محافظ كفرالشيخ يتفقد أعمال تطوير وتوسعة شارع صلاح سالم    تراجع أسعار الذهب بالأسواق المحلية في منتصف تعاملات اليوم 4 يونيو    القمة الكورية الإفريقية.. كوريا: توسيع التعاون الزراعي مع زيمبابوي    قطر تسلم حماس مقترحا إسرائيليا جديدا: أكثر قرباً لمواقف الجانبين    نيمار: فينيسيوس سيفوز بالكرة الذهبية    أسرار سفاح التجمع.. عوالم خفية وقصص مرعبة وموتى مطلوبون للشهادة    القبض على المطرب أحمد جمال لاتهامه بالتسبب في إصابة «عجوز»    بتول عرفة مخرجة حفل افتتاح مهرجان المسرح المصرى فى دورته ال17    «ماجستير في تربية النحل».. تفاصيل في مشوار محمود عبدالعزيز في ذكرى ميلاده    موعد عيد الأضحى 2024.. أطول إجازة رسمية للموظفين «تصل ل 9 أيام متتالية»    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض الطلاب الوافدين بكلية التربية الفنية    وزير العدل يستقبل وفدا قضائيا من ماليزيا لبحث التعاون بين البلدين    انهيار عقار بالكامل في ميت غمر بالدقهلية    السفير حسام زكي: لا مخرج من الوضع الإقليمي المتوتر إلا من خلال تفعيل الآليات المتفق عليها    4 يونيو 2024.. البورصة ترتفع اليوم    إغلاق متحف الفن الحديث اليوم.. لهذا السبب    أتلتيكو مدريد يخطط لضم مهاجم السيتي    محمد علي يوضح صلاة التوبة وهي سنة مهجورة    عيد الأضحى 2024| الدعاء الذي يقوله المُضَحي عند ذبح أضحيته    مدير صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى نخل المركزي بوسط سيناء    نائب رئيس مجلس السيادة السوداني يزور روسيا لإجراء محادثات    المشدد 7 سنوات للمتهم بقتل شخص بسكين في قليوب    7 تحذيرات لطلاب الثانوية العامة 2024.. مكان كتابة الاسم وأقصى مدة للتأخير    رئيس بعثة الحج: غرفة عمليات القرعة تعمل لتقديم خدمة شاملة لضيوف الرحمن    أسعار النفط تعمق خسائرها مع مخاوف المستثمرين من زيادة المعروض    توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة المنصورة الجديدة وجامعة إيفانستي الفرنسية    بعثة المنتخب الأوليمبي لكوت ديفوار تصل القاهرة للقاء مصر وديًا    ل أصحاب برج الجوزاء.. تعرف على الجانب المظلم للشخصية وطريقة التعامل معه    فيلم فاصل من اللحظات السعيدة يقترب من تحقيق 60 مليون جنيه بدور العرض    مهاجم الأهلي السابق: الزمالك خارج المنافسة على الدوري    على رأسهم ريان وبوريكة وبن شرقي.. الزمالك يخطط لصفقات سوبر    مجلس النواب يستقبل وفد جمعية الصداقة المصرية التايلندية    دعاء رؤية هلال شهر ذي الحجة.. أحب الأيام إلى الله    «التعليم العالي»: التعاون بين البحث العلمي والقطاع الخاص ركيزة أساسية لتحقيق التقدم    مدير عام فرع التأمين الصحى بالشرقية يتفقد عيادة العاشر من رمضان    غداء اليوم.. طريقة تحضير البامية باللحمة    وزارة الدفاع التركية: مقتل شخصين في تحطم طائرة تدريب عسكرية    الكشف عن الكرة الجديدة للدورى الإسبانى فى الموسم المقبل    جامعة سوهاج تتسلم أرض مستشفى الحروق.. صور    ترقية 20 