عم خيرى شلبى الله يرحمه.. من أظرف الناس اللى عرفهم الوسط الثقافى والفنى والأدبى مرة راح كوبا.. لما رجع سألوه: هل صحيح يا عم خيرى إن السيجار الكوبى بيعملوا ورقه على فخاد العذارى قال للى سأله: لا طبعا دى أساطير بنقولها هنا فى مصر.. كوبا يا ابنى مفيهاش عذارى. بمناسبة خيرى شلبى عمرى ما قابلته، الله يرحمه، غير مرتين، ومع إن كل مرة قعدنا كتير بس ما تبادلناش فيهم ولا جملة لما يبقى عم خيرى موجود محدش بيتكلم غيره أنت قدام واحد من أمتع الحكائين، إن لم يكن أمتعهم على الإطلاق. أول حاجة اتنشرت لى فى حياتى كانت قصيدة فى مجلة الشعر كان هو اللى نشرهالى دون أدنى سابق معرفة، كانت المجلة وقتها مشهورة جدا والشعُّرا بيبعتوا لها قصايد من كل مصر وبيتسابقوا على مين ينشر فيها وأنا كنت صغير فمكنتش متخيل نهائى إنه هينشرها، إنما نشرها وفرحت بيها.. بعد فترة، كام سنة يعنى كلمته كصحفى عايز آخد رأيه فى موضوع.. كانت التليفونات الأرضية رد عليَّ هو ساعتها، ولما قلت له: أنا اسمى كذا، قبل ما أقول من جريدة كذا، قال لي: عارفك كويس، وقريت لك كذا وكذا وكذا.. انشكحت ساعتها، فرحا بعبقريتى الفذة، وموهبتى الخارقة وتخيلت إن كل مصر قرت الحاجات اللى كتبتها وأعجبت بيها.. اللى اكتشفته إن محدش قرا اللى كتبته غير تلاتة اتنين منهم خيرى شلبى، ودا لإنه بيقرأ كل حاجة بتصدر أول بأول، ومتابع الصغير قبل الكبير، والجديد قبل القديم.. والله لو أن بغلة فى العراق كتبت مقالا لقرأه خيرى شلبى. إيييييه الله يرحمه ويرحم الجميع .•