإرهاب تمامًا، فأبناء سلاح المدفعية يعملون وفق منظومة عمل متكاملة . (جماعات الظلام) يقول «جندى مقاتل بطل أحمد» - أحد أبطال العملية الشاملة سيناء 2018 الذين شاركوا فى عملية ضرب النار على البؤر الإرهابية والتكفيرية: لقد طالبت رسميا بعدم إنهاء خدمتى فى 1 – 3، وطالبت مدها إلى 1 – 4، لكى أحارب وأواجه البؤر الإرهابية والتكفيرية وتطهير سيناء من جماعات الظلام. فأنا خريج كلية تربية نوعية، وأعمل على المدفع فى أحد مرابض النيران التى تؤمّن أحد الكمائن، وانتقلت لموقعى منذ بدء العمليات العسكرية لتطهير سيناء من الإرهاب والتكفيريين، ورغم صعوبة الجو والحياة، لكن نحن لدينا إصرار وعزيمة من أجل تطهير سيناء من الإرهاب ولكى نحافظ على وطننا، مضيفًا: تمنيت عدم الخروج من الجيش فى 1 – 3 لكى نأخذ حق الشهداء والقضاء على العناصر الإرهابية والتكفيرية. أما الرائد مقاتل « م . ص»- أحد أبطال المدفعية، فأكد أنه بمجرد مشاركته فى العملية الشاملة بدأ يؤرخ لحياته ما قبل 9 فبراير وما بعدها، فمشاركته السابقة فى التدريبات والعمليات ضد الإرهاب شىء، ومشاركته ضمن العملية الشاملة سيناء 2018 شىء آخر. ويضيف القائد المقاتل أن المدفعية التى مهدت لحرب أكتوبر العظيمة، وشاركت بدور كبير ومهم فى ضرب أهداف العدو، هى نفسها اليوم التى تمهد للقوات عملياتها، كما أنها تستهدف أوكار ومخازن الإرهابيين. كما أنه حين تخرجه لم يكن يتخيل يومًا أن يكون فى مقدمة صفوف القوات المسلحة، ليقوم بضرب أهداف العمليات بالشكل الناجح الذى تثبته النتائج الآن، مشيرًا إلى أن الحرب على الإرهاب هى حرب الدولة كلها وفى مقدمتها القوات المسلحة وفى مقدمة القوات المسلحة سلاح المدفعية، ولذلك فالمهمة المكلفون بها مهمة عظيمة ضمن جهود العملية الشاملة سيناء 2018. (مخازن السلاح) أما «أ. ح» أحد ضباط المداهمات التى قامت بالكشف عّن أحد مخازن السلاح، فقال: إن الكشف عّن تلك الضبطيات له ترتيب خاص بالتنسيق مع قيادة العمليات، والتعاون مع أجهزة المعلومات، بالإضافة للقيام بأعمال تمشيط قبل الوصول لمنطقة التنفيذ، ويضيف أنه فور وصول المعلومات يتم إعداد قوات مجهزة على أحدث مستوى، بالإضافة لدراسة طبيعة المكان ومحاور الدخول والخروج، بما يمكن معه تنفيذ المهمة بأفضل الطرق. ويؤكد أن حصار البؤر الإرهابية، تجعل العنصر التكفيرى، يدفن أسلحته، والتعايش وسط المواطنين، ورغم ذلك فإن الجهود المستمرة من القائمين على العملية الشاملة، ترصد المتسربين ويتم القبض عليهم؛ حيث وضعت خطة محكمة بجميع العناصر وأماكن تواجدها، وكذلك الأماكن المحتمل هروبهم إليها، حيث تنشط أجهزة المعلومات فى جمع كل التفاصيل الخاصة بالعناصر الإرهابية، ووضع قاعدة معلومات يعتمد عليها فى جميع أعمال التنفيذ. يختتم حديثه قائلًا: «زى ما انتوا شايفين التعامل هنا فى لحظة، والحرب لحظة، إما أن تكون على أهبة الاستعداد، وفى يقظة تامة، أو تكون غافلًا، وربنا يقينا شر الغفلة». ويضيف المجند «م . س» وهو من محافظة البحيرة أن خدمته تنتهى فى أكتوبر المقبل، ولكنه يتمنى ألا تنتهى قبل أن يكون قد تم القضاء على جميع العناصر الإرهابية بالكامل.. مضيفًا أن الخدمة فى الجيش المصرى شرف لأى مصري، فهو بحق مصنع الأبطال، والخدمة فى شمال سيناء تصنع أبطالاً