عضوًا بهيئة التدريس وتعيين 8 مدرسين بجامعة طنطا    أول رد من الإفتاء على إعلانات ذبح الأضاحي والعقائق في دول إفريقية    «شعبة مواد البناء»: إعلان تشكيل حكومة جديدة أربك الأسواق.. ودفعنا لهذا القرار    أكرم القصاص ل القناة الأولى: التعديل الوزارى مطروح منذ فترة فى النقاشات    9 أفلام مجانية بقصر السينما ضمن برنامج شهر يونيو    محافظ القليوبية يناقش طلبات استغلال أماكن الانتظار بعددٍ من الشوارع    مصرع شخص في حريق ب«معلف مواشي» بالقليوبية    26 مليون جنيه جحم الاتجار فى العملة بالسوق السوداء خلال 24 ساعة    استعدادًا لمجموعة الموت في يورو 2024| إيطاليا يستضيف تركيا وديًا    رئيس الدوما الروسي: وقف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا من شأنه إنهاء الصراع    بملابس الإحرام، تعليم الأطفال مبادئ الحج بمسجد العزيز بالله في بني سويف (صور)    هل التغييرات الحكومية ستؤثر على المشروعات الصحية؟ وزير أسبق يجيب ل«المصري اليوم»    "تموين الإسكندرية": توفير لحوم طازجة ومجمدة بالمجمعات الاستهلاكية استعدادا للعيد    نائب رئيس "هيئة المجتمعات العمرانية" يتابع سير العمل بالشيخ زايد و6 أكتوبر    بتكلفة 650 مليون جنيه.. إنشاء وتطوير مستشفى ساحل سليم النموذجى الجديد بسوهاج    وزير العمل يلتقى مدير إدارة "المعايير" ورئيس الحريات النقابية بجنيف    إجلاء نحو 800 شخص في الفلبين بسبب ثوران بركان جبل "كانلاون"    سيف جعفر: أتمنى تعاقد الزمالك مع الشيبي.. وشيكابالا من أفضل 3 أساطير في تاريخ النادي    جلسة بين الخطيب وكولر لتحديد مصير البوركينابي محمد كوناتيه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خصخصة المستشفيات ضربة للبسطاء

ضربة جديدة تلقاها المواطن البسيط بعد اتجاه الحكومة لخصخصة عدد كبير من المستشفيات التكاملية ومنح شراكتها للقطاع الخاص من أجل تشغيلها بعدما ظلت مهجورة لسنوات عقب رحيل الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق.
بعدما ضاق المواطن من قرار تعويم الجنيه والقيمة المضافة ورفع أسعار الوقود وفواتير الكهرباء والغاز جاء الدور على المستشفيات كى يجرى منحها للمستثمرين من أجل تشغيلها، وطالما قرر القطاع الخاص الدخول فيها فإنه حتما يبحث عن الربح والضحية هو المواطن الفقير.. ولجأت الحكومة إلى قرارات التضييق على المواطنين سواء بتحرير سعر الصرف ورفع أسعار الخدمات وقانون القيمة المضافة كى توفر حصيلة بعد ذلك من أجل دعم ملفى التعليم والصحة، ولكن الآن ظهر الاتجاه بأن القطاع الخاص الهادف إلى الربح قد يكون هو الآخر سيفا مسلطا على المواطن البسيط.. ويبلغ عدد المواطنين تحت خط الفقر 27.8% من السكان وفقا لتقرير صادر من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء يتركز أغلبهم فى القرى والنجوع والمناطق النائية والتى من المفترض أن تصل إليها المستشفيات التكاملية التى تهدف إلى خدمتهم بالأساس ومع منحها للقطاع الخاص ستزداد التكلفة لأن المستثمر لا يرغب فى الخسارة.
• التكاملية وعكسها
أصدر الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق قرارا رقم 166 لسنة 1997 ببناء المستشفيات التكاملية بمنحة أوروبية تقدر قيمتها 1.2 مليار يورو لتكون حلقة وصل بين القرى والمستشفى المركزى بحيث تقدم خدمات أولية تساعد فى إنقاذ حياة المرضى بدلا من السفر لمسافات تصل فى بعض الأحيان إلى 30 كيلو مترا وربما أكثر للوصول إلى أكبر مركز طبى عام فى المحافظة.. وكان الغرض من الإنشاء هو دعم المواطن صحيا فى القرى والنجوع وتقديم خدمات لهم تساعد فى تخفيف متاعبهم، وإذا اقتضى الأمر يجرى تحويله إلى المستشفى المركزى وجرى وقتها رسم سياسات المستشفيات التكاملية بحيث تحتوى على تخصصات الباطنة والأطفال والتخدير والولادة وغرفة عمليات وعناية مركزة.. ومع قدوم الوزير حاتم الجبلى قرر إيقاف المشروع على الفور وعدم استكماله وهو ما تسبب فى تهالك المستشفيات التى جرى بناؤها فيما كان هناك اتجاه إلى تحويل بعضها إلى مراكز لطب الأسرة لينتهى الغرض المخصص لها وهو خدمة المواطن البسيط فى القرى والمناطق المترامية الأطراف داخل القرى والنجوع.
وبلغ عدد المستشفيات التكاملية التى جرى إنشاؤها 544 مستشفى فى 21 محافظة ووضعها الآن أن 15 منها تحول إلى مستشفى مركزى «ب» و80 مستشفى أصبحت مراكز لتنظيم الأسرة ووحدات للغسيل الكلوى وحضّانات للأطفال، بينما باقى المستشفيات غير مستغلة وجرى تشكيل لجنة منذ أكثر من عام داخل وزارة الصحة للوقوف على الوضع الحقيقى للبقية.
وانتهت اللجنة إلى أن هناك خمسة مستشفيات يمكنها أن تعمل حيث لديها البنية التحتية من كهرباء ومياه وصرف صحى إضافة إلى سلامة المبانى.. بينما هناك 38 مستشفى تحتاج إما لإصلاحات هندسية أو مدها بالبنية التحتية كى تعمل.. وهناك 177 مستشفى يصعب العمل فيها حاليا وهناك 265 مستشفى غير صالحة للتشغيل.
وتعمل الحكومة على البحث عن مشاركة مع القطاع الخاص لحوالى 370 مستشفى تكاملى فى الوقت الذى لن يكون بمقدور المواطن فى القرى والنجوع الاستجابة للأرقام المنتظر طرحها لتقديم الخدمة الصحية محملة بالأرباح.
وفى الوقت نفسه فإن الدستور شدد على أن بيع المستشفيات الحكومية غير جائز فيما يجب أن يكون حجم الإنفاق على القطاع الصحى 3% من الناتج القومى الإجمالى أى أن النسبة حوالى 95 مليار جنيه فيما تبلغ ميزانية الصحة نحو 54 مليار جنيه يذهب جزء كبير منها إلى الأجور.
كما أن هناك حلا على طاولة الحكومة يتيح للقطاع الخاص الدخول إلى المستشفيات الحكومة بنظام «PPP» أو المشاركة بين القطاعين العام والخاص ولكن يبقى الغرض الربحى من أداء الخدمة قائما ولكن سيكون تحت إشراف وزارة الصحة.
• خط أحمر
ومن جهته شدد الدكتور محمد حسن خليل منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة وخبير النظم الصحية على أن لديه إحصائية تؤكد أن مصر بها 1.2 سرير حكومى لكل 1000 مواطن ونحتاج إلى ضرورة رفع هذا المعدل إلى نحو 2.2 سرير وهو الرقم الذى كانت عليه الدولة فى الستينيات من القرن الماضى.