من طراز خاص، لذلك فهو فخور بمشاركته فى العملية الشاملة سيناء 2018. وعن طبيعة عمله يقول: إننا نقوم بتمهيد نيرانى، لفتح الطريق أمام قوات المداهمة، من عناصر القوات الخاصة، حيث يتم تحديد الإحداثيات وفقًا لمعلومات دقيقة، ويتم إبلاغنا لها لاستهداف أوكار العناصر الإرهابية خارج المدن، بمسافات كبيرة قبل أن تنطلق قوات المداهمة للتمشيط على الأرض. (حق الشهداء) كان لنا لقاء مع قائد إحدى النقاط الأمنية فى شمال سيناء، فسألناه عن:كيف يتم إبلاغه بنجاح الضربة قال: إن القوات الجوية تتولى مهمة التصوير للبؤرة التى تم رصدها . وسألناه عن أحدث عملية قام بها، فقال: إنه كان هناك تعامل من عناصر إرهابية مع قواتنا على الأرض بالفعل فى منطقة الظهير الصحراوى جنوبالعريش، وتم رصد عربة تمشى فى منطقة صحراوية فى طريقها للقوات، وتم صدور الأمر بالتعامل معها لفتح الطريق أمام القوات للتقدم. وفى نهاية حديثه قام بالتأكيد على أن رجال القوات المسلحة هنا «أسود» تحمى الأرض وتصون العرض.. وقال «لن أترك حق زمايلى وولادى اللى استشهدوا» . أما رقيب مقاتل بطل، «عماد»، أحد أبطال وسط سيناء، فقال: «التحقت بالعمل منذ 8 سنوات فى القوات المسلحة، ثم انتقلت للعمل فى العمليات العسكرية فى سيناء، للمشاركة فى العمليات العسكرية لتطهير سيناء من الإرهاب والبؤر التكفيرية والإجرامية، متزوج من 7 أشهر وأنتظر مولودتى، وأتلقى دعمًا كبيرًا من الأسرة على الاستمرار فى مهام عملى حتى يتم تطهير جميع سيناء من البؤر الإرهابية والتكفيرية. أكد البطل أن القوات المسلحة حريصة على اتخاذ جميع الإجراءات لتأمين حماية المدنيين فى مناطق مكافحة النشاط الإرهابى من خلال قواعد الاشتباك التى تم وضعها بدقة. (جبل الحلال) تحدث نقيب مقاتل بطل «رامى»، قائد إحدى النقاط الأمنية المواجهة لجبل الحلال، حيث أوضح أنه موجود منذ فترة فى المنطقة المحددة له هو والأبطال، وتم الاستعداد الجيد للعملية الشاملة سيناء 2018 لمكافحة التطرف والإرهاب. وأن الاستعداد القتالى موجود طيلة ال 24 ساعة، وأن الجميع مستعد لتنفيذ أى أمر فى أى وقت، موضحًا أن هناك تنسيقًا تامًا وكاملاً بين قوات المداهمة على الأرض وقوات المدفعية عبر غرفة العمليات. وأضاف قائلا: «نحن نقوم بدور كبير ولى أصدقاء استشهدوا فى العمليات ضد العناصر التكفيرية، لذلك فهو يريد أن يرى الشعب المصرى بأكمله يستوعب ذلك، ويساند قواته المسلحة. فخور جدًا وأجد نفسى أمام وحدة حقيقية للمدفعية المصرية، قادرة على تنفيذ مهامها بسهولة ويسر، بلا خوف أو قلق، بل نموذج حقيقى لمدرسة العسكرية المصرية، التى يخدم فيها الجميع فداء للوطن. ويؤكد البطل المقاتل أنهم أقاموا معرضًا يضم الأسلحة التى يضبطونها أثناء مداهماتهم مع الإرهابيين، مثل: أسلحة كلاشنكوف وأسلحة رشاش متعدد، بالإضافة إلى أجهزة مراقبة وبعض الأسلحة الخفيفة والذخائر المتنوعة. ويكشف أن الأسلحة يظهر عليها الرمال، وذلك لأن الإرهابى حينما يشعر بمحاصرته يلجأ للاختباء بعد دفن سلاحه فى الرمال، ويتم الاعتماد على أجهزة المعلومات فى كشف تلك المخازن. ويوضح أن تلك الأسلحة كانت تعد للهجوم على القوات، ولذلك فإن كل قطعة سلاح يتم ضبطها، وكل طلقة تتم مصادرتها تعنى أن هناك روحًا تمت حمايتها ونفسًا تم إنقاذها.•