أضاف خليل أن الدول المتقدمة لديها ما بين 3.5 سرير إلى 4 لكل 1000 مواطن، وبالتالى علينا أن نعمل على رفع عدد المستشفيات فى القطاع العام لأنه يقدم خدمة صحية للمواطن دون النظر إلى الربح.. ووضح خليل أن أى إجراء لنقل ملكية المستشفيات الحكومية إلى القطاع الخاص هو ضد الدستور لأن المادة 18 تنص على الحفاظ على منشآت الدولة الصحية وتوسيعها لخدمة جميع المصريين، وبالتالى فإن هذه الفكرة مرفوضة شكلا وموضوعا.. وأكد خليل أن ميزانية الدولة للقطاع الصحى يجب أن تكون 3% من الناتج القومى الإجمالى أى نحو 95 مليار جنيه، بينما فى الوقت الحالى لا تتجاوز 54 مليار جنيه بأى حال من الأحوال فيما لجأت الحكومة إلى تجميل الرقم بضم المستشفيات التابعة إلى بعض الجهات الحكومية وتحميل القطاع بفوائد الدين العام حتى تصل إلى الرقم الذى ينص عليه الدستور.
واستكمل خليل حديثه عن المستشفيات التكاملية أنه حين جرى فتح المستشفيات لم يكن هناك أطباء حديثو التخرج يرغبون فى العمل فيها نظرا لأن أجورهم وقتها كانت متدنية ولا تتجاوز 150 جنيها فضلا عن أن أماكنها تتركز فى المناطق النائية والقرى والنجوع، وبالتالى فإن فرصة الطبيب فى الحصول على عمل آخر يساعده بجانب عمله الأساسى فى المستشفى معدومة.
وأضاف خليل أن المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولى هدفهما هو عدم امتلاك الحكومة لأى مؤسسات تقدم خدمات صحية للمواطنين وبالتالى فإنه منذ فترة طويلة والاتجاه لخصخصة المستشفيات قائم وقد تصدينا له عبر القضاء فى السابق.
واستكمل خليل حديثه بأن الغرض من المستشفيات التكاملية كان خدمة المواطنين ولكن الخطأ الذى وقع فيه وقتها القائمون على الإدارة الصحية داخل الحكومة هو أنهم اعتقدوا أن كل ما يحتاجونه هو أرض ومبنى وأجهزة وتجاهلوا العنصر البشرى المدرب الذى يمكن أن يقوم بالعمل وفقا للظروف الصعبة والأجر المتدنى.
وقال خليل إن الأطباء فى مصر يرغبون فى السفر إلى الخارج لتحسين أوضاعهم الصحية وأنه يتذكر تصريحا لوزير الصحة السعودى حيث قال إن عدد الأطباء المصريين الذين يعملون فى بلاده أكثر من العاملين فى وزارة الصحة المصرية وهذا الكلام للأسف صحيح.
• الجمعيات الأهلية
ومن جهته أكد الدكتور محمد عز العرب المستشار الطبى لمركز الحق فى الدواء وأستاذ الكبد أن فكرة منح المستشفيات التكاملية للقطاع الخاص مرفوضة لأنه يجب أن تهتم الحكومة بالمريض غير القادر ولا تسلمه إلى المستثمرين.
وأضاف عز العرب أن هناك بعض الحلول يمكن طرحها للمناقشة مثل مشاركة الجمعيات الأهلية الخيرية للحكومة بحيث تتسلم المستشفى وتنفق على تجهيزها مقابل سعر رمزى للمواطن البسيط لأنها فى النهاية غير هادفة للربح وتتلقى تبرعات باستمرار ولن تتاجر بالمرضى وألمهم.
واختتم عز العرب حديثه بالتشديد على أن بيع المستشفيات الحكومية غير دستورى وفقا للمادة 18 من الدستور التى تشدد على الحفاظ على المنشآت الصحية الحكومة وتنميتها وتطويرها.
واتفق النائب هيثم الحريرى عضو لجنة الصحة بمجلس النواب على أن الخدمات الصحية للمواطن البسيط خط أحمر ولا يمكن منحها للقطاع الخاص بنص الدستور، كما أن الفقراء لا يملكون القدرة على دفع المقابل المادى الذى يرغب فيه المستثمر فى القطاع الصحى. •


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.